المفكر الايطالي ميكيافلي تنسب إليه العبارة الشهيرة « الغاية تبرر الوسيلة» والتي أصبحت مذهباً سياسياً باسمه ومعناها أن نبل وسمو الغايات السياسية يبرر استخدام وسائل شريرة ورذيلة لتحقيقها والميكيافلي في السياسة من لا يتورع أبداً عن استخدام أقذر الوسائل لتحقيق غاياته وأهدافه. من المؤكد أن الميكيافلي سيبدأ من إضفاء النبل والسمو على غاياته ولو كانت غايات عدوانية وإجرامية غير أن المبدأ الميكيافلي يسقط عن السياسة المبادئ والأخلاق ليبرر ما فيها من شرور وانحطاط لأن الغايات النبيلة والمشروعة لن تعدم لتحقيقها وسائل تكافئها نبلاً وشرعية وكل نبل يتحقق بشر وجريمة يفقد نبله بتحوله إلى تبرير للجريمة وفحشها. في هذا العصر أسرفت السياسة في الجريمة وبالغت في تبرير انحطاطها الأخلاقي والقانوني لتصبح بالكامل لغة السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية عموماً وهذه السياسة تجاه العراق تحديداً ولأن أهداف واشنطن تحددت تجاه العراق بمصالحها في النفط وآمن الكيان الصهيوني فقد اختلقت أهدافا أخرى لتبرر جريمتها في العدوان على العراق وغزوه عسكرياً وكان أهم هذه الأهداف التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي يخفيها العراق وتحرير العراق مما وصفته باستبداد حكومته الوطنية. لم تبال الإدارة الأمريكية بانكشاف كذبها وتلفيق ما يثبت صدقها في أسلحة الدمار والاستبداد لأنها تدرك أن العالم كله يعرف كذبها من الأول ولن تتأثر منه سلباً وعلى نهج هذه السياسة الأمريكية سارت دول كثيرة كبرى أو صغرى لا فرق إلا في تفاوت القدرة بينها على تنفيذ سياستها وتحقيق أكاذيب هذه السياسة وجرائم عدوانها على الحق وخروجها على القانون الدولي وأخلاق الإنسانية. من هذه الحكومات حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا التي بررت عدوانها وتآمرها على سوريا بالانحياز لشعبه الثائر لكنها أدخلت إلى سوريا آلاف المرتزقة ومحترفي القتل من كل العالم ولأن حكومة اردوغان تزعم أنها حكومة حزب ديني مؤمن بقيم الإسلام وأحكامه فإن الإسلام ينهاها عن التآمر السري « النجوى » وافتراء الكذب لكن اردوغان وحزبه وحكومته تآمروا سراً لاختلاق واقعة تبرر عدوانها العسكري على سوريا حيث ترسل من يرمي صواريخ على تركيا من سوريا ثم تتهم به سوريا وتبرر عدوانها بكونه رداً على العدوان السوري فكيف يكون الدين سياسة بلا دين؟.