- الاقتصادية/ ريام محمد مخشف - أعلنت وزارة الصناعة والتجارة اليمنية عن نجاح تصنيع أول مجفف شمسي محلي للعنب الأسود والأبيض، والذي نفذته بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ( اليونيدو) وشركة ألمانية متخصصة، في مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء. وقال الدكتور عبد الغني حميد مدير عام العلاقات الاقتصادية الدولية في وزارة الصناعة والتجارة: إن اليمن نجح في إعادة تصنيع تكنولوجيا ألمانية حديثة تضاعف كميات إنتاجه من العنب وجودة تحويله إلى زبيب في زمن تجفيف أقل، ومن دون مشقة الجهد المبذول في طرق التجفيف التقليدية التي تضطر المزارع إلى استنفار جهد أفراد عائلته في حماية العنب من الطلعات الجوية للطيور، أو حتى من الظواهر الطبيعية كالأمطار والرياح وغيرها ". والتقنية الألمانية التي نجحت اليمن بها في محصول العنب هي عبارة عن مجفف حديث متعدد الأغراض، يتسع لنصف طن من المحاصيل والأسماك، ويعمل بالطاقة الشمسية ويمكن تشغيله ليلاً بالتيار الكهربائي، وتم تركيبه في حزيران (يونيو) الماضي في مديرية " بني حشيش "، إحدى أشهر مواطن زراعة العنب اليمني بأصنافه الرئيسية: البياض، الجبري، الرازقي، الأسود والعاصمي، وأثبتت تجارب اختبارها نتائج إيجابية جداً، شجعت على التفكير جدياً في إمكانية تصنيعها محلياً نظراً لتكلفتها المتجاوزة إمكانات المزارعين. وجاء اتجاه اليمن لتجفيف العنب بعد أن ظهرت بوادر انقراض زراعة أشجار العنب فعلا في قيعان ومناطق زراعية في عدد من قرى البلاد. وكشف تقرير رسمي للجهاز المركزي للإحصاء الحكومي عن تراجع في إنتاج العنب في اليمن إلى83.1 ألف طن عام 2005م مقارنة ب 130.7 ألف طن عام 2001م، كما تراجعت المساحة المزروعة إلى 9.6 ألف هكتار من 18.4 ألف هكتار في عام 2001م، وذلك لصالح نبات القات الذي يتعاطاه اليمنيون بكثرة ويدر بعوائد مادية كبيرة للمزارعين. وأشار الدكتور عبد الغني حميد المنسق الوطني لمشروع دعم البناء المؤسسي الصناعي إلى أن نتائج التجربة تمثلت في اختصار فترة التجفيف من 60 يوماً للعنب الأسود إلى ستة أيام، ومن 45 يوماً للعنب الأبيض إلى ثلاثة أيام، ومن 15 يوماً للبصل والطماطم والتفاح وعنب الفلفل (العَنْب) والمانجو والأسماك إلى يوم واحد فقط ؛ مع مضاعفة كمية المنتجات المجففة، ومن دون مشقة استخدام طرق التجفيف التقليدية. وأوضح أن استخدام المجفف الشمسي حقق جودة إنتاج أعلى، لوناً ومذاقاً وقيمة غذائية، مقارنة بجودة المواد المجففة بالطرق التقليدية التي تكون غالباً عُرضة للأتربة وتطفل الحشرات، ويفتقد تجفيفها مقدرة التحكم في مسألة الرطوبة والمياه في المواد، وغيرهما مما يقلل جودتها، ورأى أن " تعميم هذه التكنولوجيا محلياً سيعزز مقدرة منتجات المزارعين وصيادي الأسماك المجففة للمنافسة بقوة في الأسواق العربية والعالمية. ولم يكن تعميم المجفف الألماني محلياً ممكناً قياساً بتكلفته التي تبلغ نحو أربعة ملايين ريال (20 ألف دولار)، وهو ما دعا 19 فنياً من كلية الهندسة في جامعة صنعاء والمعاهد التقنية حازوا تدريب خبراء منظمة اليونيدو ب، لمحاولة صنع نسخة محلية من المجفف الألماني بالمواصفات نفسها. وبحسب المسؤول اليمني فإن الكوادر المحلية استطاعت في النهاية وبمواد محلية صنع نسخة محلية مطابقة للمجفف الألماني وبتكلفة تصنيع تصل إلى النصف تقريبا. وحتى الآن تم تركيب جهازي التجفيف الألماني والمحلي في اثنين من أشهر مواطن زراعة العنب، وتأجيرهما لجمعيتين زراعيتين مقابل 20 ألف ريال (100 دولار) شهرياً ولمدة خمس سنوات، تنتقل بعدها ملكية الجهازين للجمعيتين": . وطبقا لبيانات صادرة عن وزارة الزراعة والري فإن إنتاج اليمن من محصول العنب ارتفع من 107753 طنا عام 2005م إلى 117580 طنا عام 2006م، فيما بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالمحصول خلال الفترة نفسها 12542 هكتارا مقارنة ب 12424 هكتارا عام 2005م. وتستورد المملكة العربية السعودية 1376 طناً تشكل نحو 99 في المائة من صادرات العنب اليمني عام 2005، بقيمة إجمالية بلغت 265 مليون ريال، مقابل ألفي طن في 2004. واحتلت محافظة صنعاء المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والمساحة فقد وصل إنتاجها من العنب في العام 2006م إلى أكثر من 84.136 ألف طن وقدرت المساحة المزروعة فيها بنحو 9600 ألف هكتار. ويعد العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة, حيث يسهم في خفض ضغط الدم, وتحتوي قشرة العنب على نسبة كبيرة من (فيتامين ب), ويساعد على خفض الحموضة حيث يحوي أكثر من 4.3 في المائة من الألياف. وتشتهر اليمن بزراعة أجود أنواع العنب منها ( البياض, الرازقي, الجبري, الزيتون, العاصمي, الأحمر, والعرقي, وأنواع أخرى). ويتمتع العنب اليمني بمذاق رائع وفريد، ويحظى باهتمام واسع، وقبول كبير لدى المستهلك في الأسواق العربية والأجنبية التي يصدر إليها.