البحسني يتهم العليميين بالتآمر على حضرموت ويهدد باتخاذ قرارات أحادية    المنتخبات المتأهلة إلى الملحق العالمي بتصفيات مونديال 2026    اتفاق المريخ هو الحل    الفصائل الفلسطينية ترفض الوصاية الأجنبية وتدعو الأمة ل صدّ القرار الأمريكي    مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة    الكونغو الديمقراطية تصطاد نسور نيجيريا وتبلغ الملحق العالمي    اعتماد البطائق الشخصية المنتهية حتى 14 ديسمبر    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    رئيس النمسا يفضح أكاذيب حكومة اليمن حول تكاليف قمة المناخ    صنعت الإمارات من عدن 2015 والمكلا 2016 سردية للتاريخ    حذرت كل الأطراف الدولية والإقليمية من اتخاذ القرار ذريعة للإضرار بمصالح الجمهورية اليمنية..    الرئيس المشاط يُعزي الرئيس العراقي في وفاة شقيقه    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    ايران: لا يوجد تخصيب لليورانيوم في الوقت الحالي    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    هزتان أرضيتان جنوب وغرب محافظة تعز    الكاتب والباحث والصحفي القدير الأستاذ علي سالم اليزيدي    بعد فشل المواجهات العسكرية أمام صمود اليمنيين.. الأجهزة الأمنية تطيح بأخطر المخططات التجسسية الأمريكية الإسرائيلية السعودية    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    خلال وقفات شعبية وجماهيرية .. أبناء اليمن يؤكدون: مساعي العدوان للنيل من الجبهة الداخلية باتت مكشوفة ومصيرها الفشل    النرويج تتأهل إلى المونديال    "الصراري" شموخ تنهشه الذئاب..!    مرض الفشل الكلوي (28)    أمن مأرب يعرض اعترافات خلايا حوثية ويكشف عملية نوعية جلبت مطلوبًا من قلب صنعاء    صلاح ينافس حكيمي وأوسيمين على جائزة الأفضل في افريقيا    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    البحسني يهدد باتخاذ قرارات أحادية لتطبيع الأوضاع في حضرموت ويتهم العليمي باستهداف المحافظة    طائرة البرق بتريم تتجاوز تاربة ينعش آماله في المنافسة في البطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الشعيب وحالمين تطلقان حملة مجتمعية لتمويل طريق الشهيد الأنعمي    البرتغال إلى نهائيات «المونديال» للمرة السابعة توالياً باكتساحها أرمينيا    حكومة بريك تسجل 140 مشاركًا في مؤتمر البرازيل بينما الموظفون بلا رواتب    ضبط شحنة أدوية مهربة في نقطة مصنع الحديد غرب العاصمة عدن    رئيس تنفيذية انتقالي لحج يطلع على جهود مكتب الزراعة والري بالمحافظة    بلا رونالدو.. البرتغال "مبهرة" تنتصر 9-1 وتصل للمونديال    حضرموت.. حكم قضائي يمنح المعلمين زيادة في الحوافز ويحميهم من الفصل التعسفي    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    "العسل المجنون" في تركيا..هل لديه القدرة فعلًا على إسقاط جيش كامل؟    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    بدء صرف راتب أغسطس لموظفي التربية والتعليم بتعز عبر بنك الكريمي    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    أفاعي الجمهورية    سفيرٌ يمنيٌّ وطنه الحقيقي بطاقة حزبه.. تحويل السفارة من ممثل للدولة إلى مكتبٍ حزبي    مريم وفطوم.. تسيطران على الطريق البحري في عدن (صور)    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    في رحلة البحث عن المياه.. وفاة طفل غرقا في إب    بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر    انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال بن عمر: أحث مؤتمر الحوار على التواصل مع الحراك غير المشارك (حوار)
نشر في نشوان نيوز يوم 23 - 05 - 2013

عشرون زيارة قام بها إلى صنعاء السفير جمال بن عمر مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص ومبعوثه إلى اليمن على مدار نحو 25 شهرا إعتبارا من أبريل 2011 بمعدل زيارة كل نحو خمسة أسابيع ، يتحدث في هذا الحوار الذي نشرته صحيفة 26 سبتمبر عن قضايا مختلفة في المرحلة الانتقالية والحوار..

