قبل سنوات طويلة حضرت بالمصادفة عراكاً في (وسط البلد) بالقاهرة.. الشارع بأكمله تعطل من الزحام. استمر العراك قرابة نصف ساعة وانتهى بقطرتي دم وكم لكمة وشتيمة ..ثم ذهب المتشاجرون كل في سبيله ويا دار ما دخلك شر. أقسم لو أن مثل ذلك الشجار حدث في العاصمة صنعاء أو إحدى مدن العضلات اليمنية مثلاً،لتحول ضحايا ذاك العراك إلى خبر عاجل في قنوات التلفزة كلها !! . سلطان العتواني ما يحدث داخل الحوار الوطني فاق كل التوقعات، لاتنس بان هذا الحوار كان بين مختلفين، كنت أتوقع أن تكون الخلافات والمشاحنات والعصبيات على أشدها، لكن الحمد لله اثبت اليمنيون أنهم شعب أصيل، وقادرون على أن يتعايشوا مع خلافاتهم، وان حصلت خلافات فهي تستحق الوقوف أمامها، وقد انحصرت الخلافات إلى ابعد حدود. عبدالكريم الرازحي كان التكفير ولم يزل أهم وأعظم اختراعاتنا ، وبه وحده تصدينا لجميع اختراعات الغرب الشيطانية وكفرناها أولاً بأول، بما في ذلك حبوب منع الحمل . ومن بين جميع هذه الاختراعات التي كفرناها وحده الراديو يستحق وسام البطولة . وعلى سبيل المثال فإن الراديو - في عهد الإمام يحيى - عانى كثيراً من حملات التكفير، ومن حملات التشهير أكثر من كل الاختراعات التي سبقته ، ومن تلك التي جاءت بعده. لقد كفّروهُ، وحرّموهُ، وحاربوهُ، وصادروهُ ، ومنعوهُ، ولاحقوهُ ،وحاصروهُ ، وحاولوا إسكاته بكل الطرق، فضلاً عن أنهم شوهوا سمعته وأطلقوا عليه صندوق الكُفْر ، وصندوق العُهْر، وصندوق الشيطان . لكن الراديو الأعزل إلاّ من صوته، صمد في وجه التكفيريين ، وفي وجه الظلاميين، وفي وجه الإماميين ، وكان بحق بطل التغيير، وبطل التنوير. علي منصور لسنا مع موقف السيدة «توكل كرمان» كناشطة أممية باعتبارها حاملة لجائزة «نوبل» للسلام ومهما بررت ذهابها إلى مصر والتي قالت في تصريحات نشرت لها أن ذهابها ليس لعودة «مرسي» ولكن للدفاع عن الديمقراطية الناشئة على حد وصفها. هذا الموقف المتحيز بذهابها إلى «رابعة العدوية» الذي روجت له أكثر من أسبوعين وهي تدلي بتصريحات تعلن فيها الذهاب إلى مصر للانضمام إلى المحتجين في «رابعة العدوية» المطالبين بعودة الرئيس المعزول قد استفز مشاعر مواطني وشعب مصر الشقيقة والذي رأت فيه كثير من قوى ومؤسسات وشخصيات المجتمع المصري تحيزا استفزازيا علنيا سافرا ويخل كثيرا بمثل وقيم رسل السلام العالمي ممن يحرصون على عدم الإفصاح حتى عن مشاعرهم «الشخصية» عند خوضهم لأي نشاط دولي بدواعي الحرص على توازن مواقفهم الدولية غير المنحازة للحفاظ على منظومة الأمن والسلام العالمي . جهاد الخازن الأرقام لا تكذب وهي تقول إن الإخوان في الحكم فشلوا على كل صعيد وزادوا الأزمة الاقتصادية أضعافاً. بماذا يرد أنصار الإخوان على هذا الكلام الصحيح؟ يقولون إن محمد مرسي أول رئيس مدني جاء إلى الحكم في مصر عبر انتخابات ديموقراطية وأطاحه انقلاب عسكري. أولاً، نتيجة الانتخابات مشكوك فيها، وهناك معلومات عن فوز الفريق أحمد شفيق وتفضيل المجلس العسكري مرشح الإخوان لتجنب تظاهرات مليونية لا يقدر عليها مرشح مستقل، ناهيك عن ان الاقتصاد في أيام حسني مبارك كان متقدماً وأضرّ به الفساد، وجاء الإخوان فحاربوا الاقتصاد وأبقوا على الفساد الذي لم يعد قصراً على الرموز بل أصبح من فوق إلى تحت وبالعكس.