قالت وزارة الداخلية الباكستانية يوم الثلاثاء انها بدأت الافراج عن أكثر من 5000 من المحامين والمعارضين والنشطاء الحقوقيين الذين اعتقلوا بموجب حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس برويز مشرف قبل نحو اسبوعين. ويواجه الجنرال مشرف الذي يتولى أيضا منصب قائد الجيش ضغوطا من المعارضة والولايات المتحدة وغيرها من الحكومات الغربية لرفع حالة الطوارئ التي فرضها في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني واجراء الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني بشكل حر ونزيه. وقال جاويد اقبال تشيما المتحدث باسم وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحفي انه جرى يوم الثلاثاء اطلاق سراح نحو 3400 معتقل وان نحو 2000 اخرين سيفرج عنهم قريبا. وذكر محللون أن مدى هذا التخفيف سيتضح اذا بدأت السلطات اعادة اعتقال أشخاص لتنظيمهم مسيرات انتخابية قد تتحول الى احتجاجات مناهضة لمشرف. وقال تشيما "في الوقت الذي تعتبر فيه الاحتجاجات السلمية جزء من العملية الديمقراطية .. الا أنه لا ينبغي للحكومات الاتحادية والاقليمية التسامح مع أي محاولة لاثارة الاضطرابات قبل الانتخابات." ومع تزايد عزلته في الداخل توجه مشرف الى السعودية يوم الثلاثاء تاركا خلفه تكهنات بأنه سيتواصل مع عدوه اللدود رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف الذي أطاح به في انقلاب عسكري عام 1999 ويعيش حاليا في المنفى بمدينة جدة السعودية. وعلق شوكت محمود وهو وزير سابق تحول للعمل كمحلل سياسي على الزيارة المفاجئة التي تستمر يومين قائلا "يبدو كما لو أن الجنرال مشرف يحاول فتح قنوات اتصال مع شريف." واضاف محمود "لم يكن (مشرف) مطلقا اضعف مما هو عليه الان. تعرض لادانة دولية ومحلية ومن المجتمع المدني.. الكل ينتقده." وأعلنت اللجنة الانتخابية الباكستانية يوم الثلاثاء ان الانتخابات البرلمانية ستجرى في الثامن من يناير كانون الثاني وهو الموعد الذي اختاره مشرف لكن الجنرال الذي تراجعت شعبيته تلقى تحذيرات من ان الانتخابات ستفقد مصداقيتها اذا لم ترفع حالة الطوارئ. وشطبت المحكمة العليا الباكستانية وبها كثير من القضاة المقربين من الحكومة يوم الاثنين خمسة من ستة طعون في شرعية اعادة انتخاب مشرف الشهر الماضي وستنظر في السادس يوم الخميس. وتعهد مشرف بالتنحي عن قيادة الجيش واداء اليمين كرئيس مدني بمجرد أن تمهد المحكمة العليا الطريق امامه لذلك. وأبلغ شريف رويترز من مدينة جدة يوم الإثنين بانه لن يلتقي مع مشرف الا اذا ألغيت حالة الطوارئ. واضاف انه رفض من قبل عدة عروض لعقد اجتماع مع مشرف على مدى الشهرين ونصف الشهر الماضيين. واعتبر كثير من الباكستانيين ذلك ستارا لاتصالات من نوع ما ان لم يكن لاجتماع وجها لوجه. وقال نسيم زهرة المحلل السياسي المستقل "من المنطقي ان يجريا اتصالا غير مباشر فقط." ويعتقد زهرة أن مشرف بدأ يتراجع عن بعض خطواته منذ ان اثارت حالة الطوارئ غضبا دوليا وعزلة في الداخل ويقول ان اشراك الخصوم السابقين بات أمرا منطقيا. واستقبل مشرف لدى وصوله الى الرياض من قبل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ورئيس المخابرات العامة الامير مقرن بن عبد العزيز الذي زار اسلام اباد في سبتمبر ايلول قبل ايام من محاولة شريف العودة الى باكستان حيث وضع على متن رحلة أعادته الى المنفى. وسيغادر مشرف العاصمة السعودية في المساء متوجها الى جدة استعدادا للذهاب الى مكة لاداء العمرة. وتبنى نجم سطحي رئيس تحرير صحيفة ديلي تايمز وهو محلل بارز اخر وجهة نظر معاكسة وعبر عن اعتقاده بأن نية مشرف هي مناشدة السلطات السعودية ضمان بقاء شريف بالمنفى الى ما بعد الانتخابات على الاقل. وقال سطحي الذي يعتقد أن الرهان الامثل للرئيس لحشد الدعم بعد الانتخابات يتوقف على التوصل لبعض التفاهم مع حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بينظير بوتو رغم تراجع فرص التوصل الى اتفاق بعد اعلان حالة الطوارئ "اخر شيء يرغب فيه هو عودة نواز شريف في تلك الاجواء المشحونة." على صعيد اخر أعلن رئيس اللجنة الانتخابية قاضي محمد فاروق رسميا في خطاب بثه التلفزيون الباكستاني أن الانتخابات العامة ستجرى في الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل، بناء على تعليمات من الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وأضاف أن "واجب اللجنة الانتخابية هو ضمان أن تتسم هذه الانتخابات بالحرية والشفافية والموضوعية"، وذلك بعد أكثر من أسبوعين من فرض الرئيس الباكستاني برويز مشرف الطوارئ في البلاد. وقال مصدر حكومي إن الموعد النهائي لإعلان قائمة المرشحين سيكون منتصف الشهر المقبل.