أعلن الرئيس علي عبد الله صالح عن رصد جائزة مقدارها (15) مليون ريال يمني – ما يعادل 75 ألف دولار- لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على منفذ الانفجار الإرهابي الذي وقد عصر يوم أمس الاثنين وتسبب بمقتل (10) أشخاص بينهم (7) أسبان. ورجح رئيس الجمهورية - بنسبة 80%- أن يكون منفذ العملية الانتحارية "غير يمني"، مشيراً إلى أن السلطات اليمنية كانت تمتلك معلومات حول نية القاعدة تنفيذ هجمات. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن صالح قوله: أن السلطات شددت الإجراءات الأمنية حول المباني الحكومية والمصالح الأجنبية ولكنها لم تعتبر معبد بلقيس هدفا محتملا لتلك الهجمات. وتأتي هذه التصريحات على هامش استقباله اليوم رؤساء تحرير الصحف المشاركين في اجتماعا الأمانة العامة لإتحاد الصحف الخليجية بصنعاء. وقال الرئيس :" في حقيقة الأمر إن الاجهزة الامنية كانت لديها معلومات منذ حوالي 4 أيام قبل الهجوم الإرهابي حول أحتمال حدوث حوادث إرهابية وتفجيرات لكن أين ؟ ومتى ؟ وفي أي مكان ؟ هذا الذي كان غائبا عن هذه الأجهزة, وطبعا الاجهزة الامنية أخذت احتياطاتها ورفعت الجاهزية في كل المرافق خاصة حول المنشآت النفطية ومؤسسات الدولة المختلفة والمناطق الحساسة ولم يتبادر إلى ذهنها أن الهجوم سيكون في تلك المنطقة المحيطة بمعبد أوام في مارب". وأضاف:" والمشكلة كانت في تحركات الفوج السياحي أنهم لم يلتزمون بالتعليمات، حيث كانت هناك تعليمات أمنية مسبقة أن يكون هناك فاصل بين كل سيارة وسيارة ولكنهم تقاربوا بسياراتهم فجاءت الكارثه أكبر مما كان متوقعا على الرغم من انه عندهم سيارة امنية ترافق السواح ولكن ضاقت المسافة واقتربوا من بعضهم البعض لحظة إنفجار السيارة المفخخة وهي سيارة موديلها قديم نوع جيب وكان يقودها الإنتحاري الذي يرجح أن يكون غير يمنيا وفقا للمعلومات الأولية التي توفرت للاجهزة الأمنية" . وأشار إلى أن أجهزة الأمن سبق وأن تعقبت العناصر التي هربت من السجن ثم اعادتهم، أستسلم بعضهم والبعض القى القبض عليه، ومازال هناك 3إلى 4 أشخاص فارين يجرى ملاحقتهم لضبطهم. وقال رئيس الجمهورية " ورغم ذلك تشير المعلومات الاولية إلى أن الاحتمال الاكبر أن الانتحاري في هذا العملية ليس يمنيا, ربما يكون من جنسية عربية أخرى، والأجهزة الامنية تجري تحرياتها الآن وهم يعملون فحوصات في المعمل الجنائي خاصة للحمض النووي وربما تطلع النتيجة خلال الساعات القادمة لتكشف هوية هذا الشخص, فالاجهزة الأمنية تواصل مهامها بشكل جيد" وأردف الرئيس قائلا :" ما من شك أن هذا العمل الإرهابي يشكل ضربه للسياحة في اليمن وفي المنطقة, فهذا عمل إرهابي مدان من كل القوى السياسية على الساحة اليمنية بمختلف توجهاتها وهو عمل جبان وغير مسؤول ويضر بالاقتصاد الوطني وبالامن والاستقرار وبالاستثمار, وهو يأتي في الوقت الذيت فتحت فيه اليمن الحوار مع الشباب المغرر بهم بعد احداث 11 سبتمبر وكان هناك معارضة امريكية واوروبية لهذا الحوار ويقولون لنا كيف انتم في اليمن تحاورون هؤلاء الارهابيين؟. وتابع الرئيس قائلا :" نحن قلنا لهم لهم .. لا مانع لدينا من أن يكون سيف الدولة إلى جانب لغة الحوار , ومضينا في الحوار وتحققت نتائج إيجابية وأستسلم الكثير من المغرر بهم وعادوا إلى جادة الصواب وهذا كان شيئ ممتاز وهم شباب جيدين ولكن غرر بهم بعد أن ذهبوا إلى إفغانستان أيام مواجهة المد الشمولي في افغانستان وكانت المنطقة آنذاك بشكل عام مع هذا التوجه لمحاربة الشيوعية في أفغانستان ولكن هؤلاء عادوا وبدأوا يحاربون أهلهم وبلادهم وقيادتهم واقتصادهم ومن ثم توقفوا عن تلك الأعمال غير المسؤولة" . وأشار إلى أن اليمن شهدت أكثر من عملية إرهابية مثل ماحدث ضد البارجة الامريكية يو إس إس كول في ميناء عدن ثم السفينة الفرنسية قرب شواطىء حضرموت وحادث الاعتداء