زيارة ولي العهد السعودي لأمريكا استنزاف الثروات وتبديد السيادة    "زيم" البحرية تسعى للعودة إلى الإبحار عبر باب المندب    اليونيفيل تسجل 10 آلاف انتهاك إسرائيلي جوي وبري في لبنان    ضبط قاتل بائع السمك في مدينة البيضاء    بخضر : استكملنا كافة التجهيزات لنصف ونهائي البطولة ونطالب الأندية والجماهيرية بتقديم لوحة فنية وجمالية استعراضية تنافسية في الملعب والمدرجات    الجاوي: رفع سلطة صنعاء للرسوم الجمركية إعلان استسلام للعقوبات والحصار    مينديش يعود لpsg الفرنسي    عن وزارة الاعلام والوزير التويتري وإرث وطن    "وثيقة" تكشف عن تعويم حكومة صنعاء للدولار الجمركي مع سعر السوق الموازية    "وثيقة" تكشف عن تعويم حكومة صنعاء للدولار الجمركي مع سعر السوق الموازية    إحباط عملية تهريب مخدّرات وإيقاف المتورطين في منفذ الوديعة    الاتحاد اليمني لكرة القدم يصدر تعميمًا تنظيميًا شاملًا يحدد ضوابط ومواعيد مسابقات الدوري بدرجاته الثلاث    قراءة تحليلية لنص "هروب وعودة" ل" أحمد سيف حاشد"    النائب بشر: لا يوجد "ضيف" محبوس وممنوع من الزيارة    بثلاثية نظيفة.. المنتخب الأولمبي يفوز على "كسكادا المصري" استعدادا للمشاركة في كأس الخليج    الأحد المقبل .. تدشين مخيم للعيون في الزهرة بالحديدة    العراق يواجه الفائز بين بوليفيا وسورينام وإيطاليا مع إيرلندا الشمالية في الملحق    اللحم غير المطهو جيداً... مسبّب للسرطان؟    المؤسسة الوطنية لمكافحة للسرطان تحتفي بإنجازاتها وتكرم مجموعة هائل سعيد أنعم كداعم رئيسي للمؤسسة    باتيس يشيد بدور نقابة المهندسين الجنوبيين بحضرموت في تعزيز العمل الهندسي    ثورة في علاج السكري: توصيل الأنسولين عبر الجلد دون حقن    أيهما أفضل: العمرة أم الصدقة؟    تشكيلات عسكرية.. حضرموت اليوم بحاجة إلى العقلاء، لا إلى مشعلي الحرائق.    أوروبا في أزمة خطيرة بسبب أوكرانيا    دراسة: سيجارتان يوميًا تضاعفان خطر فشل القلب والوفاة المبكرة    توزيع هدايا رمزية عينية للأطفال المرضى بمستشفى الثورة بالبيضاء بمناسبة اليوم العالمي للطفولة    مصطفي حسان يطلق رواية أبناء الرماد.. تكشف خيبات الحرب وتعرّي الفساد    جرحى تعز يعلنون رفع الاعتصام من أمام الجوازات عقب اتفاق مع قيادة المحافظة    الصفقة السعودية ‐الأمريكية.. خطوة استراتيجية تعيد رسم موازين القوة    10578 شهيدا وجريحاً من الأطفال في اليمن    البنك الدولي يحذر من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن    تركيا تتاجر بآلام غزة وتناور بورقة نتنياهو... وكذبة اعتقال النتن ياهو    الغيثي: استمرار شراكة الانتقالي مع حكومة الشرعية يدفن القضية الجنوبية    أحسم الأمر قبل تفاقمه    لوجه الله.. امنعوا الباصات وأعيدوا باصات النقل العامة    الإمارات تتخذ ميناء بوصاصو مركزا للمؤامرة على اليمن والمنطقة    استعداد لمنع استيراد الملابس الجاهزة وتوفيرها محليا بجودة افضل    الجنوب بين معاناة الناس الحياتية وتسابق أجندة المصالح الخارجية    اختتام جمعية المنتجين ومركز سند دورة في تمكين المرأة اقتصاديًا    وزير الداخلية.. جابي ضرائب لا حامٍ للمواطن.. غرامة مالية متنقلة على ظهور الناس    متقاعدون معاقون في عدن: راتب 25000 ريال لا يعيل أسرة ولا يغطي أجرة المواصلات    العزي يطلّع على سير العمل في ملعب الظرافي تمهيدًا لافتتاحه    خبير في الطقس: البرد سيبلغ ذروته خلال اليومين القادمين ودرجات الحرارة السطحية تنخفض إلى ما دون الصفر    الاتفاق بالحوطة يتغلب على البرق بتريم في البطولة التنشيطية الثانية للكرة الطائرة بوادي حضرموت    قراءة تحليلية لنص "عيد مشبع بالخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    (هي وهو) حين يتحرك النص بين لغتين ليستقر    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع شبكة تحويلات مالية وأربع منشآت صرافة    العراق يستفيد من نتائج القارات ويخوض مباراة واحدة في الملحق العالمي    مدينة الوفاء والسلام المنكوبة    العلامة مفتاح يشيد بالمشاريع الكبيرة لهيئة الزكاة    مهرجان "إدفا" ينطلق من أمستردام بثلاثية احتجاجية تلامس جراح العالم    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    الإعلان عن الفائزين بجوائز فلسطين للكتاب لعام 2025    فريق أثري بولندي يكتشف موقع أثري جديد في الكويت    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التصنيع الدفاعي.. رهان سعودي بأبعاد جيواستراتيجية
نشر في يافع نيوز يوم 23 - 02 - 2021

