ما يجري في مصر سعت إليه جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات المتطرفة المتحالفة معها، ولذلك هي وحدها هذه المرة.. بفضل ثورتها المضادة ازداد الانقسام وضوحا، وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حيث أصبحت تقف في جهة، وكل القوى الأخرى السياسية والدينية، والجيش والشرطة، في الجهة المقابلة. والأهم في الموضوع أن الجماعة أظهرت وجهها الحقيقي، وأثبتت أن نزوعها إلى العنف لم يتغير بمرور السنين، وكثرة التجارب.. كشفت أحداث مصر في اليومين الماضيين أن الجماعة لديها قدرة كبيرة على ممارسة العنف وامتلاك أدواته، ابتداء بالصواريخ والرشاشات، مرورا بالعبوات الناسفة والحارقة وما يعرف هناك بالخرطوش، وانتهاء بالمطاوي والسيوف والحجارة والعصي وإشعال النيران، وقطع الطرق، وسكك الحديد واقتحام المباني الحكومية، والكنائس. وكشفت أن نزوعها إلى العنف لا حد له، تستخدم الأطفال والنساء دروعاً بشرية، وترمي خصومها من أسطح البنايات العالية كما حدث ليلة الجمعة في سيدى جابر بالاسكندرية، بل وحتى قتل عناصر من الجماعة نفسها لكي تلهب الشارع وتستقطب حماس أتباعها للثأر.. قيادات جماعة الإخوان تأمر بقتل متظاهرين من نفس الجماعة وتنسب ذلك للجيش. أطلق محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين موجة العنف الأخيرة من ساحة رابعة العدوية بالقاهرة يوم الجمعة، في خطبته التي دعا فيها أتباع الجماعة وحلفاءها للخروج لنصرة دين الله وتحرير مصر! ومن قبل المرشد ومن بعده دعت إلى العنف وشاركت فيه قيادات إخوانية ومتطرفة أخرى مثل سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ورشاد البيومي وخيرت الشاطر نائبي المرشد العام للجماعة، وعصام العريان، ومحمد العمدة، وصفوت حجازي، وحازم صلاح أبو إسماعيل، وعبدالمنعم عبدالمقصود، وحلمي الجزار، وعاصم عبدالماجد، وطارق الزمر. وإلى جانب هذه الجماعات الإسلامية التي تمارس العنف بقوة هذه الأيام، تقوم جماعات إسلامية مسلحة بشن الحرب على الجيش والشرطة للاستيلاء على السويس، وشمال سيناء، وهي جماعات تم تمكينها في تلك الأنحاء في عهد حكم الإخوان، وآخر جماعة عنف أعلنت عن نفسها والوقوف إلى جانب الإخوان، هي جماعة "أنصار الشريعة" التي أكدت أنها تملك السلاح والتدريب اللازمين لمقاتلة العلمانيين والصليبيين! وفي تقديرنا، أنه رغم ذلك كله، ستكون جولة العنف هذه في غير صالح جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المتطرفة المتحالفة معها، لأن لجوءها إلى العنف سوف يتسبب في هزيمتها، فمهما كان تدريبها وسلاحها لن تستطع هزيمة الجيش والشرطة وملايين الثائرين على حكمها.