علاقات الأخوة اليمنية -القطرية بماتشهده من تنامٍ وتطور مستمر- تستمد تميزها من أنها شيدت على اساس راسخ يجسد نظرة قيادة البلدين بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وسمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني امير دولة قطر الشقيقة تستوعب الأواصر التاريخية الحضارية التي جعلت الجزيرة العربية والخليج مكوناً ديموغرافياً واجتماعياً وثقافياً واحداً تجمع أبناءه صلات الرحم والعقيدة والعادات والتقاليد المشتركة.. مستوعبة العلاقة في اطار هذه الرؤية وأهمية الارتقاء بها الى مستوى متطلباتها في الحاضر واستحقاقاتها المستقبلية، ومنبثقة من فهم عميق لخطورة التحديات التي تفرزها الاحداث الراهنة التي تموج بها منطقة الجزيرة والخليج العربي والقرن الافريقي والشرق الأوسط في هذا السياق جاءت زيارة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لليمن ولقاؤه بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وهي تأتي في اطار التشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين الشقيقين -اليمن وقطر- الثنائية السياسية والاقتصادية الامنية والاستثمارية، وفي هذا الاتجاه لابد من الاشارة الى المشروع الاستثماري الكبير الذي ستنشئه دولة قطر في العاصمة صنعاء والذي تم التوقيع عليه في هذه الزيارة لسمو أمير دولة قطر ويعد بمثابة تأكيد لتوجه لعلاقات الشراكة الاقتصادية امتداداً نوعياً لاسهامات قطر الداعمة للتنمية في بلادنا والتي شواهدها حية في مختلف المجالات. ان اليمن قيادة وشعباً يذكر لقطر الشقيقة مواقفها الى جانبه في كل التحديات والمخاطر التي استهدفت وحدته وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره وهذه المواقف تأخذ اليوم البعد الاقتصادي الاستثماري المعبر عن ادراك ان تشابك المصالح الاقتصادية يقوي ويوطد كل اشكال العلاقات الاخرى لتتحول الى شراكة سياسية اقتصادية أمنية، ناهيك عن تطوير وتعزيز الشراكة التنموية والاستثمار الذي يعدُّ الطريق الصحيح لبناء شراكة لاتحقق تبادل المنافع والمصالح، حتى لايصبح الأمن والاستقرار في نطاقه الاقليمي قابلاً للتجزئة واي خطر يهدد أي بلد شقيق هو خطر على الجميع ينبغي مواجهته. واليمن يعتبر ذلك من ثوابت سياسته الخارجية وهو حريص على مد جسور التواصل مع اشقائه في منطقة الجزيرة والخليج بل وعربياً وكذا مع اصدقائه في الساحة الدولية لتصب محصلتها في مصلحة الجميع وهذا بحد ذاته تلاق للسياسة الخارجية بين البلدين الشقيقين اليمن وقطر، والتشاور والتنسيق المستمر عبر الزيارات المتبادلة لقائدي البلدين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وسمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني تعكس هذا التلاقي بوضوح ليسهم في تعزيز الشراكة بينهما على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية وغيرها وبما يخدم مصالح الشعبين وكل الاشقاء في الجزيرة العربية والخليج.