ظلت أجهزة المخابرات اليمنية بعهد نظام صالح والفار هادي ميتة سريريا ومؤطرة في جميع وظائفها الموكلة اليها بل كانت كل اعمالها لا تصب الا في مصلحة المستعمر والغازي فقد انحصرت اعمالها وكل ثقلها وما تملك من امكانات على توفير الحماية والأمن للسفارات الاجنبية بالعاصمة صنعاء لا اكثر وبالمقدمة السفارة الامريكية التي خصص لها نظام صالح والفار هادي جهاز الامن القومي بكل محتوياته ليوفر لها كافة الاحتياجات الأمنية والقومية اثناء اعمال و تحركات السفير الامريكي وممارسة دبلوماسية بلاده التدميرية والاستعمارية في اليمن وترسيخ مشاريع الهيمنة والاستبداد . اجهزة المخابرات اليمنية وخصوصاً جهاز الامن القومي الذي اسس في عام 2002م ظلت في حقبة نظام صالح وهادي تعمل عكس مضامين الدستور والقوانين وما تمليه عليها السيادة والمبادئ والثوابت الوطنية, فقد كانت اجهزة متخندقة حتى النخاع مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA والذي كان يربطهم تنسيق مشترك وعمل بالوكالة ومن اهمها ضرب اي خطر محدق للأمن القومي الامريكي باليمن سواء افراداً او جماعات او حركات واحتواء اية مقاومة او ثورة مناهضة للهيمنة الامريكية كثورة 21سبتمبر الشعبية بعام 2014م التي لاقت استهدافات مباشرة من افراد الأمن القومي . العدوان على اليمن من واقع اهمية اجهزة المخابرات ودورها الوظيفي في تقويم وتحصين الدولة ومؤسساتها الأمنية والقومية من الاخطار المحدقة الخارجية والداخلية ومن دافع حاجة اليمن لها خصوصاً وانه يتعرض لاعنف عدوان تدميري على كل الاصعدة العسكرية والسياسية والاستخباراتية من قبل تحالف الشر الامريكي السعودي الاماراتي، كان ولابد من اعادة هيكلة اجهزة المخابرات للدولة اليمنية السابقة وتطهيرها من العملاء والخونة والبدء بتأسيسها من القاعدة صفر بثوابت وطنية وسيادية وقومية، والعمل على تطوير امكاناتها البشرية والتكنولوجية. اليوم ومع دخول العدوان على اليمن عامه الخامس خرجت اجهزة المخابرات اليمنية بعد فترة تنشيط وهيكلة وتأهيل بقدرات فاعلة ومتميزة جداً على المستوى العملياتي والاستراتيجي ضد عجلة العدوان.. مقدمة نماذج قوية وصاعقة في عمليات اختراق الانظمة الالكترونية وغرف عمليات العدوان خارجيا وداخلياً، ومن هذه النماذج عملية اختراقها مؤخراً غرف تحالف العدوان السعودي وخروجها بتقرير مفصل يكشف المخططات والبروتوكلات التي يجري تحضيرها، بالإضافة الى كشف التواجد والحضور المباشر لضباط وجنرالات امريكيين متقاعدين يعملون في وضع الاستراتيجيات والخطط العملياتية والاستشارات العسكرية للسعودية والامارات.. وبطبيعة ابعاد هذا الانجاز الاستخباراتي فهو يعد سابقاً من نوعه يعكس المستوى الاحترافي والتقني الذي وصلت له اجهزة المخابرات اليمنية التي تأخذا مسارا نوعيا في اطار عمليات الاختراق والاستطلاع ورفع المعلومات المفصلة والدقيقة من قلب الغرف الفولاذية للعدوان المحصنة بافضل المعدات الالكترونية للحماية وبافضل الكوادر المخابراتية والأمنية، وعليه فان مثل هكذا اختراقات عميقة المستوى تمثل ضربة قاصمة للحصن الأمني والاستخباراتي لتحالف العدوان بالكامل وتهديداً فائق التأثير والخطورة على مخططاته وبروتكولاته التي يسعى لتحقيقها والتي باتت حرفيا تحت المجهر والمراقبة.. مما لاشك فيه ان الاستخبارات اليمنية اليوم تمتلك امكانات متطورة بشرية وتكنولوجية وقدرات فعالة تمكنها من العمل الاستخباراتي على الصعيدين التكتيكي والاستراتيجي على حد سواء، ففي المجال التكتيكي تستطيع جمع المعلومات الكاملة والمباشرة حول قوات العدو وتمركز ثكناته الحيوية واللوجستية وتحليل هذه المعلومات باساليب احترافية تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية من شن هجمات استباقية ذات تأثير قوي ومدمر... اما المجال الاستراتيجي فالمخابرات اليمنية باتت تستطيع جمع المعلومات المتعلقة بالشؤون العسكرية والأمنية لتحالف العدوان وتنسيقها وتحليلها، وتوزيعها على المستوى الاستراتيجي ومعرفة نوع النشاطات والاتجاهات لهذا التحالف الاقتصادية والاجتماعية والسكانية (الديموغرافية) والعلمية ونتائج هذه الاتجاهات وتأثيرها على القدرات العسكرية والسياسات المتبعة، وايضاً جمع المعلومات المباشرة العسكرية والسياسية والمعنوية ومواطن الضعف والقوة- لهذا التحالف- والعمل على تهيئة هذه المعلومات لتقديمها إلى من يحتاجونها وهم أولئك الذين يتولون التخطيط لوضع أسس التخطيط للعمليات العسكرية بغرف الجيش واللجان الشعبية والتحضير لشن هجوم استباقي سواء كان بريا او جويا بسلاح الطيران المسير او هجوم باليستي. وخلاصة القول ان المخابرات اليمنية مع هذه القدرات الناهضة والتطور العملياتي باتت فعلا معادلة لا يمكن القفز عليها، واضافة عسكرية قوية لقوات الجيش واللجان الشعبية ستعمل على تدعيم عملياتهم الردعية ضد قوات تحالف العدوان على الارض وكشف مخططاته ومساراته فيما توفر الحماية المتكاملة ضد اي اختراق داخلي او خارجي يمس الأمن والسلم المجتمعي والقومي للشعب اليمني.