يشكل الحفاظ على الأمن القومي بالنسبة إلى السعودية في ظل وضع إقليمي معقد بشكل كبير، تلعب فيه إيران أدوارا استفزازية في الشرق الأوسط، من أهم الأولويات للبلد الخليجي، الذي يدرك جيدا أن الرهان على إرساء قاعدة صناعة دفاعية صلبة سيحقق له أهدافا متنوعة ذات أبعاد استراتيجية.

وبالنسبة إلى بلد مثل السعودية، ذي الثقل المهم في المنطقة، فإن الصناعة العسكرية تعتبر خيارا مزدوجا، لأنها لا تحتاج إلى تنويع التسليح تماما، بل تصنيع أسلحة مشابهة لتلك الغربية، فضلا عن أنها تفتح المجال لمشاريع مشتركة مع مصنعين شرقيين وغربيين على السواء.

وهذا الأمر ظهر بوضوح خلال المعرض الدفاعي "آيدكس 2021" المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث أعلنت شركات سعودية عن عقد صفقات جديدة لتوطين الصناعة العسكرية، مع الكشف عن حجم التمويلات، التي خصصتها الحكومة للعقد المقبل ضمن "رؤية 2030".

أهداف استراتيجية
أحمد العوهلي: نتجه إلى زيادة الإنفاق وخاصة على الأبحاث العسكرية والتطوير
يرى مراقبون سياسيون أن أي إنتاج محلي للأسلحة والذخائر الضرورية لأي حروب مستقبلية من شأنه أن يخفف على السعوديين ضغوط المنظمات الحقوقية، التي يتم تسليطها عليها لتحقيق مكاسب لجهات تتخفى وراءها تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان.

والخطوات التي تقوم بها السعودية اليوم ليست وليدة اللحظة، ففي عام 1953، افتتح الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز أول مصنع للذخيرة بمدينة الخرج بالقرب من العاصمة الرياض شيّدته شركة فرنسية. وقال حين تدشينه إن "إنشاء هذا المصنع ليس سوى الخطوة الأولى. وسيتم اتخاذ المزيد من الخطوات لرفع مستوى جيشنا وتجنب ضرورة استيراد الأسلحة".

في أعقاب ذلك تم افتتاح العديد من المنشآت والمصانع، التي تضمنت إنتاج الأسلحة والقنابل والذخيرة لتصل إلى مرحلة أخرى بقدوم الملك سلمان بن عبدالعزيز، ضمن استراتيجية قصيرة المدى في البداية تمتد لعشر سنوات على أن يتم بناء قاعدة صناعة ذات جدوى في هذا القطاع.

ولم تقتصر تصورات "رؤية 2030"، التي تم إطلاقها في أبريل 2016 على الإصلاحات الاجتماعية بل امتدت لإقرار خطط استثمارية لتجاوز مرحلة الاعتماد المطلق على النفط لتطوير الصناعة السعودية في مجالات أوسع وأكبر، من ذلك منظومة الدفاع وصناعة الأسلحة، وهي أكثر المجالات التي جعلت السعودية شديدة الارتباط بالغرب في أحد أهم المجالات إنفاقا.

ويؤكد المتابعون أن هذه التصورات عبّر عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل واضح بتساؤله في مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبرغ الأميركية في نوفمبر 2018 حينما قال "هل يعقل أننا ثالث أكبر دولة في الإنفاق العسكري ولا نملك صناعة عسكرية"؟

وبغض النظر عن توجه السعودية لتخفيف القيود الدولية عليها في علاقة بتوريد الأسلحة خاصة مع ظهور مؤشرات على ذلك بعد قدوم إدارة أميركية جديدة، فإنها مصمّمة على تركيز صناعة حربية محلية تكون عبر عقد شراكات واتفاقيات مع شركات دولية لتطوير الصناعات الحربية على أراضيها.

