أفادت الاختصاصية النفسية في منطقة الشارقة التعليمية، إيمان محمد عبيد، بأن 82 مدرسة في مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى يتابعها ثلاثة اختصاصيين نفسيين، مؤكدة ضرورة وجود اختصاصي في كل مدرسة سواء للبنين أو البنات لتفادي الظواهر الخاطئة التي يواجهها الطلبة، والتي هي في ازدياد مستمر، إذ يتعين على الاختصاصي معرفة سمة المرحلة التي يمر بها الطالب أو الخصائص النفسية للتعامل معها، خصوصاً أن مرحلة المراهقة يشوبها الكثير من التمرد لدى الطلبة. وقالت عبيد ل «الإمارات اليوم» إن تأثير الأقران في هذه المرحلة أكبر، ويمكن أن يغير من سلوكيات الطلبة، ولذا تتعين الوقاية من المشكلات التي تحدث نتيجة الصداقة والإعجاب السلبيين اللذين يحدثان عند الطالبات، أوالتأثير السلبي لجماعة الأفراد عند الطلبة، وفي جميع الأحوال يتعين الوقاية من الاتجاهات الخاطئة التي قد يسلكها الطلبة، عن طريق المقارنة بين تأثير الصديق الإيجابي والسلبي وتوضيح مفهوم الصداقة. وتابعت أن المدارس في حاجة إلى زيادة عدد الاختصاصيين النفسيين، موضحة أن «مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى بها 82 مدرسة للطلبة والطالبات، يتابعها ثلاثة مرشدين نفسيين فقط موزعين للاهتمام بمشكلات الطلبة النفسية، إذ يكلف اختصاصي نفسي بمتابعة 23 مدرسة للطالبات، وآخر لعدد مماثل من مدارس الطالبات، فيما يتابع اختصاصي نفسي واحد 36 مدرسة للطلاب». وأضافت أن الميدان التربوي في حاجة إلى اختصاصي نفسي لكل مدرسة، ليستطيع التركيز على الطلبة ويمارس دوره «في معالجة أسباب التمرد لا الأعراض فقط، لكي لا تتكرر السلوكيات السلبية عند الطلبة»، موضحة أن علاج الأعراض عند الطلبة قد يتطور ويظهر سلوكيات أكثر سلبية وبذلك يفاقم المشكلة ولا يحلها. وبينت أن العنف يأخذ اتجاهاً جسدياً عند الطلاب، ولفظياً عند الطالبات، ويكون موجهاً بحسب شخصية الطالب، إما لذاته أو يصاب بالانعزالية والانسحاب من الحياة المدرسية والصمت الاختياري للطلبة الذين قد لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. وأوضحت أن بعض أشكال العنف تكون موجهة ضد المعلم، بحيث إن الطلبة يظهرون استهتاراً بالقواعد والقوانين في الصف، والعناد وعدم الاستجابة للمعلم وما يطلبه منهم، أو أن يقدموا شكوى مستمرة ضده، ويعتبر هذا الأمر إهانة للمعلم خصوصاً إن كان تعامله جيداً مع الطلبة ولم تسجل له شكوى من قبل، وقد تصل إلى مشادات كلامية بينهم، أو تقليد لتصرفات المعلم وإبراز سلبياته في نوع من الفكاهة. وذكرت عبيد أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع معالجة هذه السلبيات دون اللجوء إلى القوة، بحيث يتدرج في حلها ولا يركز على سلوك الطالب بشكل كبير، ويستطيع بناء علاقة جيدة بينه وبين الطالب في بداية العام الدراسي، دون تطورها للصداقة الشديدة لأنها تنتقص من دور المعلم وتتداخل الأدوار الاجتماعية في ما بينهم. وأشارت إلى أن بعض السلوكيات السلبية يكون سببها أن الطالب يبحث عن الانتباه وتكوين زعامة ليلتفت إليه الطلبة الآخرون، ولأنه لا يعرف استغلال نشاطه في أمور إيجابية، ومن هنا يبدأ دور الأخصائي النفسي في معرفة كيف يمكن للطلبة استغلال سلوكهم في الرياضة والنشاط الصفي. وأشارت عبيد إلى أن قلة اهتمام ذوي الطلبة بهم يكون سبباً في المشكلة، وفي بعض الأحيان يتطاول الأهل على المعلم ويفقدونه هيبته أمام الطلبة، فيثبتون أن السلوك السلبي تجاه المعلم، وتالياً يفقد الطلبة المقدرة على التفريق بين الصح والخطأ ويبدأون باستخدام هذا السلوك ضد المعلم في المدرسة وضد ذويهم في المنزل. وأوضحت أن تركيز الآباء على الجوانب السلبية في حياة الطالب يظهر التمرد، مثل تدني مستواه الدراسي، أو عدم القدرة على تكوين صداقات، وهذا التركيز يجعل الطلبة يشعرون بأنهم سلبيين ولا يتوجهون للسلوك الإيجابي، ويخلق مشكلات في المدرسة، إذ قد يحصل الطالب على دعم الطلبة من خلال الشلة فيصبح مصدراً للتمرد. وقالت إن سلطة المدرسة تؤثر في سلوكيات الطلبة، إذ إن الطالب عندما يشعر بضعف إدارة المدرسة يصل إلى مرحلة العنف مع الطلبة ومع معلميه، لذا قد تحتاج المدرسة إلى سلطة خارجية للسيطرة على تمرد الطلبة، لكن يتعين تعريف الطلبة بالضبط الذاتي للتصرفات الخاطئة، وأنهم ليسوا بحاجة للجوء إلى العنف لحل مشكلاتهم الخاصة. وأضافت الاختصاصية النفسية أن وجود المرشد النفسي ضروري لتحقيق صحة نفسية للطالب وتوافق مع المدرسة وذاته، وجميع المشكلات التي تواجه الطلبة تعتبر سوء توافق وهناك حاجة مستمرة لمتابعتهم يومياً وحل التساؤلات لديهم قبل حدوث المشكلات.