قالت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية، في خبر حصري لها، إن مليشيات الحوثيين طلبت من المملكة السعودية السماح لدبلوماسي إيراني بمغادرة العاصمة اليمنيةصنعاء، الواقعة تحت سيطرتهم؛ في خطوة اعتُبرت في الرياض علامة على خلاف بين الحوثيين وطهران. وأشارت الصحيفة، إلى أنه تم تهريب عنصر من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني العام الماضي إلى اليمن، والذي عين سفيرا لطهران في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. "والآن، قال مسؤولون شرق أوسطيون وغربيون إن الحوثيين يريدون إعادته إلى طهران". حسب الصحيفة الأمريكية. وأضافت: "طلبت مليشيا الحوثي من المملكة العربية السعودية، التي تفرض حصارًا جويًا شاملاً على العاصمة اليمنية، السماح للدبلوماسي الإيراني في البلاد بالعودة على الفور إلى إيران، وهو طلب اعتبره المسؤولون السعوديون علامة على توتر بين طهران والجماعة الحوثية المتشددة". وطبقا للصحيفة أيضا، نقلا عن مسئولين اقليميين، فقد "كان الدبلوماسي، حسين إيرلو، منخرطًا بعمق في مساعدة الحوثيين في التخطيط لساحة المعركة، لكن نفوذه في اليمن عزز التصور السلبي في البلاد بأن القوة المتشددة تستجيب لطهران". واستدركت: "وبعد سبع سنوات من الحرب الأهلية، لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ويحكمون جزءًا كبيرًا من شمال البلاد". وقال مسؤول إقليمي للصحيفة: "لقد أصبح إيرلو عبئًا عليهم"، مضيفا "إنه مشكلة سياسية" كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن المسئولين الإقليميين، أن السعوديين أبلغوا قادة الحوثيين "إنهم لن يسمحوا لإيران بقيادة طائرة إلى اليمن لإيصال إيرلو". وبدلاً من ذلك، قال المسؤولون إن "إيرلو لا يمكنه الطيران إلا على متن طائرة من عمان أو العراق، ولن يُسمح له بالمغادرة إلا إذا أطلق الحوثيون سراح بعض الرهائن السعوديين البارزين". ونوهت إلى أن إيران والحوثيين عمّقوا علاقاتهم، منذ أن استولى المسلحون اليمنيون على صنعاء عام 2014 في الأيام الأولى للحرب. كما استقبلت إيران سفيرًا للحوثيين في طهران في عام 2019، ثم أرسلت السيد إيرلو إلى صنعاء العام الماضي. ولفت التقرير إلى أن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار، وتدريب ومستشارين، حولت الجماعة المتشددة إلى تهديد أقوى للسعودية والمنطقة. كما اكتشف مفتشو الأممالمتحدة مرارا أجزاء إيرانية الصنع في حطام الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقت على المملكة العربية السعودية. وتنفي طهران أنها تزود الحوثيين بالسلاح. وأضاف: يأتي طلب الحوثيين للسعوديين وسط تصاعد القتال في حرب السنوات السبع. حيث كثفت المملكة العربية السعودية الضربات الجوية في اليمن بعد أن وصلت جهود الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود. وبدأت المملكة العربية السعودية في استهداف المستشارين الإيرانيين وأعضاء جماعة حزب الله اللبنانية المتشددة الذين يعملون إلى جانب قوات الحوثي في اليمن، وفقًا لمسؤولين إقليميين. وتابع: لايزال مقاتلو الحوثي مصممون على الاستيلاء على مأرب، وهي بلدة يمنية غنية بالنفط على الحدود السعودية تكافح الرياض من أجل تجنب وقوعها في أيدي القوات المدعومة من إيران. وينظر الطرفان إلى القتال من أجل مأرب على أنه معركة حاسمة يمكن أن تحدد من سينتصر في حرب خلقت أزمة إنسانية طويلة الأمد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين وغربيين، القول: إن قادة الحوثيين طلبوا في الأيام الأخيرة من المسؤولين السعوديين الإذن بإعادة السيد إيرلو إلى طهران. وأكد المسؤولون الحوثيون للرياض أنهم لن يستبدلوا السيد إيرلو بدبلوماسي إيراني جديد. وبحسب المسئولين الإقليميين، فأن الرياض اعتبرت أن هذا إشارة إلى أن الحوثيين يحاولون النأي بأنفسهم عن نفوذ طهران. وقال المسئولون إن قادة الحوثيين أبلغوا الرياض أن السيد إيرلو بحاجة إلى المغادرة للحصول على علاج طبي أفضل بعد إصابته بكوفيد 19، لكن المسؤولين الإقليميين قالوا إن السيد إيرلو لا يزال يعقد اجتماعات في اليمن، وقالوا إنه لا توجد علامات على إصابته بالفيروس.