يحتفل شعبنا اليمني مع سائر شعوب العالم اليوم بعيد العمال العالمي أول مايو وهي مناسبة ليست فرائحية كما يتصور البعض, بل في طابعها مأساوية تؤرخ لواحدة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الرأسمالي الأمريكي بحق الطبقة العاملة في مدينة شيكاغو عام 1886م واعتبارها عيداً يرجع إلى أن دماء العمال الأمريكيين التي سفكت في ذلك اليوم كانت بداية لتوحيد الطبقة العاملة عالمياً ونضالها لنيل حقوقها من قوى الاستغلال وبما يتناسب مع الدور الذي يقوم به العمال في انتاج الخيرات المادية لشعوبهم المحققة للنماء والتطور والازدهار لأوطانهم.. اليوم وبعد 133عاماً من مجزرة شيكاغو ضد العمال خلالها شهد العالم تغيرات وتحولات كبرى جذرية إيجابية وسلبية على صعيد الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولم تتغير وحشية النظام الأمريكي تجاه المستضعفين والمظلومين من مذابح الهنود الحمر والعمال الأمريكيين وصولاً إلى البغي على البشرية كلها الذي أصبح رمزاً للنظام العالمي الشرير الذي يستمد قوته من دماء الشعوب المقهورة والمستقلة من أمريكا لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام الاستعماري الأوروبي القديم لصالح استعمار أمريكي أكثر توحشاً وهمجيةً. وهنا لا نحتاج إلى كثير من الشرح والتحليل لنثبت التاريخ الاجرامي لامريكا فحقائقه تتجسد في زمننا هذا على امتداد البشرية كلها بقاراتها الخمس ونالت منطقتنا العربية النصيب الأكبر منه والمستمد في اشكال مختلفة من المؤامرات والأزمات والصراعات والحروب التي لامريكا بشكل خفي ومعلن يد فيها ناهيك عن الحروب المباشرة التي تشنها او تتولى قيادتها كما هو الحال في تحالف العدوان الاقليمي والدولي على الشعب اليمني والذي يدخل عامه الخامس وقبل اليمن كان هناك الكثير من حروب امريكا التي تشن بالوكالة عنها من قبل ادواتها او تلك الحروب التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها في همجيتها بربريتها ونعني الغزو الامريكي للعراق وافغانستان ودول امريكا اللاتينية التي نجح بعضها في تحدي امبراطورية الشر وهي تسمية أطلقت سابقاً على الإتحاد السوفيتي من جهاز الدعاية الامريكي ومع ان التعبير الحسي والملموس هي امريكا.. ما نريد قوله ان مناسبة عيد العمال والذي يحتفل به في الأول من مايو من كل عام هي واحدة من المناسبات التي تذكرنا بعداء امريكا للمستضعفين والمظلومين وقدرتهم متى ما توافرت الارادة والعزيمة والاصرار على الانتصار تغول القوة الامريكية وشعبنا اليمني اليوم وهو يواجه هذه الحرب العدوانية الاجرامية القذرة والشاملة التي يشنها تحالف سعودي اماراتي بريطاني صهيوني تقوده امريكا كتجسيد للشيطان الأكبر يؤكد بصموده وتصديه وانتصاراته على هذا العدوان.. ان الشعوب الحرة متى ما وجد الإيمان والإرادة والعزيمة قادرة على هزيمة قوى العدوان في مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية التي على الشعوب والدول المظلومة والمستضعفة وكل احرار العالم ان يواجهوا هذه القوى الاجرامية الباغية والمستبدة والمتجبرة ككتلة واحدة كما هذه القوى تشن حروبها متحالفة.. عندها فقط ينتصر الخير على الشر.. فتحية لعمال العالم في عيدهم وتحية لكل شعوب العالم المواجهة للاستعلاء والاستكبار الامريكي وحلفه الاجرامي عدو الانسانية.