حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    سلامة قلبك يا حاشد    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    المرتضى: تم التوقيع على اتفاق انتشال وتسليم الجثامين من كل الجبهات والمناطق    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    توافد شعبي وقبلي إلى مخيم الاعتصام بسيئون دعمًا لمطلب إعلان دولة الجنوب العربي    علماء وخطباء المحويت يدعون لنصرة القرآن وفلسطين    فتح ذمار يفوز على فريق 22 مايو واتحاد حضرموت يعتلي صدارة المجموعة الثالثة في دوري الدرجة الثانية    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    تحذيرات للمزارعين مما سيحدث الليلة وغدا ..!    الشيخ أمين البرعي يعزي محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي في وفاة عمه احمد عطيفي    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    القاعدة تضع السعودية والإمارات في مرمى العداء وتستحضر حديثًا لتبرير العنف في أبين وشبوة    شبوة تنصب الواسط في خيمة الجنوب    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    سياسي عماني: خيبة أمل الشرعية من بيان مجلس الأمن.. بيان صحفي لا قرار ملزم ولا نصر سياسي    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    حوادث الطيران وضحاياها في 2025    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    قراءة أدبية وسياسية لنص "الحب الخائب يكتب للريح" ل"أحمد سيف حاشد"    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخطوطات اليمنية .. كنز لا يقدر بثمن
نشر في المؤتمر نت يوم 19 - 11 - 2008

عدم وجود الاهتمام الكافي بالمخطوطات اليمنية التي تمثل بمثابة ذاكرة لمحطات تاريخية جعلها تقع بين فكي الإهمال و مطامع تجار و مهربي الآثار, والغريب انه عندما يتم ضبط عملية تهريب سواً كانت لأثار أو مخطوطات نجد أن الأساليب تتغير من عملية إلي أخرى , أخر خبر سمعنا حول محاولة تهريب مخطوطات تاريخية ومقتنيات أثرية يمنية لكنها بأت بالفشل حيث تم ضبطها في مطار صنعاء الدولي وكانت خلال شهر أكتوبر الماضي .
أخر خبر
الخبر يقول أن أجهزة الأمن ومكتب الآثار بمطار صنعاء الدولي تمكنت من ضبط 38 مخطوطة أثرية و4 أواني فخارية وحربة يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية بحوزة إحدى الفتيات اليمنيات كانت متجهة إلى دولة قطر.
مخطوطات مجلدة بالجلد المزخرف
مدير مكتب الآثار بمطار صنعاء الدولي على المحسني قال أن تلك المضبوطات تضم مخطوطات أثرية إسلامية ذات أحجام مختلفة كبيرة ومتوسطه وصغيرة وأغلبها مجلدة بالجلد المزخرف وبعض غراتها مذهبه فضلا عن إن تلك المخطوطات مكتوبة بخط اليد لعدد
كبير من علماء وفقهاء اليمن. وأضاف قائلاً " إن المخطوطات تشمل 14 مخطوطة في القرآن الكريم و13 مخطوطة في الفقه، و4 مخطوطات في الأدعية والأذكار و3 مخطوطات في النحو ومخطوطتين في الفلك، ومخطوطة في الحديث وأخرى في السيرة ومجموعة من القصاصات، إلى جانب 4 آواني فخارية أثرية وحربة قديمة تعود لقبل 200 سنه. وقد أشاد مدير مكتب الآثار بمطار صنعاء بالجهود المبذولة من قبل الجهات الأمنية والمختصة في مطار صنعاء .. مشددا في الوقت ذاته بأهمية وضرورة تكثيف التوعية للمواطنين وتعريفهم بأهمية مثل هذه المخطوطات باعتبارها ارث حضاري وتاريخي لليمن يجب المحافظة عليه وإبلاغ الجهات المعنية عن أي عمليه تهريب أو بيع لمثل هذه المخطوطات كون ذلك جريمة يحاسب عليها القانون .
مدير أمن مطار صنعاء الدولي حافظ الجمرة أفاد انه تم إحالة الفتاة إلى نيابة الآثار لاستكمال التحقيقات بعد أن تم إجراء تحقيقات أولية معها وفقا للإجراءات القانونية المعمول بها بمطار صنعاء الدولي.
اشترتها ب 8 الأف دولار
(خ.د) الفتاة التي وجدت بحوزتها المضبوطات قالت أنها قامت بتجميع تلك المخطوطات منذ العام 2006م وقامت بشرائها بأكثر من 8 الأف دولار.