وفيما يلي نشوان نيوز ينشر نص الحوار:
ما هي طبيعة زيارتكم الحالية ونتيجة اللقاءات التي جرت فيها مع الأطراف السياسية؟
هذه زيارتي العشرين إلى اليمن في إطار المهمة التي أقوم بها الآن تطبيقاً لقراري مجلس الأمن الدولي، الذي طلب من الأمين العام أن يتابع هذه المهمة ضمن ما يعرف في الأمم المتحدة بالمساعي الحميدة. ومجلس الأمن يهتم بشكل كبير باليمن ويجتمع كل60 يوما لتقييم الوضع هناك ودراسة الخطوات الأخرى التي يجب أن يتخذها. المجتمع الدولي يساند عملية التغيير السلمي في اليمن ويريد إنجاح هذه التجربة.. اليمنيون يقدمون الآن تجربة فريدة من نوعها لنقل السلطة عبر عملية تفاوضية وعبر خارطة طريق متفق عليها ، ويريدون الآن إعادة كتابة قواعد اللعبة السياسية عبر حوار شامل تشارك فيه كل القوى السياسية والأطراف لأول مرة، ومن بينها الشباب والمرأة والحوثيين والحراك وغيرهم .
ومتى تقدمون تقريركم المقبل إلى مجلس الأمن؟
سوف أقدم إلى مجلس الأمن خلال شهر يونيو القادم تقريرا مفصلا يتضمن تقييما لما وصلت إليه العملية السياسية ونتائج زيارتي إلى اليمن ومستجدات الحوار الوطني.
ما مدى إمتثال الأطراف السياسية عموما في تطبيق قرارات مجلس الأمن؟
مجلس الأمن دعا منذ البداية إلى تسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية ، وكان هذا القرار بالإجماع على عكس حالات أخرى لم يتوفر لها ذلك. ولايزال هناك إجماع راسخ في مجلس الأمن على ضرورة دعم العملية السياسية في اليمن، وبعد دعوته إلى التسوية السياسية أصدرقرارا آخر يدعم عملية الإنتقال السلمي للسلطة وحدد المهام المطروحة وهي عقد مؤتمر الحوار الوطني وقضية إعادة هيكلة الجيش والأمن ، و إصدار قانون العدالة الإنتقالية وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة. وهو لا يزال يتابع الوضع في اليمن عن كثب ويؤكد على ضرورة تطبيق كل ما إتفق عليه في إتفاق نقل السلطة الموقع في شهر نوفمبر 2011 في الرياض.
في تقاريركم السابقة حددتم معيقي التسوية بالإسم هل ما يزال هناك إعاقات للتسوية؟
البيان الرئاسي لمجلس الأمن هو من حدد الأسماء ، حيث إتفق أعضاء مجلس الأمن على تسمية الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه السابق علي سالم البيض. وهذا صدر في بيان رئاسي لمجلس الأمن، لكن المجلس قبل هذا أصدر القرار2051 لأنه إعتبر أن هناك عراقيل تهدد العملية السياسية وأعمالا تهدف إلى تقويض هذه العملية. وفي هذا السياق هدد بعقوبات ضد كل من يهدد العملية السياسية وأشار إلى البند 41 من ميثاق الأمم المتحدة. مجلس الأمن يريد إنجاح التجربة اليمنية، ولهذا يحذر كل من يريد إفشالها.
