رفض زعيم رئيس شورى المحاكم الاسلامية بالصومال يوم الثلاثاء اتفاق سلام توسطت الاممالمتحدة للوصول اليه في جيبوتي بين الحكومة الصومالية وبعض الشخصيات المعارضة وتعهد بمواصلة القتال. وقال شيخ حسن ضاهر عويس "لا نرى أن هذا اتفاق سلام بل نراه فخا." وأضاف "نحن نحث المتمردين والشعب الصومالي على ألا يكلوا من قتال العدو." ووقعت الحكومة المؤقتة في الصومال وبعض أعضاء تحالف اعادة تحرير الصومال المعارض في وقت متأخر يوم الاثنين اتفاقا يدعو لنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة ووقف لاطلاق النار بعد شهر واحد. وقال رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين في مراسم التوقيع يوم الإثنين "ظل الناس ينتظرون لفترة طويلة لذلك فاننا نتحمل عبئا يثقل كاهلنا." وصافح شيخ شريف أحمد رئيس تحالف اعادة تحرير الصومال في أول لقاء مباشر بين الوفدين خلال جولتين من المحادثات في جيبوتي. وقال المتحدث باسم تحالف إعادة تحرير الصومال "انه اتفاق تاريخي... انه يعيد الامل." ولكن مع مقاطعة بعض الأعضاء البارزين في تحالف اعادة تحرير الصومال وبينهم عويس للمحادثات وقول المقاتلين في الميدان انهم لن يعترفوا بها لا يرى كثيرون أن هذا الاتفاق سيجلب السلام للصومال بعد 18 عاما من الصراع الداخلي. والقضية الشائكة الرئيسية هي وجود قوات اثيوبية في الصومال تحارب مع القوات الحكومية في مواجهة المتمردين الذين يتزعمهم الاسلاميون. ويدعو اتفاق جيبوتي الى أن تحل قوات من الاممالمتحدة محل القوات الاثيوبية. ولكن عويس أبدى استياءه من أي تدخل أجنبي. وقال في تصريحات من العاصمة الاريترية أسمرة حيث يوجد مقر تحالف اعادة توحيد الصومال " ليس لدينا خيار سوى مواصلة محاربة الاثيوبيين والقوات الاجنبية الاخرى." ومضى يقول "من وقعوا هذا الاتفاق لا يمثلون الا أنفسهم. انهم لا يمثلون التحالف ولا الشعب الصومالي... لقد نفذوا خطط اثيوبيا وأمريكا ... لقد دعموا هذه الحكومة عديمة الفائدة." وللاتحاد الافريقي 2200 فرد من قوات حفظ السلام في الصومال ولكن هذه القوة لم تبذل جهودا تذكر للقضاء على العنف كما أنها هي نفسها مستهدفة. ويريد الاتحاد الافريقي أن تتولى الاممالمتحدة عملية حفظ السلام. وقال عويس "لم تتمكن قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة من انتهاج خط محايد ونحن نعتقد أنها تخدم الحكومة الامريكية." ونظرا لاشتياق الصوماليين لانهاء الصراع في بلدهم التي يسكنها تسعة ملايين نسمة رحب البعض بالاتفاق بين الحكومة وتحالف اعادة تحرير الصومال ولكن البعض الاخر أبدى تشككه. وقال حسين علي (60 عاما) وهو من سكان مقديشو التي قتل فيها العشرات خلال مطلع الاسبوع في أحدث قتال "اذا نفذوا ما وقعوا عليه فسيكون هذا طيبا وأعتقد أن القتال سينتهي تدريجيا." في حين قالت أمينة فارح وهي أم لستة أبناء انها تشك في قدرة أعضاء تحالف اعادة تحرير الصومال في جيبوتي على السيطرة على المسلحين في الميدان. وأضافت "أعتقد أن الاغتيالات ستستمر لان الاسلاميين في جيبوتي لا يسيطرون على المقاتلين الاسلاميين المحليين." كما أبدت عائشة المي وهي أم لسبعة ولاجئة في مخيم على مشارف مقديشو نفس القدر من التشكك. وقالت "لم يضمن أحد أن العناصر البربرية ستتوقف عن قطع رؤوس الابرياء." وتابعت "أرغب في العودة الى منزلي في مقديشو ولكن يبدو أنني سأنتظر المعونات الغذائية من برنامج الاغذية العالمي هنا حتى يتحقق سلام يمكن الاعتماد عليه." وكان مؤتمر للسلام استمر ستة أسابيع في مقديشو العام الماضي قد تمخض أيضا عن اتفاق مفترض لوقف اطلاق النار ولكن لم يكن له أثر فعلي على الحملة التي يشنها المسلحون. *رويترز: