سُئل الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل نائب رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت في محاضرة بمسجد المدرسة بمدينة الشحر عن تضارب البيانات التي صدرت عن علماء الشمال والأخرى التي صدرت عن علماء أهل السنة بحضرموت مما يجعل المرء في حيرة من عدم اجتماع كلمة العلماء فأجاب عن ذلك : بأن هناك مسائل لا يسوغ فيها الخلاف وهي الجمل الثابتة من الكتاب والسنة ، وأمور يسوغ فيها الخلاف وفيها يعذر أهل العلم بعضهم بعضا بحيث لا يسفه العالم ولا يساء به الظن ، بل لا بد أن نحسن الظن بالجميع وهذا هو الأصل . وقد يعذر علماء الشمال باعتقادهم أن الوحدة تحقق مكاسب للمسلمين ، وتعيق المخطط العالمي الذي يسعى لتمزيق الأمة الإسلامية إلى دويلات صغيرة وضعيفة كما حدث في العراق والسودان ويجري في سوريا ويراد أن يطبق في مصر فيرون الحفاظ على الوحدة معيقًا لهذا المخطط . أما نحن في حضرموت والجنوب ننتقد على علماء الشمال غلوهم في مسألة الوحدة اليمنية وكأنها أمر لا ينبغي النقاش فيه و فرض لازم ومن المسلمات التي لا يقبل فيها الاعتراض ولا الجدال ؛ إذ الوحدة التي قامت في اليمن ما هي إلا وحدة سياسية صرفة بين نظامين علمانيين نظام علي عبد الله صالح ونظام علي سالم البيض وليست الوحدة الإسلامية القائمة على الشريعة الإسلامية لأنها لو كانت كذلك لوجب علينا أن نقاتل من أجل بقائها . لذا نرى أن المصلحة الراجحة تقتضي عدم الاستمرار في الوحدة القائمة لحقن دماء المسلمين وعدم الاقتتال بينهم وقد تكون الفيدرالية وفكرة الأقاليم المنضبطة بالضوابط الصحيحة العادلة قد تكون حلا ومخرجا لأزمة اليمن ، وأما الإصرار على الوحدة ، وعدم قبول أي حل آخر قد يؤجج ويسوغ القتال والحرب من أجل الوحدة التي ما قامت أصلا من أجل سيادة الشريعة الإسلامية وإنما هي قائمة اليوم لخدمة مصالح المتنفذين والظالمين الذين أساؤوا إدارة الوحدة .