ما هي نتائج اللقاءات مع الأطراف السياسية .. هل أنتم مرتاحون إلى تنفيذهم للتعهدات؟
تقييمي أن العملية السياسية في اليمن تقدمت بشكل كبير. يجب ألا ننسى أنه قبل سنة كان هناك نزاع مسلح وكان اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية. كان يمكن للسيناريو السوري الرهيب أن يحصل في اليمن، لكن في نهاية المطاف نجحت جهود دول مجلس التعاون الخليجي في ظل إجماع دولي. ويعود الفضل في الدرجة الاولى إلى شجاعة القيادات السياسية وحكمتها، فهي قررت أن تدخل في عملية تفاوضية هدفها الخروج بتسوية سياسية وهذا ما حصل.كما يعود الفضل إلى اليمنيين وأولهم الشباب الذين خرجوا إلى الساحات بشكل سلمي وتشبثوا بسلمية التغيير. القيادات السياسية إتفقت على مخرج سياسي وعلى خارطة طريق واضحة ونحن الآن في منتصف الطريق من حيث الجدول الزمني، لكن من حيث المهام يقف اليمنيون الآن عند أهم المهام واكثرها تعقيدا، وعلى رأسها إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وصياغة دستور جديد.
ونحن في شهر تحقيق الوحدة اليمنية ما هي رؤية الأمم المتحدة لقضية مستقبل الوحدة اليمنية في ضوء قرارات مجلس الأمن وأدبيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟
الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية تعرضت للقضية الجنوبية وطرحت أن الإطار الملائم لحلها بشكل عادل هو مؤتمر الحوار الوطني. ولهذا أهم المواضيع المطروحة هي القضية الجنوبية وهناك عمل جاد من أجل الدفع بجميع الأطراف للمشاركة في الحوار للخروج بمخرجات توافقية حول هذا الموضوع.
لكن قرارات مجلس الأمن ومبادرة الخليج تتحدث عن معالجة القضايا في إطار الوحدة؟
قرارامجلس الأمن في ديباجتيهما اشارا إلى وحدة اليمن وسيادة أراضيه. لكنه أكد على ضرورةالحوار الوطني لحل جميع القضايا المستعصية ومن أهمها القضية الجنوبية، وحث على إشراك جميع المكونات في هذا الحوار بما فيها الشباب والمرأة. والآلية التي تم الإتفاق عليها هي العمل ضمن فريق القضية الجنوبية، الذي تمثل فيه جميع المكونات. ولقد بذلنا ونبذل جهودا لإقناع جميع الأطراف بالمشاركة في الحوار من أجل الوصول إلى حل عادل وتوافقي .
والخيارات المطروحة مثل الفيدرالية والدولة الإتحادية .. كيف تراها الأمم المتحدة?
هذا الأمر يقرره المتحاورون أنفسهم. فالأمم المتحدة ليست لديها وصفة جاهزة وإنما تساعد اليمنيين على دراسة جميع الخيارات وانعكاساتها السلبية والايجابية والاستفادة من تجارب اخرى. وموقف الأمم المتحدة أن هناك إجماعا في اليمن على قضية محورية هي القضية الجنوبية، وجميع السياسيين والفرقاء متفقون على ذلك وعلى ضرورة حلها بشكل عادل. كما يوجد إجماع بين جميع الفرقاء السياسيين في اليمن على أن هذا الحل يجب أن يكون حلا سلميا، وفي إطار عملية تفاوضية وفي اطار الحوار الوطني.
كيف تقيمون مسار التسوية السياسية في المرحلة الإنتقالية وماذا تحقق؟
أولا تم نقل السلطة بشكل سلمي ولم يدخل اليمن في حرب أهلية ، وتم الوصول إلى إتفاق للتسوية. اليمن ثاني بلد من حيث إمتلاك الأفراد السلاح في العالم بعد الولايات المتحدة، ومع ذلك نجح الجميع في تغليب العقل والحكمة والنزوع نحو السلام والحوار. وبلوغ هذه المرحلة من العملية السياسية في غضون أشهر هو إنجاز بحد ذاته.
