عويل أمريكاوبريطانيا على مأرب جعل الكثيرين يتوهمون ان مأرب كاليفورنيا او ويلز وليست محافظة تاريخية واقتصادية يمنية والغريب والعجيب هي وقاحة هاتان الدولتان الاستكباريتان المتمردتان على كل القوانين والشرائع الدولية والمبادئ والقيم الإنسانية. في الحقيقة ما تتباكى عليه أمريكاوبريطانيا هو الثروات النفطية والغازية والموقع الجيوسياسي لهذه المحافظة اليمنية التي تحريرها من الغزاة والمحتلين يكتسب أهمية كبرى مستمدة مما تشكله من رمزية للشعب اليمني وهي ذات ارتباط وثيق بماضيه وحاضره ومستقبله .. فهي الحضارة والتاريخ والثروة والبوابة لتحرير المحافظات الشرقية. القيادة الثورية والسياسية قدمت العديد من المبادرات لتجنيب هذه المحافظة الدمار والحفاظ على التجمعات السكانية التي جعل منهم الغزاة والمحتلين دروع بشرية وهذا بكل تأكيد خططت له بريطانيا وامريكا من وقت مبكر وأمرت ادواتها ومرتزقتها بوضع مخيمات النازحين على أبواب مدينة مارب. ما يهمنا من هذه المبادرات هي المبادرة التي وضعها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بين يدي الاشقاء العمانيين عند زيارتهم لصنعاء وهي مبادرة تحمل في طياتها موقفاً وطنياً مسئولاً تجاه أبناء مأربواليمن كله والمتمعن في بنودها وتفاصيلها استنتج هذه الحقيقة. ظلمت مارب وظلم أبنائها من النظام السابق خاصة بعد ان أصبحت محافظة نفطية ولو خصص لها منذ تسليم ما في باطنها من ثروات والتي سلمت لشركة هنت الامريكية منذ عام 1984م لاستعادة مأرب ما ذكر عنها في القران الكريم ولاستعادة مكانتها التاريخية وأصبحت مركز اليمن الحضاري من جديد . ولان هذا يتعارض مع عملية النهب الأمريكي لثروات اليمن في هذه المحافظة لم يكتفي بحرمانها من عائدات هذه الثروة بل اساءوا لها بإدخال الاعمال التخريبية والعناصر الإرهابية اليها ليسهل نهبها وإظهار ان أبناء هذه المحافظة غير قابلين للتطور . اليوم ومن خلال هذه المبادرة هناك إمكانية لتغيير هذا الوضع كلياً بعد سنوات العدوان والغزو والاحتلال لها من قبل التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الامارتي. المبادرة طرحت وقوبلت بالرفض شكلياً من حكومة مرتزقة شرعية الفنادق وعملياً من أمريكاوبريطانيا وعلى أبناء مارب ان يلتقطوا هذه الفرصة وينفذوا بنودها ويديرون شؤونهم بأنفسهم ويحصلون على ما هو حقاً لهم من الثروة النفطية وغيرها من الثروات التي تزخر بها باطن ارضها وعلى سطحها والايفاء بمسئوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم لانه المعنيين اما المتاجرين بمارب وبأبنائها النازحين اليها لا يعنيهم الا ما يحصلون عليه من نهب هذه الثروات التي يتقاسمونها مع الغزاة والمحتلين . أبناء مارب قادرين على ان ينتصروا بأنفسهم ولماربواليمن ويبدأون بالتقاط هذه المبادرة والتفاهم فيما بينهم لتطبيقها والخطوة الأولى في هذا الاتجاه طرد الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم والتوافق على ادارتها وحفظ امنها والانطلاق نحو تنميتها وبنائها ولن يحتاجوا الا لسنوات قليلة لتكون مارب هي عنوان النصر و مستقبل اليمن الحر الموحد المستقل والمزدهر.. انها الفرصة التاريخية لماربواليمن التي منها ينطلق أبنائه نحو النصر والتحرير لكل شبر من ارضه المباركة .