ابتهاج صهيوني – امريكي بمؤتمر وارسو، الذي استضافته بولندا على مدى يومين, ليس لأن هذا المؤتمر الذي عقد لأجل تصفية القضية الفلسطينية ومحاصرة محور المقاومة قد حقق أهدافه ، بل لأن دول العدوان استدرجت اسم اليمن إلى قائمة التطبيع مع العدو الاسرائيلي من بوابة حكومة المرتزقة، لكن مالم يدركه العدوان ومن ورائه داعموه في الخليج بأن إرادة الشعب اليمني تعكسها صرخات وموقف الملايين المؤازر للشعب الفلسطيني, لا تلك التي اظهرها وزير خارجية المرتزقة، خالد اليماني، وهو يجلس بين وزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، خلال جلسات المؤتمر، ويجهز ميكرفون الاخير في صورة انبطاح اثارت غضبا عارما حتى داخل المرتزقة أنفسهم وعلى رأسهم وزير خارجية المرتزقة السابق، عبدالملك المخلافي ومستشار الفار هادي الذي اعترف بانها إحدى صور التطبيع وأنها مخالفة للدستور والقانون، وهي بنظر اليماني نفسه الذي علق عليها في أعقاب المؤتمر «امور عادية» كاشفا عن لقاءات سابقة بمسئولين صهاينة في المحافل الدولية. بعد ساعات على هذه المشاهد، قاد وزراء خارجية البحرين والإمارات والسعودية المرتزق خالد اليماني إلى غرفة خاصة في الاستاد الرياضي مخصصة للقاءات رئيس وزراء الكيان الصهيوني حيث عقد اجتماع سري دام لساعات ولم يكشف عن تفاصيله ، الإ فيديو سربته صفحة رئيس وزراء العدو الاسرائيلي وتضمن لقطات من حديث لوزراء خارجية الاماراتوالبحرين والسعودية وهم يتحدثون خلال مأدبة عشاء على شرف نتنياهو بأن اسرائيل لم تعد الخطر الأكبر للعرب بقدر ما باتت تشكله ايران، لكن المقطع الذي أثار ضجة سرعان ما تم حذفه من الموقع، وسط اتهامات صهيونية لنتنياهو بتسريب الفيديو إمعانا في إهانة وزراء الخارجية العرب لتحقيق مكاسب انتخابية. رسميا، لم يجد رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي ما يعبر به عن نجاح المؤتمر الذي استمر ليومين بتمويل خليجي ورعاية امريكية، وقاطعته دول غربية عدة، سوى نشر صورته بجوار وزير خارجية المرتزقة خالد اليماني على صفحته في تويتر مكتفيا باقتباس العبارة التالية « نصنع التاريخ «, وقبل هذا كان نتنياهو أثنى على إعارته ميكرفون اليماني بالقول « هذه خطوة في إطار التعاون بين اسرائيل واليمن .. خطوة بخطوة»، لكن الصورة لم تكن محل إعجاب الصهاينة فقط والتي عبر عنها وزير الاقتصاد الصهيوني ايدي كوهين بتغريدة على صفحته بالقول « وإن لم يخرج وارسو بإقامة الدولة الفلسطينية فيكفي هذ التطبيع مع العرب»، بل أيضا شرحت قلب الولاياتالمتحدة بحسب تعبير المبعوث الامريكي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينيلات، وعززت ثقة الإدارة الامريكية بحلفائها الخليجيين لا سيما وهم اليوم يتقاسمون مع الاسرائيليين كسرة الخبز ليكسروا بذلك حواجز الخوف من الظهور العلني, كما يقول نائب الرئيس الامريكي مايك بنس، فالتطبيع الخليجي الاسرائيلي لم يكن وليد لحظة مؤتمر وارسو، بحسب رئيس اللجنة الثورية العليا، وخلافا لوزير خارجية المرتزقة الذي هرول إلى أحضان نتنياهو، كان القادة الخليجيون يحرصون على إبقاء علاقاتهم بتل أبيب سرية أو بعيدة عن أضواء الاعلام، فالإمارات شاركت في العديد من الفعاليات المشتركة مع الكيان الصهيوني أبرزها المناورات المشتركة العام الماضي في اليونان وحتى أرسلت فريقا من رياضييها للمشاركة في ماراثون للدراجات الهوائية نظمته اسرائيل لأول مرة في تاريخها العام الماضي لتنطلق فعالياته من القدس تزامنا مع اعلان الولاياتالمتحدة نقل سفارتها إلى المدينة المقدسة التي تسعى أمريكا لجعلها عاصمة للكيان الصهيوني وفق سيناريو صفقة القرن، والبحرين التي استضافت العام الماضي مؤتمر المنامة للاقتصاد وكان أبرز المدعوين اليه وزير الاقتصاد في حكومة الكيان الصهيوني ايدي كوهين، وحتى السعودية أرسلت وفدا أمنيا للتنسيق مع الموساد انعكس في حصول المملكة على تقنيات تجسس على خصومها ومعارضي نظامها كما افادت بذلك شركة كندية في وقت سابق، أضف إلى ذلك سماح الرياض بعبور الطيران الاسرائيلي والهندي لأجوائها في رحلات الذهاب والاياب، لكن الأحدث في تاريخ التطبيع السعودي الخليجي ما نشرته القناة ال13 الاسرائيلية هذا الاسبوع عن دور بن سلمان في تحسين علاقة العرب بتل أبيب منذ توليه منصب ولي العهد، وذلك الدور أشاد به الرئيس الامريكي علنا داخل مبنى الكونجرس عندما أبلغ المشرعين الامريكيين بأنه «لولا بن سلمان والسعودية لما تنامى نفوذ اسرائيل». بالنسبة للقوى الوطنية في اليمن فإن ظهور اليماني بجوار رئيس الوزراء الاسرائيلي يكشف عن الموقع الذي يراد للشعب اليمني أن يكون فيه، بحسب بيان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهذا المؤتمر أصلا لم يكن سوى محطة من محطات كثيرة حيكت فيها المؤامرات على الأمة، وإن ميزه هذه المرة الظهور العلني لما كان يدور سرا، لكن الشعب اليمني, كما يؤكد بيان السيد عبدالملك, لن يقبل أن يصبح دمية في يد إسرائيل, مؤكدا رسوخ موقف الشعب اليمني تجاه قضايا الأمة الكبرى وتمسكه بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها، فاليماني كما يرى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لا يمثل إلاّ نفسه في هذه الصورة التي وصفتها رابطة علماء اليمن بالعار، واعلنت براءة اليمنيين وإدانتها الشديدة لها، داعية حزب الاصلاح إلى اتخاذ موقف في هذا الشأن ومن وصفتهم بالمهرولين إلى أحضان الكيان الاسرائيلي إلى تصحيح مواقفهم والعودة قبل فوات الاوان، كما أن الأولى باليماني كان حضور اجتماعات اللجنة الرباعية التي عقدت على هامش المؤتمر وغابت عنها اليمن كما يتحدث رئيس الوفد الوطني، محمد عبدالسلام، هذا إذا كان العدوان يعير حكومة المرتزقة اهتماما بقدر ما يراد لها أن تسقط في هذه الهوة التي عدها بيان المكتب السياسي لانصار الله امتدادا لمؤامرات أمريكية – صهيونية ضد الأمة العربية.