انتقد الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك بشدة الرواية التي تروج لها أجهزة الإعلام الغربية والولاياتالمتحدة لتبرير الدوافع التي حدت بالجندي الأميركي لارتكاب جريمته التي راح ضحيتها 16 مدنيا أفغانيا من بينهم تسعة أطفال الأحد الماضي. وقال فيسك إن الرواية الغربية بأن الرقيب الأميركي (38 عاما) رجل «مخبول» كانت متوقعة، إذ ما إن عاد الجندي إلى قاعدته حتى أعلن «خبراء الدفاع والعاملون والعاملات بمراكز الدراسات أنه فاقد العقل». وأضاف بلهجة تنمّ عن سخرية واستخفاف بالرواية الغربية أن الجندي الأميركي «لم يكن من الإرهابيين الأشرار البغيضين والأغبياء، وهي النعوت التي كانت ستطلق بالطبع إذا كان مرتكب الجريمة أفغانيا وبخاصة طالبانياً، بل مجرد شخص أُصيب بالجنون». وأوضح في مقاله الأسبوعي بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية أمس السبت أن هذا هو نفس «الهراء» الذي استخدم لوصف الجنود الأميركيين «القتلة» الذين انتابتهم نزعة مسعورة للقتل في مدينة حديثة العراقية. إنها نفس العبارة التي استخدمت لوصف الجندي الإسرائيلي باروخ غولدشتاين الذي قتل 25 فلسطينيا بشكل وحشي في مدينة الخليل. وتهكم فيسك في رصده لتغطيات الصحف الغربية للحادثة بالأوصاف التي أطلقتها على الجندي. فالصحفيون نعتوه بأنه جندي «مخبول»، وذكرت صحيفة غارديان البريطانية أنه «ربما كان يعاني من انهيار عقلي». ووصفته فايننشال تايمز بأنه «جندي أميركي وغد». أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فوصفت تصرف الجندي بأنه كان في حالة «هيجان»، في حين علَّقت لو فيغارو الفرنسية بالقول «مما لا شك فيه أن المذبحة ارتكبت في لحظة جنون». ويتساءل فيسك تعليقا على ذلك قائلا «حقا؟ هل يفترض منا أن نصدق ذلك؟»، ويجيب هو نفسه «بالتأكيد إذا كان العريف مخبولا تماما كان سيقتل 16 من زملائه الأميركيين. كان سيذبح رفاقه ثم يشعل النار على جثثهم». لكنه لم يقتل أميركيين، واختار أن يقضي على أفغان. كان في الأمر خيار، فلماذا قتل أفغانا إذن؟ يستمر فيسك في إثارة الأسئلة حول الجريمة. الطائفية تهدد العراق قالت صحيفة واشنطن بوست إن توجه المحافظات السنية الرئيسية في العراق نحو النظام الاتحادي يثير شبح الانقسام الطائفي بين المناطق السنية والشيعية والكردية، وسط مخاوف من تأجيجها . وأشارت إلى أن مدينة تكريت -التي تعتبر عاصمة محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية- غدت بعد تسع سنوات من سقوط ابنها الرئيس الراحل صدام حسين، مكانا يعج بمشاعر السخط والإقصاء من قبل الحكومة المركزية التي تهيمن عليها الطائفة الشيعية. كما أن التوترات الطائفية تأججت -والكلام للصحيفة- في هذه المحافظة وأماكن أخرى في العراق بفعل الثورة التي تشهدها سوريا، لا سيما وأنها تحظى بدعم في أوساط السنة، في حين أن الحكومة العراقية تحاشت بحذر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وتلفت واشنطن بوست إلى أن الأحقاد تجاه الحكومة العراقية قد جاشت في محافظة صلاح الدين منذ فترة طويلة، ولكن سلسلة الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية والقوات الأمنية في الأشهر الأخيرة أعادت تلك الأحقاد إلى الواجهة، وهو ما يهدد التعايش الطائفي في العراق في وقت حرج بالنسبة للمنطقة ككل. ويقول سكان المحافظة والمناطق السنية القريبة إنهم مستهدفون من حيث الاعتقالات وإقالة العشرات ممن يتهمون بصلتهم بالنظام السابق نهاية العام الماضي. كما أن تمثيلهم السياسي في بغداد أخذ يضعف في ظل إقدام رئيس الحكومة نوري المالكي -الذي يقود الكتلة الشيعية- على تهميش كتلة العراقية التي صوت لها السنة في انتخابات 2010. ووسط تفاقم الانقسام الطائفي، دعا مسؤولون محليون العام الماضي إلى إجراء استفتاء على النظام الفدرالي لمحافظة صلاح الدين، الأمر الذي يمنح المحافظة سيطرة على ميزانيتها وأمنها، وهو ما طالبت به