أثرت مشاهد القصف والدمار على نفسية الطالب والمعلم وأولياء الأمور ونتج عن ذلك زيادة حالات الخوف والفزع وظهور أمراض مزمنة استطاعت المرأة اليمنية التغلب على الصعوبات وأوجدت الفرص من موقعها كأم وأخت وزوجة أثبتت المرأة اليمنية حضورها القوي في الساحة وتفاعلها على كل المستويات للارتقاء بمستوى بلدها، ففي الوقت الذي فرض فيه تحالف الشر والعدوان حصاراً مطبقاً واستمر في ارتكاب جرائمه العبثية، كان للمرأة اليمنية وقفات جادة، وبرزت عدد من الشخصيات النسائية اللاتي كان لهن بصمات بارزة في مختلف المجالات. اليوم ومن خلال هذا اللقاء الصحفي سنكون مع إحدى الشخصيات النسوية المؤثرة في المجتمع، فهي تعمل في قطاع التربية والتعليم، إنها نائبة مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة الأستاذة الفاضلة أشواق المأخذي. حوارتها/ عفاف الشريف مع بداية العام الدراسي الجديد، هل لكم أن تطلعونا على إستراتيجية المكتب لهذا العام؟ نشكر صحيفة «26سبتمبر» على جهودها الوطنية ومواكبتها لكافة القضايا التي تلامس اهتمامات المواطن، واهتماماتها الخاصة بالجانب التربوي والتعليمي الذي يعد أساساً لبناء ونهضة الأجيال.. نعم هناك إستراتيجية جديدة عملنا من خلالها للارتقاء بالمستوى التربوي التعليمي والحد من الإشكاليات التي تتسبب في تعطيل عملية التدريس، وبالتالي يقلل الفاعلية لدى المعلم والطالب وينعكس سلباً على العملية التعليمية. مرتكزات الإستراتيجية إذا تكرمتم.. ما هي أهم مرتكزات الإستراتيجية الجديدة؟ نستقبل العام الدراسي بروح متفائلة بقدرات وجهود العاملين في القطاع التربوي التعليمي، وأهم الجوانب التي ركزت عليها إستراتيجية هذا العام تكمن في الآتي: - رفض البدائل وعودة المعلمين الأساسيين للعملية التعليمية. - الاجتماعات مع الإدارات والشعب داخل مكتب التربية ورفع الخطط المناسبة للوضع الراهن وفقاً للإمكانيات المتاحة. - عقد ورش عمل في مجال التخطيط لمدراء الشعب والإدارات وفي برنامج التطوير المدرسي. - متابعة قيادة وزارة التربية والتعليم لتوفير نصف راتب شهري للمعلم مع الاستمرار في المتابعة الحثيثة للحوافز النقدية وغيرها. - إيجاد حلول للإشكاليات التي ظهرت في العام الماضي والحد منها من خلال التدوير وتغيير الروتين، وتحفيز الإبداع والتميز. - تفعيل المشاركة المجتمعية بعمل برامج توعوية واستخدام الوسائل المتنوعة. - تجهيز عقود للمتطوعين عبر مكتب التربية وأولوية التوظيف للأكثر خدمة، والرفع بالمنقطعين ليتم الإحلال بدلاً عنهم. صعوبات كثيرة ثمة صعوبات تواجهها وزارة التربية والتعليم هل بالإمكان أن تحدثونا عنها؟ الصعوبات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم ممثلة بمكاتب التربية كثيرة لعل من أبرزها انقطاع المرتبات بسبب نقل البنك المركزي والاستهداف الممنهج الذي ينفذه العدوان لوقف التعليم، إلى جانب قلة الإمكانات المادية وما سببته من تعطيل لمهام الإدارات المختصة.. وكذا ضعف الوعي المجتمعي بأهمية الاستمرار في العملية التعليمية، وتداخل الاعمال بين الجهات الإشرافية والجهات التنفيذية. بالإضافة إلى استمرار العدوان الجائر واستهدفه للتعليم بصورة مباشرة من خلال قصف المدارس والمباني التابعة لمكاتب التعليم في العديد من المحافظات. تأثيرات نفسية ومادية حاول العدوان بأسلحته الفتاكة إعاقة العملية التعليمية.. برأيكم ما مدى تأثير ذلك على استمرار التعليم؟ كان لاستهداف العدوان للمدارس والمدرسين والطلاب طيلة ما يقارب الخمس السنوات العديد من جوانب التأثر نذكر منها الآتي: من الناحية النفسية: أثرت مشاهد القصف والدمار على نفسية الطالب والمعلم وأولياء الأمور، ونتج عن ذلك زيادة حالات الخوف والفزع، وظهور أمراض جسدية مزمنة مثل السكري والتبول اللاإرادي وغيرها من الأمراض، بالإضافة إلى زيادة حالات التسرب من التعليم بسبب الخوف من الموت أو البحث عن لقمة العيش بسبب قطع المرتبات. كما أضحى المعلم يعيش حالة من التوتر الشديد بسبب ضغوطات الحياة، مع عدم مقدرته على تحمل تكاليف العيش من إيجار وصحة وتعليم وغيره بسبب عدم وجود دخل مستمر وثابت له، مما انعكس على نفسيته وتعامله مع الطلاب من خلال الغضب والتوبيخ. وكذلك نجد أن بعض أرباب الأسر يفضلون انقطاع أبنائهم عن التعليم من اجل القيام بأعمال أخرى تساند الآباء بالمال لتغطية الاحتياجات الضرورية كالغذاء والدواء.. أما من الناحية المادية فقد تعرضت العديد من المدارس والمباني التعليمية للقصف والاستهداف المباشر من قبل العدوان مما أثر في تدمير كلي وجزئي وإخراج تلك المباني عن الخدمة، بالإضافة إلى الانقطاع الكامل لرواتب المعلمين والمعلمات بسبب نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء. رفع الوعي بما أن استمرار العملية التعليمية يمثل تحدياً وجبهة من جبهات مواجهة العدوان.. كيف يمكن تفعيل ذلك في ظل الظروف الراهنة؟ نسعى إلى رفع الوعي لدى المعلم والطالب بأهمية الاستمرار في العملية وذلك بالثقة بالله ومعرفة من هو العدو وكيف يتم مواجهته. فرغم التحديات و الصعوبات علينا نرفع المعنويات من خلال سرد بطولات المدافعين عن المجتمع في جبهات الشرف والعزة و صناعة وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الرادعة لصلف وهمجية المعتدين... ومن خلال الرسائل الطلابية الموجهة إلى رجال الله في جبهات العزة والكرامة، كرسائل عرفان وتقدير يعبر عن الوعي الذي اكتسبه الطالب من معلمه. إلى جانب التحرك الجاد والمسؤول من الأعلى إلى الأدنى بأهمية إيجاد الحلول الحقيقية الملامسة لواقع العملية التعليمية وتفاعل المجتمع المحلي لاستمرار التعليم وتجويد مخرجاته.. نعم المربيات كيف تنظرين إلى دور المرأة اليمنية في قطاع التربية والتعليم؟ أثبتت المرأة اليمنية خصوصاً المعلمة الصابرة الواعية المنطلقة بمسؤولية تجاه عملية التربية والتعليم دورها الفعال والقوي خلال الأعوام السابقة، والقليلات منهن من ذهبن وراء المحرضين بغير وعي. مع ذلك فأغلب المربيات والمعلمات اثبتن تواجدهن حيث كن رغم ظروف العدوان والحصار نعم المربيات والمؤديات للمهمة مهمة الأنبياء والرسل، واستطاعت المرأة اليمنية التغلب على الصعوبات وأوجدت الفرص من موقعها كأم وأخت وزوجة، فلها كل التقدير والاحترام والجزاء الأكبر من الله.. فالميدان يثبت كل يوم جدارتها.