371) ) قطعة أثرية
وكانت الأجهزة المختصة بمطار صنعاء الدولي قد أحبطت خلال النصف الأول من العام الجاري محاولة تهريب نحو ( 371 ) قطعة أثرية إلى خارج البلاد بحوزة عدد من الأشخاص من الجنسيات العربية والأجنبية.
مرض المستعصي
أمين عام دار المخطوطات عبدالملك المقحفي شبه ظاهرة تهريب المخطوطات اليمنية بالمرض المستعصي الذي ليس له علاج , وقال في مقابلة أجرتها "الجمهورية" معه : مثل هذه الظواهر تعاني منها كثير من البلدان لذا فظاهرة التهريب لاتخص بلد بعينه فقط وإنما معظم البلدان لكنها أكثر استفحالا عندنا في اليمن , والسبب أن اليمن تمثل منجم متكامل من الثروة التاريخية والمعرفية والأثرية , ولا نبالغ إذا قلنا انه إذا رفعت أي حجر ستجد تحتها اثر فما بالك بالجانب المعرفي والفكري والثقافي .
وضاف قائلاً : إن عملية تهريب اوتسريب للمخطوطات للأسف الشديد وان كانت تأتي أحياناً من أفراد عديمي الضمائر وأحياناً من جماعات هدفها الكسب المادي سعيا وراء الثراء , باعتقادي المسالة تحتاج إلي معالجة متكاملة من خلال جمع الجهود الرسمية والخاصة والعامة . وفي نفس الوقت التهريب لايمس فقط تراث الوطن بقدر مايمس تاريخه وحضارته وهويته بتالي له تأثير خطير , بحيث انه يؤثر على مسار البلد وتطويره وتقدمه على مدى سنوات عديدة , ويؤثر تأثير اكبر عندما يكون في طمس وان كان غير متعمد لكنه يعتبر طمس للحضارة والثقافة والمعرفة .
صعوبة القضاء على التهريب
واعترف أمين دار المخطوطات انه لا يمكن الحد من ظاهرة التهريب وقال: الحد من التهريب تماما أمر غير ممكن , فلا يمكن القضاء عليه نهائيا لأنه يعتمد على ضمائر الناس (المهربين) والفرد نفسه الذي يقوم بعملية التهريب , لهذا المطلوب للقضاء أو الحد من التهريب يتطلب جهود عديدة التي لها علاقة وهمها وزارة الثقافة ثم الوزارات الأخرى التي لها علاقة مثل التعليم والداخلية (الأمن) والمؤسسات الثقافية والعلمية والتي لها اهتمامات أدبية وتاريخية وجميع الجهات التي لها علاقة , بما في ذلك القضاء له دور مهم وكل القوانين , يجب سن القوانين الرادعة والشديدة والتي تناسب وتساوى قيمة هذا التراث .
فالتراث علم والعلم ليس له ثمن والاتجار به يعتبر جريمة لا تغتفر فهوى في نفس الوقت هوى ما أشبه بان يبيع الإنسان قطعة من جسمه , فالتراث غالي لا يقدر بثمن لأنه عصارة الفكر ونتاج الأجيال السابقة وثمرة للأجيال القادمة .
مخطوطات في الخارج لاحصرلها
ما تم تهريبه أو نقله أو تسريبه من مخطوطات يمنية إلي الخارج كثير جداً لا يمكن تحديده وهذا ما أكده عبد الملك المقحفي الذي قال : الحقيقة لايستطيع الإنسان تحديد ذلك بالضبط , لكن يمكن القول انه توجد كم كبير وهائل من المخطوطات الأثرية اليمنية في بلدان عديدة سوءا ممن هي بخط أبنائه أو مخطوطات كانت في اليمن وانتقلت إلي بلدان أخرى , ولاننسى انه كان يوجد رحالة ومستشرقين هؤلاء كانوا يأخذون مخطوطات بكل سهولة يحصلون عليها , فعلى سبيل المثال في رحلة نيبور التي كانت مكونة من سته أفراد وكانت في عام 1793م تحدث عنها كتاب بعنوان "من كوبنهاجن إلي صنعاء"تم ترجمته للعربية أشار إلي أن نيبور استطاع الحصول على 70 صرة من المخطوطات المتنوعة , وأنا اعتقد أنها لم تكن مخطوطات عادية .ً
إضافة إلي ذلك سنجد في عدد من المكتبات العالمية الأخرى مثل مكتبة "الإمبرزيان" الايطالية فيها قرابة عشرة ألف مخطوطة يمنية وهذا مااكده كثير من العلماء والباحثين منهم الدكتور حسين العمري في كتابه "مصادر التراث اليمني " ذكر فيه انه توجد في المتحف البريطاني مخطوطات يمنية تصل إلي ثلاثة ألاف نسخة , أضف إلي أن هناك مخطوطات يمنية موزعة على عدد من المكتبات العالمية الأخرى مثل مكتبة الاسكريال الاسبانية , ومكتبة الكونجرس الامريكية , وكذلك في النمساء وهولندى وفرنساء والهند وتركيا والمانيا وغيرها من الدول التي لم يتمكن المختصون من تجديد حجم المخطوطات اليمنية الموجودة فيها .