ما هي الخطط المتبقية والواجب تنفيذها وفقا للمبادرة الخليجية وجدول الحوار الوطني خلال الشهور القادمة؟
يجب البناء على ما أنجزه مؤتمر الحوار حتى اليوم نتيجة التفاعل الإيجابي للمؤتمرين.ومن الضروري مواصلة الجهود لتجاوز العراقيل وتشكيل لجنة التوفيق والإسراع في التحضير للجلسة العامة الثانية في يونيو. وفي الوقت الذي نثني على بلوغ العملية السياسية هذه المرحلة المتقدمة بسلاسة، لتثبت مجدداً أن اليمن يقدم نموذجاً مميزاً للنقل السلمي للسلطة وتجربة فريدة لحوار حقيقي وبناء ، فإن من المهم التأكيد على ضرورة تسريع وتيرة العمل وتكثيف الجهود لتحقيق مخرجات فعلية وواضحة وقابلة للتنفيذ تصب في عملية صوغ الدستور تمهيداً لإجراء انتخابات عامة.
لقد بحثت مع رئاسة المؤتمر والأمانة العامة ورؤساء الفرق ضرورة التفكير من الآن في وضع تصورات لكيفية تشكيل لجنة صياغة الدستور والشروط والمعايير التي يجب أن تتوافر في أعضائها، وطبيعة المهام التي ستوكل إليها . وأعتقد أنه حان الوقت للتفكير في الإطار والشكل الذي سيحوي مخرجات كل فريق.
ما رأيكم فيما يطرح عن توجه لتمديد المرحلة الإنتقالية سنة وبالتالي التمديد للرئيس عبدربه منصور هادي؟
التسوية السياسية تسير وفقا للبرنامج الزمني المحدد لها. ففي المرحلة الأولى وكانت مدتها ثلاثة أشهر جرت الانتخابات الرئاسية، ونحن حاليا في المرحلة الثانية التي تتضمن مهاما وتحديات كبيرة من ضمنها انجاح مؤتمر الحوار الوطني وصياغة الدستور وصولا الى تنظيم انتخابات عامة في 2014 .
وكيف تنظرون إلى هيكلة الجيش والأمن والقرارات التي اتخذت والخطوات التي تمت في هذا السياق؟
هذه العملية تتم على مراحل منتظمة وحظيت بتأييد شعبي ودعم سياسي منقطع النظير.وقد اعتبرناها خطوة في الاتجاه الصحيح لاستكمال إعادة هيكلة القوات المسلحة وتوحيدها. وهي تنسجم مع اتفاق نقل السلطة وقراري مجلس الأمن، وتأتي في إطار خطوات شجاعة اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي لتعزيز مناخ الحوار الوطني. لقد لمست ارتياحاً شعبياً ودعماً دولياً قوياً لهذه القرارات التي تصب في مصلحة تعزيز أمن اليمن واستقراره .
الواقع اليمني حاليا مثقل بالعديد من التحديات ومنها الإضطرابات الأمنية وعمليات القاعدة والإرهاب وتخريب خطوط الكهرباء والنفط مما يؤثر على أداء حكومة الوفاق الوطني وعلى الحوار نفسه .. ما تعليقكم؟
نعم هناك العديد من التحديات والمصاعب وأقوى رد عليها هو تكاتف الجميع لإنجاح الحوار الوطني. ولا شك أن الكثير من الأحداث الأمنية وخاصة الإغتيالات واستهداف ابراج الكهرباء وانابيب النفط تؤثر على الإستقرار وتضعف المردود الإقتصادي وامكانية جذب الإستثمارات، ولكن للإنصاف يجب أن نؤكد أن حكومة الوفاق الوطني نجحت في تحقيق عدد من المنجزات بالنظر إلى حجم الصعوبات والإمكانيات المحدودة التي تمتلكها، ونأمل أن يساهم المجتمع اليمني كله في تعزيز أجواء الأمن والإستقرار والتصدي للإرهاب وتفويت الفرصة على كل من يستهدف مقدراته .
شهران مرا تقريبا على بدء الحوار .. ماذا تحقق؟
نحن متفائلون بالخطوات التي أنجزت في مؤتمر الحوار خلال الفترة المنصرمة ولا ننسى أن التحضير إستغرق نحو 6 أشهر وتم تشكيل الفرق التي باشرت مناقشة مختلف القضايا الرئيسية. ونؤكد على استمرار دعم الأمم المتحدة لعملية التسوية السياسية في اليمن بما فيها مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد من أهم محطات تلك العملية.
