العميد/ محمد مفتاح الأبرقي/ الحمد لله ناصر المستضعفين ومؤيد رسله وأوليائه الصالحين، المجاهدين في سبيله من وهبوا أنفسهم وحياتهم ونذروا دنياهم في مبايعة عظيمة مع الله إعلاءً للحق ومواجهة المستكبرين والطغاة بثمن عظيم يقابلها الجنة ونعيم الخلد رفقاءً للأنبياء والصديقين وإلى جوارهم الشهداء العظماء كمنحة إلهية للمجاهدين الأبطال الذين وهبوا دماءهم الزكية الطاهرة في سبيل الله والدفاع عن عباده المستضعفين وعزة بلادهم وكرامة شعبهم ونيل الحرية والاستقلال ورفض الوصاية والتبعية والهيمنة الأجنبية لقوى الاستكبار وطغاة العصر: أمريكا والغرب الكافر والكيان الصهيوني، ومن والاهم بالشراكة والتطبيع من أنظمة الخيانة والعمالة المدجّنين من الأمة الإسلامية والعربية ومرتزقتهم ومن يدور في فلكهم من عبدة الأموال المدنسة. نحن اليوم نحيي هذه المناسبة العظيمة والخالدة التي نستذكر من خلالها البطولات والتضحيات التي قدمها شهداؤنا الأبطال من قواتنا المسلحة والمجاهدين في ساحات وميادين الشرف والكرامة وفي جميع مواقع النزال والبسالة والإقدام. وعلى مدى عشرة أعوام من التحدي والصمود اختطّوا بدمائهم تاريخًا ناصعًا وهم يواجهون قوى الشر والعدوان، وهم اليوم خلال عامين من المواجهة المباشرة مع قوى الاستكبار في أعالي البحار والمحيطات وعمق الكيان على رأسهم أمريكا وبريطانيا والمحتل الصهيوني المعتدين على أحرار أمتنا الإسلامية والعربية ومقاومتها البطلة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران، أثبتت الأحداث والوقائع أن أحرار اليمن - قيادةً وشعبًا ومجاهدين - لم يخنعوا ولم يخضعوا أمام أعداء الأمة: الأمريكيين وإسرائيل والغرب الكافر، وأدوات الخيانة والانبطاح والتطبيع من النظامين السعودي والإماراتي ومرتزقتهم من الخونة، ومنافقي العرب والوطن الذين باعوا أوطانهم وعروبتهم. إن ثقافة الجهاد والاستشهاد هي الثقافة القرآنية التي جعلت من المجاهدين الأبطال أعزاء وكرماء وأقوياء لا يعرفون الضعف ويتغلبون على التحديات، وبهذه الثقافة تستطيع الأمة أن تصنع الانتصارات على أعدائها وتصمد في مواجهة الطاغوت وتحقق لنفسها الحرية والاستقلال والعزة والكرامة. لقد تحلّى الشهداء بالإيمان القوي والعزيمة والإصرار والروح الوطنية العالية وهم يخوضون المعارك البطولية الشرسة مع جحافل العدوان وأنظمة التطبيع والخيانة ومرتزقتهم بصمود وثبات أسطوري في المواجهة البرية والبحرية والجوية حتى اللحظة التي ارتقت فيها أرواحهم الطاهرة إلى بارئها. إن تضحيات شهدائنا بدمائهم وأرواحهم لم ولن تذهب هدرًا، لأنها كانت عامل النصر الذي تلوح بشائره في كل يوم وساعة، وهم يذودون عن عزة أمتنا ومقدساتنا وكرامة أوطاننا وحريتها واستقلالها. إن حرص القيادة الثورية ممثلة بالقائد المجاهد السيد عبد الملك بن بدر الدين - يحفظه الله - وقيادتنا السياسية والعسكرية العليا على إحياء هذه المناسبة الخالدة، يجسّد عمليًا الاهتمام بالشهداء لما قدموه من ملاحم بطولية وتضحيات جسيمة يستحقون كل الوفاء والإجلال؛ لأن عظمة تضحياتهم تمثل أبرز عوامل القوة والصمود في مواجهة قوى الاستكبار، وستقف الأجيال أمامها بكل فخر واعتزاز. وفي الختام يجب علينا في هذه المناسبة استلهام الدروس والعبر من تضحيات وبطولات شهدائنا القادة في المواجهة، وعلى رأسهم القائد المؤسّس لمسيرتنا القرآنية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه - والشهيد الرئيس صالح الصماد - رئيس الجمهورية - ورئيس حكومة التغيير والبناء الشهيد الرهوي وعدد من وزراء حكومته، وقدمت القوات المسلحة رئيس أركانها الشهيد الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري وقيادات عسكرية وميدانية - رضوان الله عليهم جميعًا - في ميادين المواجهة مع أعداء الأمة والوطن في سبيل الله وفداءً لنصرة الحق والمستضعفين. ونؤكد مع رفاق السلاح والدرب السير على خطاهم والتمسك بالمبادئ التي ضحوا من أجلها وتقديم المزيد من التضحيات دفاعًا عن السيادة الوطنية حتى تحقيق الانتصار الأكبر.