كتب/د.عبدالرزاق مسعد سلام الحادي عشر من سبتمبر 2001م: لقد أصبحت الحرب مفتوحة على مصراعيها منذ التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة أي مع بداية العام 2000م وتنتج عنها أعمال إرهابية تطال المصالح الغربية وبعض الدول العربية والإسلامية من قبل تنظيم القاعدة.. وخلال ذلك وقبله توقفت كل الحلول السلمية وأقفل الحوار في وجه القاعدة منذ خروج القوات السوفيتية الغازية لافغانستان .. أو إن الغرب بقيادة أمريكا أراد تنظيم القاعدة أن يكون هكذا لا سبيل له إلا التدمير والقتل لا (أحد يعلم ذلك طبعاً..) وجعله معلقاً باستخدام افعاله ذريعة كلما تطلب الأمر ذلك. في يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م حدث ما لم يدر في الحسبان وهو بأن تنظيم القاعدة (( وباعتراف قائده بن لادن فيما بعد)) قد قام باختطاف عدد من الطائرات التابعة للخطوط الجوية الأمريكية وفجر برجي التجارة العالمية في نيويورك وحاول تدمير مقر البنتاجون، لقد كان ذلك العمل البشع تجاوزاً لكل الحدود وأصاب الولاياتالمتحدةالأمريكية حكومة وشعباً وأصاب العالم الغربي والعربي والإسلامي بالصدمة والذهول المريعين وأصاب خصوصاً أمريكا في صميم كرامتها وسيادتها.. لقد وقف العالم ضد هذا العمل الإرهابي وفي مقدمة ذلك كل الدول والشعوب العربية والإسلامية .. واعتبر عملاً بربرياً ووحشياً بامتياز حسب إجماع الدول العربية والإسلامية قيادات وشعوباً واعتبر ذلك العمل بشعاً وغير مقبول ولكن تمنى كثيرون بأن يسبب ذلك حافزاً كبيراً لأمريكا والعالم لحل القضايا العالمية وقضية الشرق الأوسط بدرجة كبيرة لحل القضايا العالمية وقضية الشرق الأوسط بدرجة رئيسية وتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى بعد أن قامت أكبر دولة في العالم بالتحالف مع دول العالم المتحضر ودعم شعوب العالم العربية والإسلامية والنامية بمختلف اتجاهاتها.. بعمل عسكري ضخم وبحرب بشرية كبرى لم تشهد له الإنسانية مثيلاً إلا في بعض منه في الحرب العالمية الثانية... دكت خلالها جبال أفغانستان وأكثر جبالها ارتفاعاً وسحق شعب أفغانستان ودمرت المدن والقرى والمزارع والمراعي وأعاد هذا التحالف تماماً أفغانستان إلى الحياة البدائية الأولى وتم تدمير واستهدف كل الفصائل العسكرية التابعة لتنظيم القاعدة في حرب مستمرة حتى يومنا هذا وضربت حركة طالبان وجيوشها وأسلحتها وبعض من قوى الحركات الجهادية الإسلامية ونصبت الولاياتالمتحدةالأمريكية رئيساً لأفغانستان وأقامت الحكم الموالي لها ولحلف شمال الأطلسي.. إلا أن المفارقة العجيبة تجعل العالم اليوم يتأمل بذهول ويعيد حساباته بطريقة أخرى بعد أن استطاعت حركة طالبان العودة للسيطرة على أكثر الأراضي الأفغانية وتواجه حلف الناتو العسكري العملاق بقوة وبثبات خارق للعادة البشرية وتلحق به الهزائم المتوالية واحدة بعد الأخرى وإلى الآن فقد توقفت الحلول السلمية بسب غطرسة القوات الغربية التي تريد نصراً مستحيلاً في أفغانستان. بالرغم من أن مؤتمر لندن حول أفغانستان المنعقد في 28 يناير أي قبل أيام توجهت توجهاً إيجابيا بالحوار مع حركة طالبان لوضع حد لحرب الحلف الأطلسي على أفغانستان. الحرب على الإرهاب كانت الأعمال الحربية والعسكرية واحتلال أفغانستان من قبل قوات التحالف والحلف الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بزعامة بوش الابن هي بداية إعلان هذه القوى على ما سمي بالحرب على الإرهاب وعلى الرغم من