أكثر المخطوطات في ايطاليا
وسألنا أمين عام دار المخطوطات عن أكثر الدول التي توجد بها مخطوطات يمنية فأجاب انه يعتقد أنها في مكتبة الامبرزيان بايطالية , وكانت بأسباب عديدة أما تهريب اوتسريب أو نقل , وعملية التسريب يوجد كتاب ل د.محمد عيسى صالحيه بعنوان "تغريب التراث بين الدبلوماسية والتجارة الحقبة اليمانية" تناول فيه كيف تمت عملية التسريب والوسائل المستخدمة في تهريب الآثار والمخطوطات اليمنية ....الخ.
أكبر مستودعات الذاكرة الإنسانية
ما يميز المخطوطات اليمنية أنها تعد واحدة من أكبر مستودعات الذاكرة الإنسانية نظرا لقيمتها العلمية والتاريخية إضافة إلى عددها الكبير المتناثر بين دور المخطوطات الحكومية والخاصة. فقد كان شائعاً أن لا يخلو بيت من بيوت العلم من مكتبة للمخطوطات المتوارثة أو تلك التي تم اقتناؤها.
وثائق تاريخية نادرة
وتعتبر المخطوطات وثائق تاريخية نادرة لتاريخ الشعوب وعلومهم الشرعية والإنسانية عبر العصور, غير أن عدم الاهتمام بذلك المستودع الكبير من الذاكرة اليمنية جعل المخطوطات في اليمن تقع بين فكي الإهمال ومطامع تجار ومهربي الآثار الذين أخذوا يجوبون بيوت العلم لشراء تلك المخطوطات بأبخس الأثمان.
محل اهتمام الأجانب
يتحدث الباحثون عن المخطوطات اليمنية باعتبارها كنز لا يقدر بثمن وهو الأمر الذي جعلها محل اهتمام الكثير من الباحثين الأجانب أمثال المستشرق الألماني "آريون" الذي عمل ثلاث سنوات خبيرا متطوعا في مجال المخطوطات اليمنية، فعدد وجمع حوالي مليون مخطوطة كانت متناثرة في المكتبات والمراكز والمساجد أو في حوزة بعض الأفراد داخل وخارج اليمن. وتوجد في اليمن العديد من نوادر المخطوطات ومنها المصاحف النادرة ومن أهمها مصاحف تعود إلى القرن الثالث الهجري أهمها مصحف بخط الإمام على بن أبى طالب "رضي الله عنه".
مخطوطات النادرة
ومن بين المخطوطات النادرة، مخطوطة تاريخية قديمة أهمها رسالة في الطب للعلامة محمد بن عمر بحرق المولود في سيئون بحضرموت والذي أجمع المؤرخون على أنه من كبار العلماء الراسخين والأئمة المتبحرين.
أقدم نماذج للرقوق القرآنية
تعتبر الرقوق القرآنية الموجودة في دار المخطوطات بصنعاء من أقدم النماذج في العالم، فتاريخها ينحصر ما بين القرنين الأول والرابع الهجريين.أما المخطوطات الورقية فإن أقدم وأندر مخطوط فرع من نسختها هي بالخط الكوفي سنة 663ه.
