يبدو أن المخططات والتخبط في المنطقة لم ولن تقف عند حد معين في العراق الأبية بعد إعدام صدام حسين، وما لاقي وسوف يلاقي هذا الإعدام وطريقة تنفيذه الهمجية من استنكاراً واشمئزاز من قبل شعوب وحكومات العالم اجمع.. حتى تلك الدول التي كانت تناصب صدام حسين العداء وتتمنى أن يختفي من الساحة السياسة هي الأخرى استنكرت وحزنت شعوبها على صدام حسين الذي تحول بقدرة الله سبحانه وتعالى إلى قائد عظيم وشهيد للأمة العربية والإسلامية جمعاء. بعد أن تم إعدام صدام حسين بالطريقة التي شاهدها العالم اجمع نتيجة للتصوير الهمجي الذي قام به بعض الأشخاص، وكان المراد منه أهانه وإذلال الرئيس صدام حسين وإهانة المسلمين والعرب ليس في العراق وحسب، بل في الوطن العربي والإسلامي جميعاً. وكان للجمهورية اليمنية موقفاً عربياً قومياً من إعدام الرئيس صدام حسين؛ وكانت الدولة الوحيدة التي ناشدت الحكومتين الأمريكيةوالعراقية بإيقاف إجراءات الإعدام خوفاً على سلامة العراق والعراقيين من أن تكون نتيجة إعدام الرئيس العراقي عكسية على الشعب والوطن العراقي؛ وكانت هذه النظرة الثاقبة للقيادة السياسية اليمنية قد أزعجت بعض النفوس المريضة الراضعة للحقد والكراهية التي يحملها بعض من ينتسبون ظلماً إلى التيار الإسلامي العروبي في بعض الدول نتيجة إلى سطحية الثقافة السياسية لديهم، ولجهلهم بالتاريخ الإنساني وغرورهم المتدني. ونسوا بل تناسوا المستوى الوضيع الذي يعيشونه.. ومن هنا واستناداً إلى هذه النظرية الهزيلة نظرية {خالف تعرف}، ظهر لنا نعيق لأصوات شاذة في دولة الكويت الشقيقة- هذه الأصوات برلمانية، وأخرى إعلامية وسياسية فبدأت تقذف بحمم براكين الحقد والبذاءة التي تكمن في أنفسهم الخبيثة.. فقذفت بسمومها، وتطاير رذاذها حاملاً فيروس الحقد المكتسب نحو وطن الشموخ والعزة، وطن الحكمة والإيمان { اليمن الحبيب}، محاولين الإساءة إلى شعب ووطن أحبهما الله ورسوله فقال صلى الله علية وسلم }الإيمان يمان والحكمة يمانية} وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }سبأ15 . ألآ يعلم هؤلاء أن الله قد وصف شعب اليمن بأفضل الأوصاف حيث قال: {قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }النمل33 . فقام النائب الأرعن مسلم البراك ومعه شرذمة قليلة امتهنوا الحقد وسياسة زرع الفتن والتشرذم بين الأمم بل بين الأفراد أسلوباً للظهور الإعلامي، فانغمسوا في التهجم على شعب اليمن وحكومته وقيادته السياسية، ولأمر في نفس يعقوب أراد البراك وشلته أن يشعلوها فتنة بين الشعبين الشقيقين اليمنيوالكويتي، ولكن الحكمة اليمانية وحنكة القيادة السياسية اتخذت الترفع والتعالي في تعاملها مع هذه الأصوات الناعقة- ولا أقول النابحة- ولم تنجر إلى مهاترات إعلامية مع أشخاص معروفون بارتباطاتهم الخارجية، وعصبياتهم المذهبية، وحساباتهم الخاطئة تجاه اليمن وشعبها. فنحن معشر اليمنيين لا نحب أن نعيش في الوحل كما تعيش هذه الشخصيات الوضيعة أصلاً.. نعم فقد وصفوا الشعب اليمني وقيادته بصفة الجهل والغوغاء ونحن هنا نرد عليهم بأبيات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:- لئن كنت محتاجاً إلى العلم إنني........................... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوجُ فلي فرسٌ للحلم بالحلم ملجمِ............................. ولي فرس للجهل بالجهل مسرجِ ومن شاء يقومني فإني مقوم................................... ومن شاء يعوجني فإني معوج وما كنت أرضى الجهل حرصاً وصاحباً........................ ولكنني أرضى به حين أحوج فإن قال بعض الناس فيه سماجة............................... فقد صدقوا والذل بالحر أسمج اليمن وقيادتها لم تكن في يوم من الأيام وهنة أو ضعيفة كما يتوهم هؤلاء الضعفاء، ولكننا نتحلى بالأخلاق الفاضلة وحب كل ما ينتمي إلى هذه الأمة العريقة أصلها وجذورها العربية.. فقد تربينا على أخلاق حميدة استقيناها وسقينا أبنائنا منها هي أخلاق الإسلام والعروبة، والحلم هو من شيمنا اليمنية ومن تقاليدنا وأعرافنا، ولكن نقول لهؤلاء: اتقوا غضب الحليم إذا أُغضب، فلسان الشاعر يقول: وقل: لمن لام لا تلمني............................كل امرئ عالم بشأنه ما الذنب فيما فعلت إلي............................رقصت للقرد في زمانه نحن نعرف أن هؤلاء يقدمون ويسدون خدمات إلى أسيادهم الجدد خوفاً وتملقاً، ولكن لم ولن نقبل أن تكون هذه الخدمات وهذا التملق على حساب كرامتنا، فنحن نعتز بيمننا وبقيادتنا التي جاءت إلى الحكم بإرادة الشعب اليمني العظيم. ونقول لهم كفوا عن البذاءة والنحيب فاليمن اكبر مما تتصورون ونذكر بقول الشاعر: {واسجد لقرد السوء في زمانه............. وداره ما دمت في سلطانه} ولنا أمل بالحكومة الكويتية الشقيقة أن تُخرس هذه الألسن التي استغلت وجودها في البرلمان، وتلك التي تمسك بزمام بعض الصحف الصفراء في الكويت وتتهجم على الشعوب والقيادات العربية، فقيادة الكويت هي قيادة واعية وحكيمة وترى مصالح الأمة بعين واسعة، ونحن اليوم بحاجة إلى التكاتف والتآخي بين شعوبنا في الجزيرة العربية والخليج العربي في زمن التكتلات السياسية.. أخيرا شكرا لقيادتنا السياسة التي ضربت المثل العظيم في الحلم بعدم ردها على سفاهة البراك وعصبته. [email protected]