تقبل الرأي العام العربي والإسلامي هذه الحرب على أفغانستان بسبب حمايتها لتنظيم القاعدة.. إلا أن العالم بأسره من مسيحيين ومسلمين وبوذيين ومعتنقي الأديان الأرضية قد أدان ذلك العمل العسكري البربري والوحشي الذي قامت به الصهيونية المسيحية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة بزعامة رمزي العدوان البشع بوش وبلير على حكومة وشعب العراق الشقيق من أوائل عام 2003م وسويت بهذه الحرب قرىً ومدن ودمرت حضارة شعب وقتل ما يزيد على مليون إنسان في هذه الحرب وبسبب هذه الحرب سيظل العراق يعاني من فتن وحروب طائفية لعقود من الزمن. لقد ساعدت تلك الحرب المتطرفة البعيدة كل البعد عن الحضارة الإنسانية عودة التطرف وأعيد بناء وتطوير وتحديث تنظيم القاعدة المنخرط في حرب التحرير الوطنية العراقية مع أبناء الشعب العراقي بايجابياته وسلبياته ... وفي اليمن لا زال تنظيم القاعدة قوة يوضع لها حسابها بعد أن تخلت الحكومة اليمنية عنهم وأظهرتهم بأنهم مطلوبون عالمياً عندما أعلنت نيتها استئصالهم إلى أن أعلن فخامة رئيس الجمهورية في الأيام القليلة الماضية دعوتهم للحوار وتسليم السلاح.. وتحاول الدولة اليمنية الاستفادة القصوى من الموقف الأمريكي والغرب المتوتر بعد عملية طائرة ليلة عيد الميلاد لعبد المطلب النيجيري بإضفاء تهمة الإرهاب على حرب أبناء صعدة وعلى الحراك الجنوبي السلمي لأبناء الجنوب الذين يقاومون ظلماً مريعاً منذُ الاستيلاء العسكري بحرب ضروس على الجنوب وشعبه وأرضه في عام 1994م حتى يومنا هذا، وأمام العالم العربي والإسلامي ومنظماته الدولية والإقليمية ..اللهم من قراري مجلس الأمن الدولي لم يريا النور حتى الآن. إننا نعتقد بأنه لحل قضايا القاعدة وقضايا إنسانية فرضتها الحروب لا تخدم سوى تدمير الحضارة العالمية يجب اتباع التالي :- لا بد من حل الأمور من جذورها وإعادتها إلى نصابها لذا يجب أن تتوقف الحروب والجشع وإن البشرية والأديان السماوية والأرضية عليها العمل على إيقاف الصراعات الوحشية والحروب الوحشية والتعامل مع الزمن القادم، زمن الألفية الثالثة ليصبح زمن الحضارة المزدهرة وإقامة ميزان العدل للبشرية واحد يستند إلى الأفكار والقيم الإلهية في القرآن الكريم والكتب والسماوية وخلاصة التجربة الإنسانية بأفكارها ومعتقداتها وخصائصها الثقافية والروحية والاجتماعية وتنفيذ القانون الدولي على الأقوياء والضعفاء سواء بسواء وتطوير منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي + منظمات المجتمع الدولي. العمل السريع للهيئات الأممية العالمية لحل كل القضايا الإقليمية والدولية والتي تبحث عن نتائج الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والعالم الغربي بقيادة أمريكا وحل القضية الفلسطينية وإقامة السلام العادل بين الفلسطينيين والاسرائليين والحد من التطرف الديني والقومي والعنصري على البشرية كلها وحل قضية كشمير والقضية الكردية وكل القضايا المثيلة لها وتنفيذ قرارات الشريعة الدولية على الدول صغيرها وكبيرها . خلق آلية عملية للحوار بين جميع الأديان في الأرض وتعميق مبدأ الحوار بين الحضارات وتعزيزه، وتبادل الأدوار بين الأمم والشعوب صغيرها وكبيرها وداخل الأمم والشعوب بأقلياتهم وأكثريتهم. تعزيز مبدأ التكامل الاقتصادي بين الأمم بدلاً من مبدأ التنافس والسيطرة. سن النواميس والقواعد لمساعدة الدول بعضها لبعض لخلق نظم الدولة العادلة والغير فاسدة ونشر التعليم والاعتناء به