في إطلالته الأولى في حوار شامل على قناة «المسيرة» تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بحكمة وصدق ووضوح وشفافية عن كافة القضايا العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تهم شعبنا اليمني وهو يواجه أقذر تحالف حرب عدوانية همجية وحشية عرفها التاريخ.. مبيناً ترابط وتلازمية ما يواجهه شعبنا من عدوانٍ مع ما تواجهه شعوب أمتنا العربية والإسلامية من تحديات وأخطار تضعها على مفترق طرق في هذه المرحلة غير المسبوقة في دقة وحساسية صعوباتها التي تستوجب وعياً ويقظة لتجنب المآلات الكارثية إن هي قصرت أو فرطت بثوابتها الدينية والوطنية والقومية والإنسانية.. وفي هذا السياق يبيَّن السيد القائد ان التكالب العدواني السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي الصهيوني على اليمن نابع من إدراك محورية موقعه الحيوي الاستراتيجي لإنجاح مشاريعهم التي تستهدف شعبنا وأمتنا في وجودها التاريخي والجغرافي وهويتها الحضارية الدينية والثقافية من أجل السيطرة على موقعها الجيوسياسي ونهب ثرواتها وكسر إرادتها في الاستقلال والحرية والكرامة لتصبح إسرائيل هي القاعدة المتقدمة المهيمنة على هذه المنطقة لصالح قوى الاستكبار القديم والجديد في صورته الأنجلوسكسونية المجسد ببريطانيا وأمريكا وبينهما بقية الدول الاستعمارية التي لطالما تآمرت وخططت وشنت الحروب لتحقيق مشاريعها الاستعمارية, وتسعى اليوم عبر الأنظمة التي صنعتها وحمتها وتحميها لتبقى على عروشها وكراسي حكمها, وهو ما يُشاهد بوضوح فيما تقوم به مملكة بني سعود وإمارات أبناء زايد الذين لم يكتفوا بتنفيذ ما يكلفون به من أسيادهم الأمريكان والصهاينة والبريطانيين فحسب, بل ويذهبون بعيداً في تأدية فروض الطاعة والولاء إلى حد إغراق شعوب هذه الأمة بأموال ثرواتها بالدمار والدماء.. مستغلين الفتن والصراعات والحروب بين أبناء الشعب الواحد ومجتمعات الأمة علهم بذلك يطيلون ببقائهم على كراسي الحكم المغتصبة خارج أية شرعية على غفلة من الزمن.. وفي هذا المنحى يقدم السيد القائد ما يتعرض له اليمن من عدوان وصمود أبنائه رغم الظروف والأوضاع الموروثة من أنظمة الوصاية والتبعية والناتجة عن هذا العدوان كنموذج لإمكانية مواجهة هذه الأمة مشاريع أعدائها والانتصار عليها متى ما وجد الإيمان الواثق بالله, وبعدالة قضاياها وبقدرتها في الدفاع عنها, عندها فقط ستكون قادرة على هزيمة أعدائها, مهما كانت قوتهم وعتو فسادهم في الأرض.. وهنا ينبغي قراءة هذا الحوار لقائد الثورة بآفاق معانيه ومضامينه ودلالات أبعاده العميقة والواسعة لمعرفة شعبنا طبيعة تحالف العدوان الإجرامي عليه وكيفية مواجهته وفقاً لمعطيات الحاضر بمستجداته الوطنية والإقليمية والدولية, ليستوعب التسريع من مسارات يوم النصر, والذي يوجب فهم ومعرفة ضرورات الوحدة الوطنية وتماسك وتكامل الجبهة الداخلية, لاسيما وان خمس سنوات من العدوان كافية لكل يمني للوقوف على حقيقة استهدافه لهم جميعاً.. ولعل تعامله المهين مع من خانوا وطنهم وباعوا أنفسهم بثمن بخس لقوى الغزو والاحتلال.. وهي حقيقة باتت مدركة من أبناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه.. وكما هي كل أحاديث قائد الثورة فإن هذا الحوار حمل رسائل سلام واضحة لا لبس فيها لاسيما لمملكة بني سعود التي كانت دوماً هي المعتدية والمتآمرة على شعبنا ووطننا.. محتلة لأراضيه.. فارضة وصاية بمالها المدنس الذي تشتري به النفوس المتجردة من القيم والمبادئ لتسيطر بهم على شعب عظيم في إيمانه وعراقته وتاريخه.. ومجدداً يمد اليمانيون يدهم بغصن الزيتون لمن يريد السلام, وبالبندقية لمن يريد أن يخضعهم.. وهذا لن يكون بعد اليوم تجاه شعب يكره العدوان والمعتدين, وتاريخه يؤكد أنه المنتصر دوماً مهما كان أعداؤه عبر التاريخ.