كشفت مصادر أمنية أمريكية أن واشنطن لا تحدد للرياض الأهداف الواجب قصفها في اليمن، وتكتفي بتقديم معلومات حولها، في حين تحدث محلل أمن في المخابرات المركزية الامريكية CIA أن لا حل سياسي دون تدخل بري في اليمن". وقالت مصادر من القيادة الأمريكية المركزية في الشرق الأوسط لCNN أن توجيهات سرية أعطيت للقوات الأمريكية في المنطقة من أجل التعامل مع الطلبات السعودية للحصول على معلومات حول أهداف محتملة باليمن. وبموجب تلك التوجيهات، فإن القوات الأمريكية لن تقدم للسعوديين "معلومات مباشرة حول القصف" بمعنى أنها لن توفر لهم قائمة بأهداف يتوجب ضربها، وإنما تقدم معلومات حول الأهداف المقترحة من الجانب السعودي بحيث تحدد إمكانية وجود خطر لإصابة المدنيين أو منشآت مدنية محمية مثل المستشفيات والمساجد. وتستند القوات الأمريكية في معلوماتها حول طبيعية الأهداف الموجودة بالمنطقة إلى صور توفرها الأقمار الاصطناعية التي تحلق فوق اليمن. وتشكل قضية مساعدة الولاياتالمتحدة للسعودية في غاراتها باليمن قضية حساسة في واشنطن، نظرا لإمكانية تحميل الإدارة الأمريكية مسؤولية سقوط خسائر بين المدنيين، وقد أشارت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" إلى أن وزير الدفاع، أشتون كارتر، تحدث إلى نظيره السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من أجل التأكيد على الحد من الخسائر بين المدنيين. من جهته، قال المحلل السياسي والعميل سابق في مكتب مكافحة الإرهاب لدى CIA، فيل مود، إن العمليات الجوية السعودية لن تتمكن بمفردها من إنهاء الحوثيين، وإن كانت قد أوقفت بشكل واضح تقدمهم على الأرض، مضيفا إن إعادة الاستقرار لا يمكن أن تحصل دون تدخل بري، ما يشرح سبب طلب السعودية لقوات باكستانية. وقال مود، في تصريح لCNN الامريكية حول مدى نجاح العملية العسكرية السعودية: "لا أحد يمكنه الحديث عن انتصار سريع، إذا نظرنا إلى الحروب ضد الإرهاب في الفلبين وإندونيسيا وحملتنا نحن في أفغانستان، فنحن نتحدث عن حروب ممتدة منذ أكثر من 14 عاما، وبالتالي فإن 12 يوما ليست سوى طرفة عين في عالم العمليات العسكرية." وتابع مود بالقول: "النجاح الوحيد الذي يمكننا الحديث عنه هو وقف المجازر التي كان الحوثيون يقومون بها، فمن الواضح أن المسلحين يمقتون بشدة هذه الضربات الجوية، ولكن المشكلة تتعلق بالخطوات اللاحقة ووقف تقدم الحوثيين نحو عدن وهوية الحكومة التي تدير البلاد حاليا في ظل غياب الرئيس هادي عن المشهد." وحول طلب السعودية الدعم من باكستان ودعوتها لها لإرسال قوات برية وفرصة حصول اجتياح بري كبير رد مود بالقول: "مود: لا أظن أن بإمكاننا الحديث عن استقرار في أوضاع اليمن دون عملية برية، الأمر سيشبه الحديث عن استقرار في العراق دون وجود قوات على الأرض." وأضاف: "العمليات الجوية أوقفت تقدم الحوثيين، ولكنها ليست كافية لإعادة تشكيل الحكومة التي غادرت بمعظمها البلاد، إذا كان هناك رغبة بإعادة إطلاق عملية سياسية فلا بد من وجود قوات برية على الأرض لجلب الاستقرار." وعن كيفية حل المعضلة في اليمن ومواجهة تنظيم القاعدة في الوقت نفسه قال: "المبدأ بسيط للغاية ولكن التطبيق صعب، لدينا حكومة معترف بها من أمريكا والعالم ولكن الحوثيين انقلبوا عليها، إذا حاولنا إعادة تلك الحكومة سيرد الحوثيون بطلب حصة أكبر من السلطة نظرا لسيطرتهم على العاصمة اليوم، وبحال تجاوزنا هذا الأمر فسنصل إلى التحدي الآخر وهو دعم الحكومة اليمنية من جديد من أجل مقاتلة القاعدة في الجنوب."