span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"قامت الثورة في اليمن أخيرا. span style=\"font-size: medium; \"وبادرت كل القوى إلى الحديث عن ذاتها وأنها يمكن ان تكون وراء هذه الثورة ، وكل قوة تدعي وصل بها والثورة لا تقر لهم بذاك. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"البعض تحدث عن ان الثورة قامت من اجل الكرامة ، واعتبرها ثورة كرامة ، والبعض اعتبرها ثورة جوع ن وما بين الجوع والكرامة رابط لا يفقهه المتخمون الذين تقول الحقائق أنهم بلا كرامة أيضا، فمنذ متى كانت التخمة تعبير عن الكرامة بل تقتلها في مهدها ليتحول المجتمع المترف إلى مجتمع داعر فاقد للقيم الإنسانية وممسوس بحالة من البغاء المخيف . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لكن الذين لم يتأكد لهم بعد أن الثورة ثورة جياع هم الذين ضاقوا بحياة لاندركها نحن الجياع ولذلك اعتبروها ثورة كرامة ربما لإحساسهم أن الترف قد دمر قيمهم حتى جاء على الضمير ليتحولوا إلى حمير لا تحس بأزيز بطون الجياع ، ولذلك حين فقدوا تلك القيم بحثوا مع الجياع في هذه الثورة عن الكرامة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ويبدو أن الثورة كانت وليدة توأمي: الجوع والكرامة ، فكل أخرجه سبب ، والكثير أخرجه الجوع والمعاناة ، والجوع كفر هذا ما لا يدركه المتدينون المتخمون ، وهو جرح الكرامة الكبير، وقاتلها في الصميم . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ولسان حال اليمني اليوم الذي يقف في ساحات التغيير :أيتها الثورة أعطيني خبزا ودواء وعملا وتعليما وبيتا وحياة كريمة ، أيتها الثورة لا تذهبي بعيدا عني أنا اليمني الذي تاق إلى حياة كريمة ، أيتها الثورة أنا الشعب فكوني مع لشعب. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وهذه الجموع التي تتزاحم في ساحات التغير بثورية شجاعة وسلمية لم تجمعها الأوهام ولم تخرجها مطالب جوفاء متعالية ، لقد خرجت لتصنع ثورة وتبحث عن حقائقها ، ولم يأتي الثوار لفتح أسواق جديدة ، بل جاءوا تحدوهم أشواق كبيرة بامتداد الأفق ، أشواق وطن يستوعب الجميع ، وليس ملعبا لأي قوى لا تبحث إلا عن ذاتها . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لكن الذي أصبحت أخشاه كيمني ان تختطف الثورة وأن تصبح رهينة قوى أخرى ذات مزاج غريب ومترسمل يمتلك باسم السماء صكوك الوصاية وتعيد إنتاج الجوع وجرح الكرامة في استنزاف مستمر لا ينفك يفت في صميم التقدم ويحيل حياة الشعب مرة أخرى الى حيث كان ، الامر الذي يجعلنا قيد النضال المستمر على كافة الاصعدة حتى لا ندع أي قوة خاطفة لثورة الشعب تتنفس الصعداء.