مليئة تعز بالآثار والمواقع الشاهدة على عبق تاريخها والتي لا تزال حتى اليوم مكنونة بحب الناس وتعلقهم بها، وما بين واقع أثري يحدوه أمل البقاء وطموحات الحفاظ عليه والارتقاء به تظل تعز منارة يتخذها أبناؤها دليلاً يحاكون بها ماضيهم الحافل بمآثر الأجداد وآثارهم. واقع فيه أمل تحفل محافظة تعز بالعديد من المواقع الأثرية المنتشرة في كثير من مديرياتها والتي تظل محفوفة بحب الناس وتمسكهم بها كإرث نفيس لا تنازل عنه أبداً، وهو واقع الآثار في تعز ومديرياتها التي مازال أمل البقاء يحدوها نظراً لعمليات الترميم التي طالت أغلبها وعمليات التجديد وبعضها حاز على شرف أن تكون مزاراً يقصده الناس كمتنفس يخفف عنهم وطأة ما هم فيه. تظل الآثار واقعاً مفروضاً يجب التعامل معه بمسؤولية معقولة وذلك من قبيل الامتنان للأجداد الذين تركوا لنا بصمة كافية تدل على عظمتهم ووفائهم لبلدهم من خلال تشييد مثل هذه المواقع السامقة والغير قابلة للتبدد والفناء. هكذا يبدو الواقع الأثري في تعز في كل الشوارع والمدن تتسم عبير الماضي بحسناته التي تعيد لنا شيئاً من الأمل في واقع أصبح أكثر هزلية في التعامل مع مثل الأمس لا مفر منها. الأماكن الأثرية تتنوع الأماكن الأثرية في تعز وتتنوع على امتداد مناطق تواجدها, قلاع وحصون وكهوف وأسواق عتيقة ومساجد قديمة ومقابر أثرية ومخطوطات وكتب وعملات تدل على ضرب تعز في جذور التاريخ منذ القدم، فقلعة القاهرة تُعد رمز هذه الأماكن وبها تُعرف تعز وأنى ذُكرت معها أحلام المدينة الرسولية ودولتها التي اتخذت من تعز عاصمة لها وإن كانت لمسة بنائها تعود إلى حاضرة الدولة الصليحية. تبدو قلعة القاهرة اليوم تاجاً على هامة تعز يقصدها كثيرون هناك يتلمسون من عبق التاريخ ما بقي من الواحات الغناء والمدافن والأبواب وتلك الشواهد الدالة على جسارة الإنسان اليمني. ومن آثار تعز أيضاً المدارس الإسلامية القديمة كالأشرفية والمعتبية والمظفر بمساجدها ذو المنارات المعانقة للسماء وكذلك مسجد معاذ بن جبل بالجند المؤكد على عمق تعز الأثري، إضافة إلى مساجد أخرى صغيرة تنتشر في أكثر من كذا مديرية منها على سبيل الحصر لا العموم مسجد أهل الكهف بصبر ومسجد الحُرازي بحسنات. ومن دلائل آثار تعز قبة الحسينية والباب الكبير وباب موسى والمدينة القديمة بمبانيها العتيقة ومقابر أخرى كقلعة الصلو في مديرية الصلو شرق تعز. يُضاف إلى هذه آثار مدينة المخا الحبلى بعبق التاريخ الذي ترك فيها بصمة شاهدة على قدم المدينة من مساجد ومباني وقلاع سياحية كانت تُتخذ لحماية المخا من أي عدوان أجنبي وهناك الكثير مما لا يسعفنا المجال لتناولها والخوض فيها. لزوم التوعية في ظل العزوف المنتشر لدى الكثيرين عن زيارة الآثار وتبدو حتمية التوعية لزومية يجب التعاطي معها على قدر كبير من الأهمية، على القطاع الخاص أن يتبنى عملياً إقامة متنزهات في بعض الأماكن القابلة لذلك ليشد الناس إليها ولتصبح متاحة أكثر. كما هو واجب المكاتب الإدارية والخدمية بالمحافظة مطالبة بتفعيل عملية التوعية بذلك في إطار تعزيز الاهتمام بالآثار، وكذلك المدارس بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم والهيئة العامة للآثار لتفعيل الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية من قبيل التوعية وزيادة المعرفة بآثار الوطن وتاريخه. الآفاق المستقبلية في ظل الواقع تبدو الآفاق المستقبلية للآثار في تعز مبشرة للغاية خصوصاً بعد ترميم قلعة القاهرة وقرب الانتهاء من ترميم المتحف الوطني وفي ظل تطرق المبادرات الشبابية لبعضها وفي ظل التوجه القادم بخصوص تفعيل عملية التوعية المستهدفة لذلك وإقامة المهرجانات التي تحاكي الواقع الأثري وتطلعاته القادمة. هناك فسحة كبيرة تراود المستقبل لتجعل من آثار تعز وميضاً تنشده الأجيال على تعاقبه كحرمة مقدسة لا يمسها سوء، كما لا ننسى أن ما تقوم به الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع المكتب التنفيذي لتعز عاصمة للثقافة اليمنية وديوان عام المحافظة جدير بالإشادة لما له من آثر قد نلمسه في المستقبل القريب فيما يخص آثار المحافظة. ما يجب علينا أننا عندما نتحدث عن أهمية الآثار تصبح المسألة مرتبطة بوجداننا نحن وتتعاظم مسؤولية لتعامل معها على أساس الوفاء للأجداد الذين مدونا بهذا الجميل على الرغم من أنهم قد ووروا الثرى . إن الحفاظ على الآثار مسؤولية مجتمعية يجب أن تتظافر الجهود للحد من عمليات الاعتداء والتهريب بحقها، وكذلك تجنب الإساءة لها على اعتبار أن ذلك يمس مكانتها ووهجها اللا منتهي. إن مسؤوليتنا تتمثل في إحداث التوعية والتوجيه إلى التعامل معها لتضفي لها شيئاً من المكانة والسمو تقديراً لمن وجدوها لتبقى حاضرة على الدوام.