أكدت الدكتورة نجاه جمعان أستاذ الإدارة المساعد في جامعة صنعاء أن التحديات التي تواجه سيدات الأعمال في اليمن تكمن في عدم القدرة على الحصول على التمويل المناسب وانخفاض الإدراك بأهمية وقيمة خدمة الأعمال وأهمية دور الغرف التجارية والاتحاد العام للغرف. وأشارت إلى أن هناك صعوبات تواجه سيدات الأعمال في توفير مكان مناسب لإقامة مشروع المرأة بطريقة قانونية والحصول على العمالة بالمهارة المطلوبة إلى جانب مشاكل مرتبطة بقوانين الجمارك والضرائب وإجراءات التسجيل. وكشفت جمعان في دراسة لها حول مشاريع سيدات الأعمال عن وجود تحديات أخرى لسيدة الأعمال منها ما هو مرتبط بثقافة المجتمع وقيمه وبالأدوار المتوقعة من المرأة مبينة أن هذه الثقافة لا تسمح للمرأة أن تصبح سيدة أعمال. وقالت أن مفهوم سيدة الأعمال الذي يعني امتلاكها مشروعاً أو شركة تديرها بنفسها مفهوم غير دقيق وتمارس جميع الوظائف الإدارية وترتبط بوضع إستراتيجية شركتها وتنفيذها ومتابعة تحقيق أهدافها إضافة إلى ما تحتاجه سيدة الأعمال من اتصال فعال وحرية في اتخاذ القرارات والحركة بحسب حاجة شركتها أو مشروعها وكلها أمور تتعارض مع ثقافة المجتمع الذي يحدد دور المرأة بأن تكون داخل المنزل. وأوضحت أن هذه الثقافة ترى في المرأة أنها لا تستطيع القيام بأدوار ومهام سيدة الأعمال مما يجعل التعامل معها يشوبه الحذر والاختبار المستمر. وفي الجانب الاقتصادي بينت جمعان أن التحدي مرتبط بإمكانيات المرأة الاقتصادية كون الثروة في المجتمع عادة ما تكون مركزة بحوزة الرجل وإن وجد عدد محدود جداً من النساء يملكن المال فهو محدود أيضاً مقارنة بما يملكه الرجل. واعتبرت أن السياسات المالية والاقتصادية وما يترتب عليها من أثار على أداء الشركات التي تمتلكها سيدات الأعمال يمثل تحدياً اقتصادياً آخر منوهة إلى أن توجه الدولة نحو سياسة اقتصادية توسعية وانكماشية يؤثر على إدارة الأعمال.. وحسب وصفها فإن تغير أسعار الفائدة في السوق أو التغير في أسعار العملة المحلية إلى جانب السياسات المالية المرتبطة بالانفاق الحكومي وعجز الموازنة وكذلك سياسات الضرائب والجمارك كلها متغيرات جوهرية يتطلب من سيدة الأعمال قراءتها بشكل صحيح ومعرفة أثرها على شركتها. جمعان في دراستها شددت على أن التحديات السياسية التي تواجه سيدات الأعمال تلك المرتبطة بالنظام السياسي وفلسفة الدولة وقيادتها نحو النهج السياسي الذي تنهجه وفيما إذا كان نظاماً ديمقراطياً أو اشتراكاً أو بجمع الاثنين. وقالت أن التحديات السياسية تشمل مدى الاستقرار السياسي والحرية للمواطنين في اختيار من يمثلهم في الحكم. وأردفت بالقول (مهما كانت فلسفة الدولة فإن ذلك بالتأكيد سوف يؤثر على شركة سيدة الأعمال وبينت أنه يندرج في إطار تحديات البيئة السياسية وجود الرجل في مركز اتخاذ القرار السياسي بالتأكيد سينعكس على شركة سيدة الأعمال والذي يشجع المرأة الريادية ينعكس ايجابياً على زيادة سيدات الأعمال اللائي يدخلن مجال الأعمال ويشاركن في التنمية. وأضافت أن حالة البيئة السياسية في اليمن تكشف أنه لازال هناك حاجة لدعم المرأة ومشاريعها من خلال خلق ثقافة سياسية مشجعة لذلك لدى القيادة السياسية والقوى السياسية الأخرى الأمر الذي يتطلب من المرأة سيدة الأعمال أن يكون لها دوراً سياسياً حتى تضمن تأييد القيادة السياسية وذلك يمثل تحدياً آخراً حسب رأيها في استيعاب المتغيرات السياسية والتعامل معها لحماية مصالحها السياسية خاصة في ظل نظام حكم ديمقراطي.