"لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطاً لتدخل العالم فوراً"، قرأت هذه العبارة على لافتة حملتها طفلتان سوريتان في إحدى الفعاليات بمدينة حمص السورية تضامناً مع المظلومين في سورياواليمن، وفور قراءة هذه العبارة تبادر إلى ذهني الصمت الدولي الرهيب والمعيب والمخيف جداً على الجرائم التي يرتكبها العدوان الهمجي السعودي في حق الشعب اليمني مستخدماً فيها أحدث أنواع الأسلحة التي أنتجتها المصانع الحربية الأمريكية والأوروبية بل إنه يستخدم الأسلحة المحرمة دولياً. بالطبع فإن الصمت الدولي الرهيب ليس مجاناً بل إنه صمت مدفوع الثمن فلا يمكن أن يكون سكوت العالم على ما يجري في اليمن دون مقابل فدول أوروبا وخاصة الكبرى منها التي تنتج الأسلحة ربحت صفقات بعشرات المليارات من الدولارات أما أمريكا التي تعتبر هي الأم الحاضنة لهذه الدولة فصفقاتها من بيع الأسلحة ومن النفط الخليجي محفوظة ومحرزة، كما أن الأموال الخليجية والسعودية التي تم دفعها ثمناً لهذا الصمت الدولي وصلت لبعض الدول العربية مثل مصر والأردن والمغرب والسودان وبعض دول أفريقيا وآسيا، وهكذا فإن العالم باع اليمن وشعبه وأطفاله الذين تقتلهم طائرات العدو السعودي الغاشم بدم بارد وتحاصرهم وتمنع عنهم الغذاء والدواء وكأنهم ليسوا عربا ومسلمين وبشرا أولاً وأخيراً. في اعتقادي أن كل الجرائم الوحشية التي ترتكبها السعودية بغطاء دولي مدفوع الأجر لن تذهب هدراً حيث إن أرواح كل الأبرياء الذين سقطوا في اليمن ستلاحق كل المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر البشعة والوحشية بشكل مباشر أو غير مباشر، أو حتى بالصمت والسكوت على جرائم نظام آل سعود الهمجي في اليمن ومنهم أولئك الخونة والعملاء الذين فروا من اليمن وارتموا في أحضان العدو السعودي ليشاركوا معه في العدوان على اليمن وقتل أبنائه وتدمير كل مقدراته. وبالعودة إلى تلك العبارة التي كتبت في الفعالية التضامنية في سوريا فإن العالم فعلاً لا يكترث لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال البسطاء الفقراء المساكين الذين لا يمتلكون نفطاً وتصنف بلدانهم أنها من أفقر البلدان في العالم، وهذا هو ديدنهم فلو كان هناك طفل واحد في أي دولة نفطية أو أي دولة أوروبية قتل لأي سبب لقامت الدنيا ولم تقعد ولتحركت كل منظمات العالم الإنسانية وغير الإنسانية لإدانة مقتل هذا الطفل لكن مئات الآلاف من الناس والأطفال في بلدان العالم الفقير يقتلون ويذبحون وتنتهك حقوقهم ويحاصرون دون أن يحرك العالم الغني الذي يدعي أنه مع حقوق الإنسان ساكناً، بل إنه يتحرك فقط لبيع الأسلحة كما شاهدنا حضور الرئيس الفرنسي ووزير دفاعه قمة دول الخليج لعرض المزيد منها والاتصالات اليومية والزيارات التي تمت وتتم من قبل أمراء النفط في السعودية ودول الخليج لأمريكا والزيارات والاتصالات التي تجري من قبل المسئولين الأمريكيين تصب كلها في خانة البيع والشراء لدماء الأبرياء في اليمن وكل بلدان العالم المطحون، وبالفعل كما قالها أطفال سوريا "لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطاً لتدخل العالم فوراً"، لكنه الصمت مدفوع الأجر.