ويبدو أن هذه السياسة لم تملها التطورات في السنوات القليلة الماضية، بل كانت نتاجا لإدراك القيادة السعودية بوجود البلد في بيئة عدائية تستوجب التسلّح لدرء كل مخاطر التطورات الإقليمية في المنطقة، كانتشار الجماعات الإرهابية أو خطر إيران المتربصة بالمنطقة والمتغلغلة منذ سنوات في سياسات بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن.

وتثير المخططات الإيرانية التوسعية في الشرق الأوسط مخاوف السعودية التي تطالب بكبح جماح طهران، خاصة في ما يتعلق بملفها النووي وصواريخها الباليستية، لذلك تسعى الرياض من وراء برامجها العسكرية المحلية إلى حماية أراضيها والتصدي لهجمات الحوثيين المتزايدة.

وليس ذلك فحسب، بل إن الخطة لها هدف مزدوج، إذ أنها ستدعم مسار توظّيف صناعة الدفاع لفائدة الآلاف من السعوديين، ممّا يحفز الرياض على مواصلة دعم شركات التصنيع العسكري والشركات المحلية الأخرى، لضمان قدرتها على النموّ ولتوفير المزيد من فرص العمل.

إصرار على تجاوز العقبات
Thumbnail
رغم أن السعودية ليست قريبة من الاكتفاء الذاتي شأنها شأن حلفاء الولايات المتحدة من الدول الأكثر تقدّما التي تبقى معتمدة على واشنطن في ميدان التكنولوجيا والمعرفة العسكرية، بيد أنها تحاول الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية مع أكبر شركات الصناعة العسكرية على ضفتي الأطلسي من أجل التعلم من الأفضل.

وعمل البلد الخليجي، الذي كان لسنوات يعتمد بشكل كبير على واردات الأسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وهو ثالث أكبر منفق في العالم على قطاع الدفاع، من أجل تطوير صناعة الدفاع المحلية عبر خطة تستهدف توجيه نصف إنفاقها العسكري إلى مصادر محلية. وهو يبدي إصرارا كبيرا على تجاوز كافة العقبات مهما كان صعوبتها.

وكشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية بالسعودية (سامي)، أحمد العوهلي السبت الماضي، خلال معرض النسخة الحالية لمعرض آيدكس أن بلاده ستستثمر أكثر من 20 مليار دولار في صناعتها العسكرية خلال العقد القادم تشمل البحث والتطوير، مع زيادة الإنفاق على الأبحاث العسكرية والتطوير من 0.2 في المئة إلى حوالي أربعة في المئة من الإنفاق على التسلح بحلول 2030.

وفي خطوة تأتي عكس إرادة إدارة الرئيس جو بايدن، وقعت الشركة السعودية للصناعات العسكرية الذي أسسها صندوق الثروة السيادي في العام 2017 اتفاقا الأحد الماضي مع شركة لوكهيد مارتن الأميركية لتأسيس شركة مشتركة، في وقت قالت واشنطن إنها تراجع مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

وتعد السعودية مستوردا عالميا رئيسيًا للأسلحة، لكن بعض الدول الغربية ترفض الآن بيع أسلحة للسعودية بسبب دورها في النزاع في اليمن، البلد الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت إدارة بايدن أنها ستنهي دعم العمليات الهجومية السعودية في الحرب اليمنية.

Thumbnail
لكن نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن، تيموثي كاهيل أكد أن الاتفاقية تمثل "حجر أساس مهما" في علاقة شركته مع الشركة السعودية وتأتي ضمن استراتيجية توفير حلول دفاعية وأمنية معتمدة.

وفي خضم ذلك، لم تضيّع السعودية الفرصة من أجل تطوير العلاقات مع حلفائها الإقليميين وخاصة الخليجيين، وأولهم دولة الإمارات، حيث تشكلان معا حلفا استراتيجيا بوجه التدخلات الخارجية، وهما يتشاركان في العديد من المجالات، التي تجعلهما يكرسان مبدأ التكامل.

ولذلك وقّعت شركة سامي السعودية الاثنين، اتفاقية تعاون مشترك مع شركة نمر الإماراتية التابعة لمجموعة إيدج لتزويدها السعودية بحاجتها من العربات المدرعة. وتُعَد أول اتفاقية بين شركات سعودية ونظيراتها الإماراتية في قطاع الصناعات العسكرية.

ويقول وليد أبوخالد الرئيس التنفيذي لشركة سامي إن الشركة تستهدف تحقيق إيرادات سنوية ب5 مليارات دولار بحلول 2030، وذلك في إطار مسعى لتصنيع المزيد من العتاد العسكري داخل البلاد.

ويعمل السعوديون على نقل التكنولوجيا لهذه الصناعة. فقد استحوذت الشركة السعودية للصناعات العسكرية في ديسمبر الماضي، على شركة الإلكترونيات المتقدمة، وبذلك تصبح شركة سعودية 100 في المئة. وهي أكبر صفقة من نوعها على مستوى القطاع الخاص في مجال الصناعات العسكرية في البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.