يقول عبدالملك المقحفى أمين عام دار المخطوطات أنه توجد في اليمن العديد من المخطوطات الأكثر ندرة في العالم مثل مؤلفات الإمام السيوطى الأصلية والتي لاتوجد حتى في مصر. حيث توجد الكثير من المخطوطات الهامة في مكتبة الأحقاف بتريم إضافة إلى ما يوجد بدار المخطوطات بصنعاء إضافة إلى المصورات الفلمية في مختلف الفنون والمعارف
حلول تنتظر التنفيذ
وحول الإجراءات المتخذه للحد من تهريب المخطوطات قال المقحفي : كان هناك لقاء عقد قبل ثمانية أشهر ضم الكثير من الجهات ذات العلاقة بالآثار والمخطوطات و الأكاديميين والمختصين تم فيه مناقشة ظاهرة التهريب وكانت المناقشة بشفافية وبموضوعية وكانت بمثابة معالجة لمثل هذه الظاهرة إلى حد انه تم مناقشة القانون الخاص بالتهريب وجوانب ضعفه ووضع البدائل حول ذلك من قبل المختصين .. نتمنى أن يتم تنفيذ ماخرج به اللقاء وبلاشك انه لو تم تطبيق ذلك ستحد من عملية التهريب اوحتى على الأقل ستقلل من العملية وبنسبة كبيرة .
قانون ضعيف
ويرى عبدالملك المقحفي أن القانون الحالي فيه الكثير من القصور وقال : انه يوجد فيه جوانب ضعف كبيرة يحتاج ضرورة تعديله ووضع الإجراءات والضوابط الصارمة لردع المهربين . أيضاً يجب الاطلاع والاستفادة من التجارب الدولية في هذا الجانب , فهناك دول كانت تعاني كثيرا في هذا الجانب وتم وضع تشريعات جيدة فخفت العملية وأصبحت دول نموذجية في الحد من تهريب الآثار والمخطوطات . فالقانون الحالي ركيك جداً والدليل انه عندما يتم تطبيقه على المهربين لايجدي شيئاً حيث يفرض غرامات بسيطة والغرامات المادية أنا في اعتقادي ليست حل يفترض أن يكون هناك جزاء بالسجن والحبس . ينبغي أن يتضمن القانون أن من يقوم بتهريب الآثار والمخطوطات يعتبر جريمة كبرى .
إنعدام الحوافز
وبالنسبة للحوافز والتشجيعات التي يقدمها الدار لمن يأتي بمخطوطات قال : كما تعلمون أن المخطوطات لم يبت في وضعها حيث كانت تتبع إدارياً وزارة الثقافة وماليا تتبع الهيئة العامة للآثار , ولكن مؤخرا صدر قرار جمهوري من قبل فخامة الأخ الرئيس بإنشاء قطاع للمخطوطات ودور الكتب وهذا يعتبر نقلة نوعية ممتازة ستحل كثير من المشاكل التي يعاني منها قطاع الآثار والمخطوطات , وقد لمسنا خطوات جيدة من الأخ وزير الثقافة والأخ وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات .
إمكانيات متواضعة
ماتزال إمكانيات دار المخطوطات ليست بالمستوى المطلوب ولكن يبدؤ أن أمين عام الدار متفائل من القيادة الجديدة لقطاع المخطوطات وقال : حاليا نلمس تحسن كبير جدا والدليل على ذلك انه يجري حاليا تنفيذ مشروع لحصر المخطوطات بطريقة جديدة وبأسلوب علمي متقن من قبل فرق فنية متخصصة بالاشتراك مع كوادر متخصصة من جامعة صنعاء , وهذا سيفتح صفحة ونافذة جيدة وممتازة للتعاون المشترك على المستوى المحلي والإقليمي إنشاء الله .
كادر مؤهل
وقال المقحفي حول الكادر الذي يمتلكه الدارً: الكادر الحالي بالدار إلي حد ما مؤهل معظمهم يحملون مؤهلات جامعية ولديهم دورات تدريبية عالية المستوى وبتالي وبالاشتراك والتعاون مع الجهات المختصة ك الجامعات ستكون الجهود طيبة .
واقع لايسر
واقع المخطوطات في ضل استفحال ظاهرة التهريب وعدم وجود الاهتمام الكافي بتأكيد لايسر ولهذا قال أمين عام دار المخطوطات : الحقيقة أنا لا أريد أن أكون متشائما جدا ولا طموحاً جدا حاليا نحن في بداية الطريق الصحيح , فإذا استمرت هذه الخطوات باعتقادي سوف نحفظ على ماتبقى في المكتبات الشخصية وبيوتات العلم . فإذا كان المؤرخ اسماعيل الاكوع رحمة الله أفنى عشرين سنة حتى أحصى قرابة خمس مائة هجرة من هجر العلم بعضها ما اندثر وبعضها باقي , باعتقادي إذا كانت هذه هجر العلم فما بالك بالمكتبات الشخصية داخل كل هجرة وكم من الخزائن ستكون داخل هذه الهجر إضافة إلي الجوامع والمساجد التي تزخر بكم هائل من المخطوطات في مختلف الفنون والعلوم , يجب أن تكون الجهود متضافرة وبتعاون مشترك على المستوى الفردي والجماعي والمؤسسي.
