تحتفل الأمة الاسلامية في الأول من شهر شوال من كل عام بعيد الفطر المبارك و مع اختلاف طقوسه و تباينها من بلد لآخر ، فأن الغاية أساسية يتشاركها الجميع كعنوانا للتكافل والترابط الاجتماعي الذي ميز رسالة الاسلام الخالدة .. وحيثما يممت وجهك في العالم الاسلامي فان طرق التعبير عن هذه الغاية تختلف من بلد لاخر حسب العادات والتقاليد ففي اليمن تتجلى روح الالفة والمحبة بين ابناء المجتمع من خلال تبادل الزيارات والتهاني والتي يغلب عليها طابع الكرم والاهتمام بالعيد ورسم فرحته على وجوه الجميع. ورغم ان الاطفال لهم النصيب الاكبر من الفرحة بهذه المناسبات فان ما يميز العيد في اليمن سابقا انه يمثل محطة لنقاء النفوس التي غالبا ما فرقتها رواسب الماضي . لكن مع هذه الظروف الصعبة هل استطعنا فعليا ان نتشارك الفرحة مع كل من حولنا ؟ لا اعتقد فالحياة لم تعد كما كانت بسيطة و لم يعد بإمكان الجميع الاحتفال بالعيد كسابق عهده فقد إزدادت الحياة اليوم صعوبة و ثقلت أعبائها ، ومظاهر فرحة العيد شحت من وجوه الناس البسطاء و تركت خطوط الهموم عليهم بسبب تكاليفها الباهضة التى أثقلت كاهلهم و لا طاقة لهم بها ، و لا نستغرب عدم رؤيتهم فقد آثرو المكوث في منازلهم و الاعتزال عن المجتمع هرباً من الاحراج ، فالعيد لم يعد أمراً عاما بل أقتصر على ذوى القدرة من الناس ومظاهر التكافل تكاد ان تكون معدومة. من المؤلم جداً أن يحتفل المرء بمناسبة عامة بينما جاره أو قريبه منطوى بداره نتيجة العوز و العجز عن أعباء هذه المناسبة التي مثلت ذات يوم محطة للتكافل والالفة والمحبة ، و الأشد إيلاما تجاهل دعوة ديننا الإسلامي الحثيثة نحو التراحم و التكافل ، فحلت مظاهر الفرقة ورواسب الخلافات بين أوساط المجتمع الواحد و اصبح العيد فرحة لمن استطاع اليه سبيلا.