إن القدس الشريف هو بالنسبه للامه الاسلاميه على مدى تاريخها الاسلامي جهاز ترمومتر يقيس مقدار قوتها، اوضعفها متى ماضعفت شوكت الاسلام احتلوه، وسُلب منهم، ومتى ماكان الاسلام قوياً حرره المسلمون من دنس الغاصبين ، واستعادوه اسلامياً حيث يجب ان يكون اولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. وفي عصرنا الحاضر، وبعد ان مزق الاحتلال الاوربي - لا اقول الاستعمار لانهم لم يعمروا شي، بل كانوا احتلال نهب، وقتل - الوطن العربي شر ممزق الى دويلات صغيره، ورسم الحدود الوهميه بين تلك الدول لإضعاف قوتهم، وتشتيت وحدتهم، ونهب ثرواتهم، وعمدوا الى صنع عملاء يعملون خفيه باسمهم، ينفذوا اهدافهم الاحتلاليه، ويتجندوا باسم الاسلام لخدمتهم. وعمل الاحتلال الاروبي ايضاً قبل طرده على غرس اسرائيل الخنجر المسموم في خاصرة الامه، واصبحت بالنسبه للعرب، والمسلمين وكر الافاعي التي تصدر منها كل لدغه في جسد الامه، ومصدر السم الزعاف الذي يسري في وريد المسلمين، ومنذ قيام دولتهم الصهيونيه المزعومه في فلسطين، ولم تشرق على العرب، والمسلمين شمس خير قط. ومنذ عام 48 وعملائهم المزروعين في ارض الاسلام،وديار المسلمين ينخرون في جسد الامه ليل نهار، سراً، وجهراً حتى اوهنوه، وامرضوه من مرضهم الخسيس، ظاهر شكلهم من ابناء جلدتنا، وداخلهم المكر، والشر، والضغينه ضد العرب، والمسلمين خدمةً لاوليائهم اليهود، وتقرباً لاسرائيل الملعونه. اولئك العملاء المندسون من الثعالب الماكره، والنفوس الحقيره التي استشراها الشيطان لتنفيذ ضلالته، وإن تخفوا خلف القناعات الشفافه نحن نراهم، وان ستروا عمالتهم بالظلام هم مفضوحون، لهم سمات الكفر، والنفاق، وصفات العماله، والباطل يُعرفون بها، ولو سكنوا جوار الحرم ، ولو خطبوا الناس باسم الله ، ولو خدعوا المسلمين بنهج الدين، فالناس صارت تعرفهم جيداً.. تعرفهم في لحن القول عندما ينادوا بالتطبيع، ويقبلون اقدام اسرائيل الغاصبه بحجه السلام، والحوار، تعرفهم في بهرجه الكلام عندما يتحدثون باسم اسرائيل في كل منبر اعلامي، ومحفل تجمعي، تسبح اقلامهم بذكر اليهود، وان انكروا ولائهم المطلق لهم، وتمجد اقوالهم مظلوميه بني اسرائيل، وان برروا بالحقوق والانسان. تعرفهم بالمسارعه في الذود عن اسرائيل، وامريكا، والدول الكافره في كل اجرام يقترفوه ، وغيضهم من ذمهم، ولعنهم، ولو كانت اللعنه على اليهود والذين كفروا قرآناً يتلى انزله الله من فوق سبع سماوات، لآمنوا بكلام الفلاسفه، والكذابون، وشرحوا معاني القران بمفاهيم العماله، لكي تساعد في تضليل الناس عن مخططاتهم. وكما كانت القدس، وفلسطين ترمومتر العرب، والمسلمين، وجهاز قوتها، وضعفها، فهي ايضا جهاز كشف عملاء اليهود، والنصارى، والكفره في اقوالهم، وافعالهم، ومواقفهم السياسيه، والاسلاميه في بلاد المسلمين. فقضيه فلسطين ربما اصبحت اليوم قضية المسلمين الحقيقيه الوحيده، والصادقه التي يتمايز فيها الحق، والباطل واضحين كالشمس، لامجال فيها للشك، او الفتنه، اوالظن، يتجلى عندها الحق حق لاباطل فيه، والباطل باطل لاحق فيه، لان المعركه في القدس بين المسلمين اصحاب الحق، والذين أُغتصبت ارضهم، وشُردوا منها، وظُلموا، والموقف يجب ان يكون موقف الامه الاسلاميه كلها، وطرف المعركه الاخر اليهود الغاصبين عدو حذرنا الله منه، ومن فساده، ووعده بالنار، ووضح شره، وضلالته حتى انبياء - الله عليهم السلام- لم يسلموا من شرهم، وبطشهم بهم. فلذلك اي موقف تجاه القدس، وفلسطين اما حق، او باطل، اما اسلام، اوكفر، اما ايمان، اونفاق، فلله در فلسطين قسمت الناس الى فسطاطان حق لاباطل فيه، وباطل لاحق فيه. وماحصل بالفتره الاخيره من اعلان بعض الدول العربيه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وتوقيع اتفاق التطبيع تحت اشراف راس الكفر امريكا، وفتح سفارات الكيان في بلدانهم، وارجاع العلاقات مع هذا العدو الغاصب انما هو عباره عن وضع النقاط على الحروف، وكشف الستار عن عورات تلك القيادات السياسيه لليهود، والموساد ، وفضحها للعلن حيث تصرفاتها التخريبيه، والاجراميه مع البلدان الاسلاميه شاهده على عمالتها من قبل، وتنفيذها لمخططات بني صهيون ضد الاسلام، والمسلمين. تلك العصابه العميله من القيادات الهدامه لاتمثل سوى ضميرها المشترى، ومبادئها العميله، والمندسه لهدم الاسلام من جوفه، نفذت خطط الصهاينه في بلاد المسلمين حتى اوصلتهم الى وضع معيشي سيئ، واقتصادي بايئس، وسياسي فوضوي فقررت باسم الشعوب، وهم منها بريئون، ونطقت بلسانهم، وهم رافضون، فقررات، ومواقف تلك القيادات السياسيه الفاسده، والعميله لاتمثل سوى نفسها، حيث قرراتها لاتمثل الشعوب العربيه الحره، والمسلمه، والمتعطشه للحريه، والدفاع عن دينها، ومقدساتها، واسترجاع عزة الاسلام، والمسلمين لابد ان يكون يوم التنكيل باعداء الامه، وعملائها المندسون في ارض الاسلام من الراس وحتى القدم، وانه وعد الله ولابد للشعوب يوما ان تقولها، ويحقق الله وعده إن العاقبه للمتقين. ختاماً حفظ الله الاسلام، والمسلمين، واعز جنده، وعباده المومنيين، وهزم اليهود الغاصبين، وحرر القدس وكل بلدان المسلمين.