عناية محلية ودولية خاصة بعيداً عن الربح والخسارة في البلاد العربية والإسلامية والنامية. يجب اليوم بعد مرور 32 عاما على الغزو السوفيتي العسكري الأول والثاني بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية على أفغانستان وظهور تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومسببات ظهورهما وبقائهما وبعد الإعلان الدولي للحرب على الإرهاب من قبل التحالف العالمي فتح باب الحوار مع حركات طالبان وتنظيم القاعدة على السواء، لان مسببات ظهورهما ووجودهما لا زالت قائمة ولن تحل إلا بالحوار والجلوس على طاولة المفاوضات ...ومن بلاد اليمن البعيدة القريبة وبنظرة واقعية يجب أن تتم مصالحة تاريخية كبيرة بين طالبان والغرب وبين القاعدة والغرب وبينهما وبين الأنظمة العربية ومنها اليمن والبلدان الإسلامية ومنها باكستان على قاعدة الحق والاحترام وكل ما هو مفيد لتحقيق السلام . رسائل لما قبل مؤتمر لندن وبعده :- إن دعوات الحوار هي دعوات صائبة وعودة حضارية وواقعية للاعتراف بالآخر سواء كان ذلك الحوار بقيادة فخامة الرئيس على عبدالله صالح أو الحوار الذي تنشده بقية القوى.. ويؤكد كل الحريصين على الوطن على ضرورة الحوار الجاد والحاسم في قضية حرب صعدة والعمل على إيقافها فوراً بعد ما لحق بالمنطقة من دمار شامل وزاد عدد المشردين إلى ما يزيد على مئتين وخمسون ألف لاجئ وحل القضية الجنوبية وإشراك قادة الحراك الجنوبي دون استثناء وقادة معارضة الخارج وهم علي سالم البيض وحيدر العطاس وعلي ناصر محمد وصالح عبيد أحمد ومحمد علي أحمد وآخرون لا يجب أبدا تجاهلهم.. ونتمنى على اليمنيين إشراك أطراف خارجية عربية ودولية وقوة إقليمية للتوفيق بين المتحاورين حتى لا نظل نحرث في البحر . مؤتمر لندن المنعقد في 27 يناير نتائجه مقبولة فنحن لا نستطيع حل كل مشاكلنا لوحدنا لأننا أولا لا نملك الإمكانيات المادية المطلوبة لحل مشاكل البلاد وثانيا فنحن أثبتنا للعالم بأننا لا نحكم عقولنا بحق الآخر حيث لا زلنا بعد لا نستطيع عمداً وبغير عمد أن نفرق بين الحلال والحرام وتنقصنا ثقافة الحق مع غلبة واضحة لقيم الجاهلية الأولى التي لا تقبل الآخر وبحقه المفروض من شرع الله والحياة ولا تؤمن إلا بالقتل والقمع والحروب كأسلوب حياة والدلائل الملموسة لذلك لا تحصى ....؟ ورسالة من كل قلوبنا نتوجه بها إلى العلماء الإجلاء في اليمن هل انتم مستطيعون بعد ما علمنا من تنديدكم بالفساد على إيقاف حرب صعدة وإيقاف انحيازكم مع طرف ضد الآخر وهل مستطيعون لإعادة الحق لأصحابه في الجنوب مثلا بعد أن شارك بعضكم بالإثم الأعظم وهو ووقفوكم وتعبئتكم التعبئة الدينية والعسكرية لإشعال حرب 1994م والتي دخلت ذكراها العام السادس عشر ولا زال أبناء الجنوب يعيشون تحت وطئة آثارها الظالمة والبشعة .. وخلال هذه السنوات التي حاول فيها النظام السياسي ولا زال يحاول إلغاء شعب هو مسلم ويدين بالإسلام وينتمي إلى العروبة والإنسانية ومحوه إن استطاع بعد أن افقده أرضه وثروته وكرامته ومشاركته في الحكم .؟ أين انتم أيها الإجلاء من كل ما يحصل في اليمن من فساد ودمار لليمن؟ لماذا تهبون فقط عند طلب النظام وشعوره بالخطر وتهددون وتوعدون بالجهاد وتعربون عن الاستعداد لقتال أصحاب الحق .. إننا نؤمن بأنكم لو كنتم مع الله وحكمتم كتابه وسنة رسوله لما وصل الحال بالبلاد إلى ما نحن عليه فاتقوا الله سبحانه وتعالى وإلا فأذنوا بحرب من القوي العزيز الحكيم وانه (فعال لما يريد).