ماعدتُ أذكر من طفولتي شيئاً سوى ذاك الطفل «ابن الجيران» الذي كان يقاسمني طيلة الأربع سنوات متعة الطفولة البريئة..وتبدأ قصتي معه في سن السادسة عندما كنتُ أفضل اللعب كثيراً مع اخوتي في منزلنا ونادراً ماكنت أخرج إلى الشارع وكان خروجي إما للذهاب إلى المدرسة أو لشراء الحلوى من دكان الحاج «صالح»..وسرعان ماكنت أعود إلى المنزل راكضة وناظرة إلى خلفي أترقب بحذر يفوح منه رائحة الخوف من أن يلاحقني الطفل «أحمد» والمعروف عنه بشراسة التحرش العدائي بأطفال الحارة..ومن كثرة مايلاقيه من عقاب من قبل أبويه جزاءً بما يفعله ماعادت تفيد بالنسبة له فالعقاب اليومي الذي يلاقيه أصبح له مجرد جزاء عابر تأقلم عليه فزاده ذلك عداوة ورغبة شديدة بالتحرش بأطفال حارته وكنت أنا من أكثر الأطفال تلقياً للسعات تحرشاته الطفولية والسبب أنه كان يعتبرني غنيمة دسمة ولذيذة..فقد أعتاد دائماً وفي كل مرة يلتقي بي عن قصد في الشارع أن يأخذ حلوياتي التي كنت أشتريها من دكان الحاج صالح..وكان لايكتفي باغتصاب حلوياتي بل كان أيضاً يتلذذ ويتمتع بضربي وسماع صوت بكائي.