30% نسبة ماتم جمعه فقط
وحول ماتم جمعه حتى الآن قال : لا نستطيع تحديد بالرقم لماتم جمعه حتى الآن وما تبقى لكن إذا قلنا بالنسبة أنا في اعتقادي انه ما تم جمعه قد يمثل ما بين 10% - 30% , أهمها تكمن في عدة نقاط أو جوانب المتمثلة في الجانب التاريخي المخطوط له أهمية في هذا الجانب عندما يكون ذات قدم , الجانب الأخر أن يكون نادر لا يوجد منه إلا نسخ محدودة , الجانب الأخر الجانب الموضوعي المضمون هذا ما يجب الاهتمام به .
عدم وجود مبنى خاص
أهم الصعوبات التي توجه دار المخطوطات كثيرة أهمها عدم وجود مكتبة أو مركز يليق بما تزخر به اليمن من مخطوطات أثرية تعتبر بمثابة ثروة علمية وتاريخية ومعرفية , يقول المقحفي : المطلوب إيجاد مبنى متكامل بكافة مرافقه يتناسب مع هذا الثراء المعرفي التي تمتلكه اليمن . بالإضافة إلي أن من الصعوبات التي تواجه المخطوطات أيضاً قلة الوعي وعدم الفهم لأهمية التراث وتركها عرضة للضوء والرطوبة والقوارض والحشرات الخطيرة والفطريات .
دعوة لوسائل الإعلام
واختتم أمين عام دار المخطوطات بدعوة وسائل الإعلام للاهتمام والتوعية بأهمية الحفاظ علي المخطوطات الأثرية وقال :اشكر صحيفة الجمهورية على اهتمها وتواصلها المستمر ولهذا يمكن القول أن الطموحات كثيرة والهموم أيضاً كبيرة لكن أتمنى أن يكون للإعلام دور في هذا الجانب وان توجد متابعة مستمرة لكل ما يعتمل ويجرى في مجال المخطوطات , فالإعلام يمثل واجهة البلد .
لماذا بقيت المخطوطات اليمنية؟
على الرغم من حالة الإهمال التي واجهت المخطوطات اليمنية إلا أنها ظلت في معظمها باقية حتى اليوم وان كانت متناثرة في مكتبات العالم على خلاف المخطوطات العربية الأخرى التي لم تعد موجودة وان تم الإشارة إليها في المصادر التاريخية.
الباحث في المخطوطات اليمنية محمد الهاشمى يقدم تفسيرا لذلك بقوله: "لقد سلم اليمن بحمد الله من الكوارث التي أودت بالتراث الإسلامي إلى الضياع، مثل ما
حدث في بغداد على يد هولاكو، وما حدث في القاهرة لمكتبات الفاطميين التي كانت تحوى من التراث الإسلامي الكثير.
انفتاح بدون تحيز
"ولقد ساهم أبناء اليمن بانفتاحهم على الجميع على الحفاظ على التراث الإسلامي بدون تحيز، وكذلك شغفهم بالعلم جعلهم يرحلون إلى جهات عدة لاستنساخ الكتب، وأذكر من ذلك الرحلة التي قام بها من صعدة القاضى محمد بن إسحاق العبدي، والتي شملت الأماكن المقدسة، والعراق، والشام، وإيران وأفغانستان والهند، وهى من رحلات القرن الحادي عشر الهجري. وقد سبقها رحلات أخرى لمثل زيد بن الحسن البيهقى وأحمد بن الحسن الكنى والقاضى جعفر بن أحمد بن عبد السلام المدفون في صنعاء .
المكتبات الخاصة..
لقد كان وما يزال للعلماء اليمنيين أبرز دور في حفظ المخطوطات اليمنية من خلال المكتبات الخاصة التي انشاوها في بيوتهم وتعهدوها بالرعاية والتحقيق ويقدر عدد المكتبات الخاصة بنحو 500 مكتبة كما يقول المختصين . ومن أشهر تلك المكتبات مكتبة القاضى إسماعيل بن على الأكوع التى تقع المكتبة في بيته ويرجع أصل المكتبة إلى جد القاضى إسماعيل بن على الأكوع، حيث كانت لديه جملة من الكتب، ورثها عنه ابنه على بن حسين بن أحمد بن عبد الله الأكوع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.