انتقد زعيم جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية بالجزائر، عبد الفتاح حمداش، أمس، موقف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرية، عبد الرزاق قسوم، الرافض لموقف علماء السنّة في مؤتمر القاهرة بقيادة يوسف القرضاوي الداعي إلى محاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومن شأن هذا السجال أن يحرج الحكومة الجزائرية بقيادة عبد المالك سلال، حيث يعيد الجدل إلى الساحة حول الثورة السورية، وهو جدل حاولت سلطات الجزائر إخماده بكل الوسائل لإخفاء الموقف السلبي الرسمي من الثورات العربية. ويقول مراقبون إن حكومة سلال تخشى أن تتحول المساندة الرسمية الجزائرية للدكتاتوريات العربية إلى قادح لثورة داخل الجزائر نفسها، حيث أن غالبية الشعب الجزائري مع الثورات. والسلطات طرف في هذا السجال، وإن بشكل غير مباشر باعتبار جمعية العلماء المسلمين أصبحت بمثابة هيكل تابع للحكومة، بعد أن كانت تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي على يد ثلة من كبار العلماء لمواجهة الاستعمار الفرنسي والحفاظ على الهوية الوطنية. وفي زمن الاستقلال جرى صراع عنيف حول الجمعية انتهى بترويضها وإدخالها في خدمة الحكومة. أما جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية، فهيكل أصولي قيد التأسيس، ويتوقع أن يكون صراعه حادا مع الحكومة التي التي لا تسمح بوجود هياكل مغردة خارج سربها. وقال حمداش في رسالة وجهها إلى قسوم، “إن الحرب في سوريا ليست بين القرضاوي والأسد، وإنما هي حرب أعلنها النظام النصيري الكافر ضد الشعب الأعزل وأشرك معه إيران الصفوية الفارسية ومليشيات لبنان الإجرامية وعصابات القتل العراقية المجوسية لينفذوا جميعا مشروع الهلال الشيعي داخل بلدان العالم الإسلامي”. يشار إلى أن قسوم الذي انتخب أخيرا رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين رفض قرارات مؤتمر “موقف علماء الأمة من القضية السورية” الذي دعا في ختام أعماله بالقاهرة، بحضور عالم الدين المصري العامل لحساب دولة قطر، يوسف القرضاوي، إلى “وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح”، معتبرين أن “تدخل حزب الله وإيران وروسيا والصين في ما يجري في سوريا واستماتتهم في الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إعلان حرب على الإسلام والمسلمين”. ودعا حمداش، في رسالته، قسوم إلى “نصرة الشعب السوري ومساندته ضد عصابات الذبح ومليشيات القتل وجيوش الدمار والتخريب وعناصر الشبيحة السفاحة”. واستغرب موقف قسوم من موقف علماء السنّة من الحرب في سوريا، وقال إن الموقف “ليبعث على العجب، إذ المعروف عن جمعية علماء المسلمين الجزائريين التاريخية الأصيلة التي كان يقودها العلامة الرباني ابن باديس رائد النهضة العلمية والإصلاحية الجزائرية، عدم مداهنتها للطواغيت أو مساندتها للمجرمين أو معاضدتها للمفسدين أو تسترها عن الدكتاتوريين، لأن الجمعية بكل صراحة ووضوح لا تقف في صف المتجبرين الظالمين”. ووصف حمداش نظام الرئيس السوري بشار الأسد ب”النظام المجرم بكل المقاييس البشرية والمواثيق الشرعية المتفق عليها بالشرع والعقل والعرف بين بني الإنسان العقلاء والمثقفين”. وقال إن “المعركة يا أستاذ قسوم ليست بين القرضاوي والطاغوت الأسد السفاح، وإنما هي بين شعب يريد مستحقاته الشرعية وحقوقه المدنية ليعيش بكرامة على أرض أجداده، وبين أخطبوط نصيري علوي شيعي مجوسي فارسي صفوي إيراني وأجنحته الإجرامية العراقية واللبنانية والحوثية والإيرانية”.العرب اون لاين