وقد لاحظنا أن هناك شفافية ووضوحا وتقدما ملموسا على صعيد عمل الفرق رغم كل الصعوبات والعراقيل . ونشيد بالروح البناءة والحرص من أعضاء فرق العمل. ولاشك أن الخبرات والكفاءات الموجودة ضمن الفرق تساعد على الخروج برؤى تساهم في وضع مبادئ أساسية لوضع عقد اجتماعي جديد، ويمن جديد يحقق طموحات اليمنيين. لكننا ندعو إلى تسريع وتيرة العمل والتنبه إلى ضيق الوقت وقرب انعقاد الجلسة العامة الثانية، واستشعار أهمية بعض القضايا، والقيام بخطوات سريعة لحل المشاكل العالقة والحقوقية.
ما مدى تأثير إنسحابات بعض القيادات الجنوبية في الحوار على مساره وما يتردد عن تهديدات الحوثيين بالإنسحاب نتيجة إحتقانهم من قضايا محددة؟
أنصار الله او الحوثيون مستمرون في الحوار ويشاركون بفعالية في كل فريق ويقدمون رؤاهم في مختلف القضايا ، والحراك الجنوبي مشارك أيضا في أعمال المؤتمر رغم غياب البعض، وهناك حماسة ورغبة في أن يتمكن الحوار من معالجة مختلف القضايا .
لماذا تأخرت معالجة القضايا العشرين التي رفعتها اللجنة التحضيرية .. هل مسألة إمكانيات مالية أم الوقت أم الظروف السياسية؟
نحن نؤكد أن اليمنيين يجمعون على أهمية التسريع بتنفيذ هذه النقاط التي رفعتها اللجنة الفنية التحضيرية قبل إنطلاق الحوار . ونرى أن هناك جهدا يجري في اللجان المتعلقة بمعالجة قضايا الأراضي والمسرحين من وظائفهم في الجنوب، ونأمل أن يتم العمل بالشكل المناسب الذي يساعد في إتمام المهمة بأكمل وجه. فالجنوب تعرض دون شك لمظالم كثيرة ويجب العمل على معالجة الإنتهاكات وجبر الضرر وهذا يساعد على نجاح أعمال الحوار الوطني ويدفعه إلى الأمام .
ما نتيجة جهودكم مع القيادات الجنوبية في الخارج للإنضمام إلى مائدة الحوار أو توحيد مواقفها .. هل هناك لقاءات قريبا في القاهرة أو دبي؟
أنا على تواصل دائم مع كل الأطراف المعنية في الداخل والخارج وخاصة من قيادات الحراك الجنوبي السلمي. وسنواصل الإتصالات بما يخدم مصالح اليمن ويدفع إلى إسهام الجميع في صناعة مستقبل بلدهم . وقد أكدنا مرارا أن مؤتمر الحوار الوطني هو الوسيلة الوحيدة لكل اليمنيين للوصول إلى النتائج المرضية ولا توجد أية وسيلة أخرى. وتوافقت القيادات الجنوبية بعد سلسلة اجتماعات اخرها في دبي على مبدأ الحوار كوسيلة وحيدة لحل القضية الجنوبية. وقد رأينا في افتتاح الحوار الوطني كيف أن قيادات الحراك تحدثت عن إستعادة الدولة وكان هناك تصفيق في القاعة من مؤيديهم ، لكن الشكل الحضاري الأهم كان في رد فعل بقية الحاضرين والذين ربما لا يتفقون مع هذا الطرح لكنهم تعاملوا مع ذلك بشكل راق. وهنا أريد ان أحث مؤتمر الحوار على الوفاء بتعهده التواصل مع الحراك غير المشارك في أعماله، كما احث هؤلاء على المشاركة، خصوصا ان الرئيس هادي اكد مرارا ان الباب سيبقى مفتوحا لمشاركة الجميع.
