توافدت خلال الأيام الأربعة الماضية على مكاتب حجز الطيران ومكتب الأممالمتحدةبصنعاء أعداد من العراقيين من أبناء المذهب الشيعي للحجز لديها على متن الطائرات المجانية المخصصة لنقل العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلدهم، بعد ازدياد المضايقات التي تعرضوا لها، على خلفية حملات إعلامية تكفيرية منظمة يجري الترويج لها بطرق مختلفة- بما في ذلك عبر صحف ومواقع إخبارية تابعة للسلطة. وأكد عراقيون مقيمون في صنعاء: أن الكثير من أبناء المذهب الشيعي تعرضوا لمضايقات في مقرات العمل من قبل زملائهم اليمنيين، وتسببت المشاجرات بطرد بعضهم، جراء تصعيد حملات التكفير للشيعة في أعقاب إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وإطلاق لفظ "الروافض" و"الصفويين" عليهم كلما مرّ ذكرهم، منوهين إلى أن الخطاب التكفيري وصل إلى الباصات والأماكن العامة، وحتى مدارس الأطفال. ووصف عراقيون تحدثوا ل "نبأ نيوز" الحملة التي تطولهم بأنها "تعبئة منظمة وممولة من قوى سياسية معينة تعرفها الدولة"، مشيرين إلى أنها بدأت قبل إعدام صدام بأكثر من شهر، وأن "حتى المعلمين في اغلب المدارس الحكومية والخاصة كانوا يحرصون على ترويجها في كل حصة من حصص التربية الإسلامية"، وأن أبنائهم"يخافون" الإفصاح عن مذهبهم لئلا يطولهم العقاب. الدكتورة (سلوى ع. أ.) – بجامعة صنعاء- أخبرت"نبأ نيوز" بأنها تعرضت لاعتداء من قبل عراقيات من زوجات "بعثيين معروفين" على خلفية مذهبها الديني إلاّ أنها لم تلجأ إلى الأجهزة الأمنية، مبررة "لأنني خفت يعرفوا أنني شيعية"، ظناً منها بأن الأجهزة الأمنية ربما تكون تأثرت بالحملة التكفيرية. واستغربت الدكتورة سلوى أن صحف ومواقع الكترونية تابعة لجهات رسمية "تركت أخبار اليمن وتفرغت لنقل الأخبار التي تثير النقمة على الشيعة"، وأشارت إلى أن بعضها "تفننت في نشر مقالات متطرفة لكتاب عراقيين وعرب تكفر الشيعة، وتكرس الفتنة المذهبية"، وأنها "تنتقي كل شيء" لتظهر الشيعة كمجرمين وقتلة وكفار. وأكدت: أن الكثير من الأسر العراقية الشيعية المقيمة في اليمن "محبوسة" داخل بيوتها، وتخاف الاختلاط بالمجتمع، وهي تفضل الآن مغادرة اليمن لكن الكثير منهم أما مرتبطين بعقود عمل لا تسمح لهم بالفسخ، أو أن أبنائهم طلاب في المدارس والجامعات وينتظرون إكمال العام الدراسي. وناشدت الدكتورة سلوى، وآخرون الرئيس علي عبد الله صالح بالتدخل ومنع وسائل الإعلام – خاصة التابعة للجهات الرسمية- من ترويج الأخبار والمقالات الاستفزازية لمشاعر المسلمين، والتي تؤجج الفتنة المذهبية، مؤكدين أن أغلب العراقيين الموجودين الآن يعيشون منذ سنوات طويلة في اليمن ولقد حضيوا مع أسرهم بكل الاحترام والتقدير من قبل الجهات الرسمية، وأبناء الشعب اليمني.. وهم اليوم يتعرضون لاحتلال ومؤامرات داخل بلدهم، وبأمس الحاجة لينعموا بالأمن والسلام لدى أشقائهم بعيداً عن المجازر التي ترتكب داخل العراق. وأعربوا عن ثقتهم بحكمة القيادة اليمنية، وتفهمها لما حدث، ولخطورة "تصدير الفتنة" إلى الساحة اليمنية. هذا وكانت وسائل إعلام محلية شنت الأسبوع الجاري حملة تكفير على إعلاميين عراقيين مقيمين في اليمن - ذكرتهم بالاسم – على خلفية انتمائهم المذهبي، ووصفتهم بالعملاء والصفويين واتهمتهم بالعمالة لإيران والولايات المتحدة. إحصائيات عن الهجرة العراقية الى اليمن ... انقر هنا ...