على المنشآت النفطية في حضرموت ومأرب وهذه جميعها تشكل عبئاً ومشكلة على الاقتصاد الوطني. وقال :" مرتكبوا هذه الأعمال جهلة وهناك مغرر بهم حاورناهم واعتدل الكثير منهم والكثير من الدول اعترضت وعاتبتنا على محاورة قوى إرهابية فأجبناهم أنه لايمكن أن نحصرهم في زاوية وربما تحقق نتائج وفعلاً بعد ذلك اتصل بنا عدد من الاصدقاء في الغرب مثل بريطانيا والمانيا وامريكا يريدون الاطلاع على التجربة وأرسلنا لهم علماء من الذين حاوروا أولئك المغرر بهم وقالوا أنهم استفادوا من الحوار كذلك الكثير من الاقطار العربية خصوصاً اخواننا في المنطقة حاوروا بعض المغرر بهم واعتدل بعضهم والآخرين ظلوا في الضلال الذين هم عليه". ومضى قائلا :" نحن حقيقة ندين هذا العمل الإرهابي, وإن شاء الله أجهزتنا يقظة وسوف تتابع المتورطين في هذا العمل, وقد أبلغت وزارة الداخلية عن إعلان مكافأة 15 مليون ريال لكل من يدل أو يلقي القبض على أي من هؤلاء الإرهابيين المتورطين في هذا العمل الإجرامي . ونوه الأخ رئيس الجمهورية إلى أن الأجهزة الامنية اليمنية جيدة ومتتبعه وقد نجحت في الكثير من المواقف، لافتا إلى أن الامريكيين كانو متشائمين من قدرات هذه الأجهزة عندما حدث الاعتداء على البارجة الامريكية يو أس أس كول في ميناء عدن ظنا منهم أن اليمن بلد متخلفة وغير غنية, وأجهزتها متخلفة, ولكن خلال 48ساعة, تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من القاء القبض على المتورطين في عملية التفجير وتم محاكمتهم وصدرت بحقهم احكام بالسجن أدانت من ثبت تورطهم فيما تم الافراج عن غير المتورطين حتى الذين هربوا بعضهم لم يكن يتبق عليه من مدة العقوبة بالسجن سوى 6 أشهر . وقال:" هناك تعاون بيننا وبين اخواننا في مجلس التعاون الخليجي, وهناك تواصل مستمر في مجال التنسيق الأمني, وان شاء الله سيتم القاء القبض على من تبقى من هؤلاء سواء في اليمن أو اي دولة من دول الخليج بفضل التعاون والتنسيق الامني بيننا وبين اخواننا, لأن امننا واحد واستقرارنا واحد وما يهدد دول الخليج يهدد اليمن وما يهدد اليمن يهدد دول الخليج,ونحن مكملون لبعضنا البعض ". واستطرد الرئيس قائلا:" هذا فيما يتصل بماحدث يوم امس في مارب, وحتى الآن اللجنة الامنية رافعه لجاهزيتها الأمنية بشكل عام في كل مؤسسات الدولة, وسنواصل متابعة الجناة الارهابيين اينما كانوا وسيتم بإذن الله القاء القبض عليهم". وأردف قائلا :" والشيئ الجميل ان شعبنا اليمني شعب عظيم ويرفض هذه الأعمال التخريبية والإرهابية التي تتنافى مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وإخلاقيات المجتمع اليمني, كما أن شعبنا متعاون مع الأجهزة الأمنية, والمعلومات التي تحصل عليها أجهزة الأمن في بعض الاوقات تاتي من المواطنيين الذين يبلغون عن اي مشتبه به ومكان تواجده ". وتابع قائلا :"سمعتم بالامس كل القوى السياسية والاحزاب تندد وتستنكر هذا العمل الإرهابي, ولدينا حواليؤ 22حزبا جميعها أدانت هذه العملية الارهابية وكذلك العلماء والشخصيات الاجتماعية وكل منظمات المجتمع المدني أدانت هذا العمل الارهابي ". وكان مسئول أمني رجح أن يكون مسلحون لهم علاقة بالقاعدة وراء الحادث الذي جاء بعد مطالبة القاعدة للحكومة اليمنية بإطلاق سراح بعض المسلحين. ومن جانبها أكدت الحكومة الأسبانية نبأ مقتل سبعة سياح أسبان في الانفجار الذي استهدف مجموعة سياحية ضمت 14 سائحا كانوا يزورون الموقع الذي يقع على بعد 190 كيلومترا شمال شرقي العاصمة صنعاء. وشهدت اليمن منذ أكتوبر من عام 2000 عددا من الهجمات الانتحارية منها الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في ميناء يمني نتج عنه مقتل 17 من مشاة البحرية الأمريكية بينما وقع في أكتوبر من عام 2002 هجوم مماثل على ناقلة بترول فرنسية أسفر عن مقتل بلغاري وإصابة 12 آخرين من بحارتها.