إجتمعتم بالشباب في مؤتمر الحوار في نقاش مفتوح .. ما هو الإنطباع الذي خرجتم به والدور المنوط بهم في عملية التحول السياسي والديمقراطي؟
الشباب اليمني هم باكورة وقاطرة التغيير وهم أول من خرج بشكل سلمي إلى الشوارع ، ولولاهم لما وصلنا الى هذه المرحلة. وهم لديهم طاقات كامنة ويريدون إقامة دولة حديثة خالية من الفساد ويسودها العدل والمساواة . ويريدون إشراك زملائهم من خارج الحوار الوطني في وضع التصورات والمساهمة في صياغة مستقبل اليمن . أهم ملمح إيجابي في مؤتمر الحوار هو أنه لا يتوقف على مجموعة من المتحاورين في قاعات مغلقة، لكنه حوار مجتمعي واسع بين كل الأطياف ينتقل إلى الشارع ويستمع منه ويستمد منه حيويته. وهناك جولات ميدانية لفرق الحوار هدفها التفاعل مع هموم وتطلعات الناس بما يخلق وعيا وإجماعا على القضايا والقرارات التي يتعين إتخاذها . وخلال النقاش المفتوح الذي عقدته بعنوان "الشباب والحوار الوطني: التحديات والتطلعات"، سعدت جداً بالاستماع إلى مجموعة من الشابات والشباب، معظمهم من غير المشاركين في مؤتمر الحوار، إضافة إلى ناشطين في المجتمع المدني وأكاديميين. ولفتني وعي المشاركات والمشاركين بطبيعة التحديات التي يواجهها اليمن خلال المرحلة الانتقالية، وكذلك إصرارهم على التحاور بهدوء والتعاون لحل قضاياهم وتطلعهم إلى بناء يمن أفضل ، وأتطلع إلى عقد مزيد من النقاشات المماثلة قريباً.
رغم دعوات التوافق إلا أن الإعلام اليمني ما يزال يعيش حالة إحتراب عنيفة وتحركه مراكز القوى السياسية وفقا لمصالحها .. كيف تقيمون دور الإعلام والمبادرات المفترضة فيه؟
هناك إهتمام بدور الإعلام في تعزيز التوافق. وحاولنا أن نرتب لقاءات ودورات لشرح دور الإعلام في إنجاح الحوار الوطني ولدينا ترتيبات لعقد إجتماعات أخرى. ولكننا نلاحظ للأسف الشديد أن الحرب الإعلامية لا تزال محتدمة رغم جلوس الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار. ويؤسفني جداً دور بعض وسائل الإعلام اليمنية السلبي والتحريضي الذي يروج للشائعات ويفبرك الأخبار مما يبعده تماماً عن المهنية. ونجدد الدعوة إلى كل الصحافيين ووسائل الإعلام إلى الإلتزام بالمصداقية وتحري الدقة في التعاطي مع التطورات السياسية تجنبا للبلبلة وحرصا على خلق أجواء إيجابية تدعم الحوار الوطني ومخرجاته.
وما هو دور الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في ما تبقى من العملية الإنتقالية وما بعدها؟
حرصت الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة على الإسهام في دعم اليمن والتفاعل مع مختلف القضايا سواء الإنسانية أو التنموية أو الفنية أو السياسية . ويتواجد حاليا في اليمن نحو 750 موظفاً يتبعون برامج في الأمم المتحدة يسهمون في مختلف المجالات في دعم اليمن وتقديم المشورة والنصح والتعاون الفني لتنفيذ متطلبات المرحلة الإنتقالية. كما ساهمت الأمم المتحدة بفاعلية في عقد مؤتمري الرياض ونيويورك للمانحين وأصدقاء اليمن ، الذين خرجوا بتعهدات مالية سخية نأمل أن يتم التسريع من الجانب اليمني ومن المانحين بصرفها للبدء في مشاريع التنمية والإنعاش الإقتصادي وإعادة البناء. وفي هذا السياق لابد من الإشادة بالدور الخليجي المتميز في دعم اليمن وخاصة من جانب السعودية التي قدمت تعهدات تزيد عن ثلاثة بلايين دولار منها بليون دولار وديعة في البنك المركزي، إضافة الى بليوني دولار قيمة مشتقات نفطية قدمتها إلى اليمن للتخفيف من أزمة المحروقات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.