تستعد الفرق الهندسية والفنية المكلفة إعداد ووضع الدراسات والتصاميم الهندسية لانشاء مشروع سد الخملوع المائي العملاق المقرر انشاؤه في وادي سردود مديرية بني سعد محافظة المحويت، لرفع نتائج دراساتها الى الجهات المعنية للبدء في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي على ضوء توجيهات فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية . وتجرى الاستعدادات حالياً لانشاء سد الخملوع الكبير والهام الذي سيتم تمويله ضمن اتفاقية التمويل الموقعة بين اليمن ودولة الامارات العربية الشقيقة، في اطار الاستعدادات الحالية لانشاء سدين كبيرين اخرين هما: سد الخارد في محافظة صنعاء وسد حسان بمحافظة ابين، وفقا ًلاهتمام الدولة بانشاء السدود والحواجز المائية لتعزيز المخزون المائي في البلاد. وفي هذا التحقيق سنتناول سد الخملوع الذي يقع بوادي سردود بمحافظة المحويت من الناحية التاريخية والجدوى الاقتصادية وما يشكله من عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية وتوفير فرص العمل اثناء وبعد انشاءه. ينسب سردد الى الملك سردد بن معدي كرب بن شرحبيل بن نيكف بن شمر ذي الجناح ، وحسب المصادر التاريخية ، وقد شيدت على ضفافه الكثير من التجمعات السكانية ، خصوصاً في السهل التهامي ومنها مدينة المهجم التاريخية . وتشير دراسات أولية كان قد اجراها خبراء روس في السبعينات ، الى ان سد الخملوع يعتبر من السدود التاريخية في بلادنا ، الا ان هذه الدراسات كما يبدو لم تجد المتابعة وانتهى الموضوع عندها . وقبل نحو عام تقريباً تسلمت الشركة الاستشارية الاسيوية الموقع وباشرت عملية الدراسة لتنهي عملها حالياً بوضع دراسات وتصاميم هندسية ليتم رفعها للجهات المعنية استعداداً لانشاء مشروع السد . وتشير دراسات الشركة الى ان تكلفة مشروع السد تقدر بنحو 5ر3 مليار ريال ، فيما تقدر سعته بنحو 88 مليون متر مكعب، اما منطقة المغمورة فستصل الى 5 الاف متر ، بينما يصل ارتفاع السد عند الحاجز الى 54 متراً وعرضه (بحيرة السد) تتراوح بين 100 و400 متر.وعند انشاء السد ستغمر بحيرته اكثر من كيلو متر من الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدةبصنعاء إضافة الى اكثر من 3 كيلو مترات على جانبي الطريق ، ولذلك تشير الدراسة الى ضرورة تحويل الطريق إما الى سفح الجبال او الى مسافة ابعد من ذلك ثم تعود للإلتقاء قبل منطقة / باب الناقة / وسيتم نفس الشيء بالنسبة لأعمدة وابراج كهرباء الربط الموحد الصاعدة من باجل والتي تعبر جانب السد الايسر وهذه الاعمدة هي جزء من مشروع كهرباء المحويت ضمن شبكة المحطة التجارية في الحديدة. ** جدوى بناء السد من المعروف ان الامطار في اليمن موسمية ، وحاجة المجتمع والتطور للمياه تظل متزايدة خاصة وان المخزون الجوفي يتعرض للاستنزاف ، الامر الذي حدا بالقيادة السياسية الى تبني مشروع بناء السدود والحواجز لتوفير احتياجات بلادنا من المياه مستقبلاً ، وهذا المشروع وغيره من المنجزات الجارية والمستقبلية سوف يخفف من ازمة المياه المتوقعة. فمياه الامطار التي كانت تذهب هدراً الى البحر وتتبخر في مجرى الوادي الطويل ، سيختزنها السد للاستفادة المباشرة منها في ري الاراضي بمنطقة بني سعد وباجل وتزويد مديريات المحويت مثل بني سعد، حفاش ، ملحان بالمياه، وبالامكان ضخ جزء منها لرفد العاصمة صنعاء بالمياه ، هذا بالاضافة الى عملية تغذية المخزون الجوفي للمياه في المنطقة. ** سياحة واسماك ومما لاشك فيه ان وجود بحيرة واسعة من المياه في تلك المنطقة سوف يكون عامل جذب للسياحة الداخلية والخارجية ، وسيسهم ذلك في ان تنشأ على جانبيها الشاليهات والمطاعم والمحلات التجارية مما سيوفر فرص العمل للمئات من الاسر في المنطقة ، ناهيك عن الفرص التي سوف تتوفر اثناء مراحل التشييد وبعدها في جوانب الادارة والتشغيل وصيانة السد ومجاريه . وهناك امكانيات كبيرة ومغرية لاستيراد بعض الاسماك النهرية من الشام او اوروبا لتوليد الاسماك عند امتلاء السد بالمياه، وسوف تصبح البحيرة مكاناً خصباً لنمو الاسماك ، ومن الممكن ان تنتج آلاف الاطنان سنوياً اذا ماتوفرت العناية والتقنية العلمية . ** طريق سياحي ويرتبط مشروع سد الخملوع بمشروع اخر لايقل اهمية في المديرية وفي مكان غير بعيد عن مشروع السد وهو مشروع طريق بني سعد- القطاع-المحويت السياحي الذي بدأ العمل فيه منذ اكثر من عام تقريباً ، ويبلغ طول الطريق 63 كيلومتراً ويمتد من منطقة سوق الخميس وادي سردد خلال الوادي المشهور سارع ، وينفذ المشروع في مرحلته الاولى المؤسسة العامة للطرق والجسور بتمويل من المفوضية الاوروبية . ويستوعب المشروع عدد كبير من العمالة المحلية في منطقة المشروع وتديره خبرات هندسية محلية كفوة ، اضافة الى الاستشاري الاجنبي التابع للمفوضية الاوروبية . ** تعويضات المواطنين وكان الاخ احمد علي محسن محافظ محافظة المحويت قد قام بزيارة لموقع السد والتقى بمهندسي الشركة الاستشارية وهيئة تطوير تهامة والمكتب المقاول لاعمال المحبسات الاختيارية لأكتاف الحاجز الصخرية وطمأن المزارعين في المنطقة التي ستغمرها بحيرة السد ، حيث تعهد الاخ المحافظ بتعويض السكان والمزارعين ، واكد انه لن يبدأ العمل في انشاء السد الا بعد حل مشكلة الاراضي والمساكن في موقع السد وقدر حرصه على تنفيذ هذا المشروع الاسترايجي الهام . واشار الاخ المحافظ الى ان الدولة ستقوم بتشكيل لجنة لمسح الاراضي المزروعة والمساكن وعلى مستوى كل حالة على حده وستتولى اللجنة عملية دراسة التعويضات التي ستقدمها للمواطنين وتضمن لهم البديل العادل والمنصف ، خاصة وان بجوار موقع السد في منطقة بني الحمادي ، تمتلك الدولة اراض معروفة بصافية الجريزي الى جانب اراضي الاوقاف والتي سيتم المقايضة فيهما بعد تسعير الارض . سبأنت