محافظة ديالى. وتنقل واشنطن بوست عن الشيخ محمد حسين الجبور -أحد وجهاء القبائل المحلية- شكواه من تعرض الآلاف للإقالة من العمل ومن تعامل القوات الأمنية مع السكان بطريقة مجحفة. ومن جانبه يقول أكاديمي من جامعة تكريت «الناس يعتقدون أنهم -إذا ما طبق النظام الاتحادي- سيحتفظون بأعمالهم ويشعرون بمزيد من الحرية، ويتخلصون من الاعتقالات ومن نفوذ الحكومة المركزية في محافظتهم». وتعليقا على المطالبة بتطبيق النظام الاتحادي، قال دبلوماسي غربي في بغداد -اشترط عدم الكشف عن اسمه- «إن أكثر ما يخشاه الجميع هو أن يروا البلاد مقسمة طائفيا». ويحذر الخبير في الشؤون العراقية ريدار فيسر من أن يؤدي الوضع في سوريا إلى مزيد من الاستقطاب الطائفي، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية أبدت تأييدها للمعارضة البحرينية، في حين نأت بنفسها عن المعارضة السورية. ويبدي المسؤولون العراقيون قلقهم بشأن ما سيحدث في سوريا إذا ما سقط الأسد وحلت محله قيادة سنية. فقد قال وزير الخارجية هوشيار زيباري «إذا جاء نظام إسلامي متطرف (في سوريا) يحاول أن يدعم المحافظات السنية المجاورة في العراق، فستكون هناك مواجهة طائفية». تفاصيل جديدة للهجوم على بانيتا وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن مترجما أفغانيا حاول بشاحنة مسرعة أن يدهس أكبر قائد أميركي ونائبه البريطاني بأفغانستان، أثناء استقبالهما لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بقاعدة عسكرية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن التفاصيل الأخيرة بشأن «العملية الانتحارية» تظهر أن بانتيا كان في خطر أكبر مما أقر به المسؤولون بادئ الأمر. وكان المسؤولون بالدفاع قللوا بداية من أهمية حادث الأربعاء بمعسكر باسشين بولاية هلمند جنوبي أفغانستان، ولم يكشفوا مباشرة عن تلك التفاصيل حتى الجمعة حين قالوا إن طائرة بانيتا قد حطت على المدرج قبل وقوع الحادث، رغم أنهم لم يكشفوا عن مدى قرب الطائرة من الشاحنة المسرعة. غير أن أحد المسؤولين أقر بأنه لو أن الهجوم تأخر خمس دقائق، لكان من المحتمل أن يكون بانيتا في مسار الشاحنة المسرعة بالمدرج. وأشار مسؤولون بالبنتاغون تحدثوا للمراسلين شرط عدم الكشف عن أسمائهم إلى أن المترجم الأفغاني كان يستهدف بشاحنته مجموعة تشمل اللواء تشارلز غورغانوس من مشاة البحرية -وهو أعلى قائد بهلمند- ونائبه العميد البريطاني ستيوارت سكيتس. يذكر أن هذا الهجوم يأتي بعد ثلاثة أيام من إقدام جندي أميركي على قتل 16 أفغانيا، بينهم تسعة أطفال بولاية قندهار بالجنوب، وهو ما أثار سخط الأفغان وأدى إلى تدهور العلاقات بين واشنطن وكابل. وقال المسؤولون إن المترجم -الذي توفي صباح الخميس متأثرا بحروق إثر اندلاع النيران- كان قد سرق الشاحنة قبل الهجوم بنصف ساعة من معسكر ليثرنيك، حيث أصيب جندي بريطاني بجروح أثناء عملية السرقة. فريد زكريا: ردع إيران أفضل خيار اعتبر مدير تحرير مجلة نيوزويك الأميركية فريد زكريا أن استخدام سياسة الردع مع إيران هو الخيار الأفضل، مستدلا على ذلك بأمثلة من التاريخ على رأسها العلاقات بين أميركا والاتحاد السوفياتي السابق، وسط تباين في استطلاعات الرأي الأميركية بشأن التعاطي مع الملف الإيراني. وقال -في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست- إن توجيه ضربات عسكرية ضد إيران ربما يرجئ برنامج إيران النووي سنوات، ولكنه في نفس الوقت يساعد الحكومة على نيل دعم محلي أكبر للمضي في هذا المسار. ويشير إلى أن سياسة الردع تعبير يصعب استيعابه لأنه يخالف البديهة، ولا سيما أنه يقوم على أن احتمال وقوع التدمير يفضي إلى السلام. ويستدل على ذلك بأن العلاقة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي كانت أكثر توترا بين أي منافسين آخرين، فكان الطرفان يعتقدان أن الآخر يريد تدمير حياته، ولكن هذا التنافس لم يفض إلى نشوب حرب، فارتدع كلاهما.