تعتبر الوثيقة كنزا معرفا يجب الحفظ عليه للأجيال القادمة بإعتباره سلاحا هاما للأجيال العربية في حفظ هويتها والدفاع ,بالإضافة إلى كونها الأداة الأساسية للحفاظ على دفاتر المعرفة البشرية وانتشارها, المر الذي جعل المنظمات الدولية المعنية تدعو إلى تطوير الانتشار الحر للأفكار عن طريق الوثائق و حرية الاطلاع عليها أينما توافرت. وتقع على الحكومات والمؤسسات المعنية توفير المكتبات ودور الوثائق والمحفوظات ومراكز المعلومات بأنواعها الوطنية والعامة والأكاديمية والمتخصصة ومراكز المعلومات وتعميم هذه المؤسسات في مختلف المدن ، بإعتبارها مؤسسات حضارية تقوم بدورهام في جمع الوثائق وحفظها وتنظيمها وتقديم الخدمات للمواطن. وقد اولت اليمن الكثير من الاهتمام بتأسيس وتجهيز وتهيئة مؤسسات متخصصة بالحفاظ على الوثائق بالإمكانات والقوى البشرية المؤهلة التي تقوم بتقديم الخدمة الأرشيفية والمكتبية والمعلوماتية للمواطن اليمني. وفي هذا اللقاء نسلط الضوء على نشاط المركز الوطني للوثائق الذي يقوم بدور وطني هام في تجميع الوثائق اليمنية والحفاظ عليها وتقديمها كخدمة للباحثين عن المعرفة.. وقد إلتقينا مدير المركز القاضي علي أحمد ابو الرجال الذي يعتبر بحق أهم الرواد في مجال الحفاظ الوثائق التاريخية وكان هذا اللقاء والحصيلة التالية: - رغم ان العالم يعيش اليوم ثورة علمية حديثة شاملة إلا أن الوثيقة كانت ولا تزال مصدراً أصيلاً للمعلومات التي ترتكز عليها المعلومات والبحوث العلمية في مختلف المجالات كيف تجدون مستوى الاهتمام الرسمي في الحفاظ على الوثيقة ؟ أولا أشكر صحيفة "26سبتمبر نت" لتعاونها مع المركز .. الاهتمام بالوثيقة لم يبدأ إلا بعد ان وجه فخامة الرئيس بانشاء المركز الوطني للوثائق وإصدار قرار الإنشاء ونتيجة للمؤتمرات التي تم عقدها والندوات والتدريب الذي قمنا به للكثير من الموظفين من هنا بدء الاهتمام بحفظ الوثيقة. التوثيق في اليمن بدأ منذ زمن بعيد حيث بدأ بالحجارة وهناك بيت شعر يقول: تقدمنا وعاد الفكر راقد كتبنا في الحجر قبل القواميس زوجنا سليمان ابن داوود وزفينا إليه البنت بلقيس الكتابة على الحجر تعتبر من أهم أنواع التوثيق التي عرفته اليمن فالاهتمام بالتوثيق قديم جداً أما التوثيق بالأسلوب الحديث فلم يبدأ كما قلت إلا في عهد فخامة الرئيس حفظه الله.. كنا في الحقيقة لا نعرف معنى التوثيق بالمعنى العلمي عندما بدأت اليونسكو بعمل المخطط سألونا ماذا نريد قلنا: نحن لا نعرف شيء نريد ان نعرف كل شيء فقاموا بعمل الدراسات والتكاليف المطلوبة والمخطط وقمنا بزيارات لبعض المدن العربية مثل تونس والجزائر، القاهرة ، الاردن واطلعنا على الارشيفات الأوربية ..التونسيين جاءوا هنا وعقدوا لنا ندوات وكانت مركزة على علاقات المركز مع بعض الوزارات التي تتعامل مع المركز هذا كله أدى إلى زيادة الاهتمام بالوثائق. مازلنا إلى اليوم نستخدم الكمبيوتر كحافظ غير مبرمج وقد عملنا على توثيق وحفظ سجلات للوثائق التي نشتريها من الناس والوثائق الموجودة لدينا حوالي 5 كليو مترات من الوثائق في حوافظ مسجلة والآن نحاول إنشاء قاعدة للبيانات الضرورية ونتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية حول هذا الموضوع وعندهم في الصندوق شباب وأفكار جيدة وبعثوا مجموعة الى الهند للتدريب. - كيف يعمل المركز على تجميع الوثائق والمخطوطات على المستوى الداخلي؟ نحن مرتاحون لتفاعل الجهات الحكومية معنا وأيضا المبادرات التي يتقدم الأخوة المواطنين لتزويد المركز بالوثائق التي يحتفظون بها. بالنسبة للوثائق الحكومية فقد قمنا بعمل مسح شامل لهذه الوثائق وطرق حفظها والأماكن الموجودة فيها ونتيجة للتعاون وعمل المحاضر وتشكيل اللجان استطعنا ان نجمع الوثائق في كل جهة في أماكن مخصوصة ونسحب التي تخصنا منها طبقاً للقانون وبدأنا ننفذ لمكتب الرئاسة ووزارة الخارجية ورئاسة الوزراء ووزارة المالية والتأمينات والكثير من الأجهزة الحكومية. بالنسبة للوثائق الخاصة فنحن نحصل على وثائق من الناس وأول من أهدانا وثائق تخصه وتخص جهوده هو القاضي محمد احمد الجرافي وقد أعطانا حوالى 500 وثيقة يمكن أن تصاغ منها بحوث و دراسات ماجستير ودكتوراه و هناك وثائق أخرى نشتريها أضف إلى أن المركز يقوم بترميم وثائق خاصة بالناس بدون مقابل ونأخذ منها نسخة للمركز مثل الوقفيات وأصول الأملاك وغيرها. - ما هو النظام المعمول به حالياً في تشجيع المواطنين على تسليم الوثائق؟ المركز يخير المواطن إذا كانت الوثائق التي لدية مهمة أما ان يشتريها منه وتصبح ملكنا بموجب وثيقة أو تصويرها وختم الأصل لكي لا يبيعها وتحفظ عندنا الصورة لا ننشرها أو يطلع عليها احد إلا بموافقة شخصية منه أو انه يضعها عندنا كأمانة ونعطيه خزنه خاصة به. وعندنا لجنة تقوم بدراسة كل الوثائق التي تأتينا ونقوم بتثمين الوثيقة وندفع ثمنها أو مقابل لها. - بالنسبة للخارج هل صحيح أنه لا توجد مكتبة أوروبية تخلو من المخطوطات اليمنية ؟ جاءت ظروف كثيرة جداً في الماضي كان الناس يبحثون عن لقمة العيش فكانوا يضطرون إلى بيع مكتباتهم فتنبه الإنجليز لذلك وكان يأتي بعضهم ممن يتحدثون العربية لشراء الكتب من الناس بثمنها.. مثلاً جدي في حصار صنعاء في سنة 23م اشترى مكتبة كاملة كان فيها حوالي 700 مخطوط من اشهر الكتب المخطوطة نتيجة لهذه الظروف . - هل صحيح ان مكتبة الامبروزيانا الإيطالية توجد بها سبعة ألاف مخطوطة يمنية؟ وكيف تعملون على استرداد الوثائق اليمنية الموجودة في الخارج ؟ صحيح أن هذه المكتبة تعتبر من المكتبات التي لديها أعداد كبيرة جداً من المخطوطات اليمنية أضف إلى ذلك مكتبة الكونغرس ومكتبة الاتحاد السوفيتي وبيننا الآن اتفاقيات مع فرنسا و ألمانيا وايطاليا وتركيا بموجبها تعطينا الحق بتصوير كل ما لديهم من وثائق بخصوص اليمن كما قدم لنا البريطانيون عرضاً مغرياً قالوا إن لديهم 14 كيلو متراً من وثائق الهند لان الوثائق اليمنية كانت تخرج من اليمن إلى الهند ولا تتوجه مباشرة إلى الخارجية البريطانية. هذه الكتب كلها موجودة في مكتبة الهند ونستطيع أن نصور منها نسخ ميكروفيلم وبالتخفيض وقد قمنا بتصوير الكثير من هذه الوثائق . نحن الآن لا يوجد لدينا مبنى متخصص نستطيع أن نحفظ فيه الوثائق ولهذا نحن نخطط ليكون لدينا أرشيف نستطيع ان نحفظ فيه إلى 25 كيلومتر ونحن لم نستورد من الخارج إلا الأشياء التي تهمنا كثيراً فيوجد لدينا سجلات ومخطوطات قد لا تكون موجودة في مكتبة الكونغرس أو مكتبة الامبروزيانا بالنسبة لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس نقوم ألان بعملية المسح والتعاون قائم مع الجهات الحكومية ولا يأخرنا إلا ضيق المكان. فما هو موجود في المركز 40% من الوثائق و60% موجود معنا في مكان آخر ، والآن نحن في الطريق لاستلام الأرضية ومن ثم سنبدأ بأعمال التصاميم والإنشاءات ونستكمل التخطيط وان شاء الله في 2008م سيتم وضع حجر الأساس. والمبنى سيكون في قاعة المؤتمرات بجانب وزارة الخارجية والبرلمان. - هل ستقومون بإدخال النظام الالكتروني في حفظ الوئاثق ؟ نحن حريصون على إدخال النظام الالكتروني ولكن كما قلت يجب ان نحصل على قاعدة بيانات لان القضية لن تخصنا وحدنا بل تخص الباحثين لتسهل عليهم الإطلاع على الوثيقة.