التناولات غير الموضوعية وغير المهنية، لا تعبر عن حس يجسد مبدأ الولاء الوطني الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها، بقدر ما يمثل اعتداءً صارخاً على ذلك المبدأ الشريف، ويدلل على ضعف من يسلك هذا السلوك المشين وعدم قدرته على امتلاك أمره بيده وتسليمه نفسه لغيره، الأمر الذي جعله فاقداً للحرية وأصبح مسيراً عندما تنازل عن حقه في الحرية والكرامة، ومن يقع في هذا السلوك المهين لا يتوقع منه إبداعاً، لأنه مقيد بالإملاءات التي ترد إليه تباعاً من الغير. إن التناولات التي لا تتفق مع مبدأ السيادة الوطنية التي لا تقبل التجزئة في الأمور التي يخوض فيها البعض دون أن يدرك خطورتها على مستقبل البلاد وعلاقاتها بالغير، ومن أجل ذلك أدعو الذين يمارسون تناولات تؤثر سلباً على علاقة البلاد مع الغير أن يكف عن ذلك، لأن بلادنا ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في شئون الغير، ولا يجوز إيجاد التبريرات لمثل ذلك القول والفعل الذي ينعكس سلباً على البلاد والعباد. إن اليمن عبر مراحل التاريخ السياسي المختلفة تمارس نهجاً وسطياً معتدلاً يحقن مصالحها الوطنية ويحفظ سيادتها الوطنية ويعزز علاقاتها مع مختلف دول العالم، ولذلك على الذين أصابهم سعار السلطة أن يراجعوا التناولات التي يطلقها من ربوهم على التبعية، وأن يدركوا بأن اليمن لا يقبل الكيد لأحد على حساب أحد مطلقاً، وليكف الذين دأبوا على تجاوز السيادة الوطنية، لأنهم يسيئون للبلاد بأقوالهم وأفعالهم التي ضاق الناس منها ذرعاً. إن المرحلة الراهنة من الحياة السياسية تحتاج إلى الهدوء والعقلانية وعدم السماح لمن أصابهم مرض عشق السلطة بإطلاق خيالاتهم الشيطانية، لأن مصلحة اليمن أكبر من مصالحهم وتجارتهم ورغباتهم، وكل ما أتمناه أن تزول التناولات غير المسئولة التي دأب عليها البعض، فالحكمة والإيمان ميزان القول والفعل. رابط المقال على الفيس بوك