لماذا يلمح نتنياهو لانتخابات مبكرة؟ تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عن دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتلميحه بإجراء انتخابات مبكرة، وما يعني ذلك بالنسبة لإيران والولايات المتحدة. وتقول الصحيفة الأميركية إن إشارة نتنياهو بشأن تقديم الانتخابات من العام المقبل إلى هذا العام تهدف إلى الاستفادة من تقدمه في استطلاعات الرأي على المعارضة المفككة، وفق تعبيرها. وتنقل عن محللين قولهم إنه رغم أن سجل نتنياهو في دق ناقوس الخطر بشأن إيران النووية سيحتل مكانة بارزة في حملته الانتخابية لأنه يصب في صالحه باعتباره من الصقور الأمنيين، فإن الانتخابات المبكرة قد لا تدفع رئيس الوزراء إلى شن ضربة استباقية لإيران لأن ذلك قد يذكي حربا إقليمية تعرض شعبيته للخطر. ويقول أفيف بوشينسكي المستشار السابق لرئيس الحكومة إن نتنياهو يعلم بأنه يتمتع بشعبية عالية ومستقرة، وهذا الوقت مناسب بالنسبة له لإجراء انتخابات، فلماذا يجازف بشعبيته عبر الهجوم على إيران؟ وماذا لو فشلت؟ إنه ليس بحاجة لعمل شيء متطرف لكسب الانتخابات. وكان استطلاع أجرته صحيفة إسرائيلية في مارس/ آذار قد أظهر أن حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو قد يكسب ما بين 35 و37 مقعدا مقابل أقل من نصف ذلك للآخرين. ويرى المحللون أن ثمة دوافع خارجية ومحلية -إلى جانب شعبيته- تقف وراء ما وصفوه بالمقامرة المحتملة بالانتخابات المبكرة. ويعتقد بأن نتنياهو قلق من أن إجراء الانتخابات في موعدها الأصلي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ربما يجعله عرضة لضغوط أميركية من أجل تقديم تنازلات للفلسطينيين إذا ما فاز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري. وتقول كريستيان ساينس مونيتور إن نتنياهو سيكون منيعا أمام تلك الضغوط إذا ما جرت الحملة الانتخابية الإسرائيلية بالتزامن مع كفاح أوباما لإعادة انتخابه، وتضيف أن الحملة الإسرائيلية ستقوض احتمالات التلميح بأي محاولة «لاستئناف» المفاوضات مع الفلسطينيين لأن ذلك من شأنه أن يلحق ضررا بتأييد نتنياهو في أوساط المستوطنين اليهود وحلفائه من المتشددين في البرلمان. وقد جاءت الإشارة إلى انتخابات مبكرة بعد يومين من انتقاد مسؤول أمني سابق لتعاطي نتنياهو مع الملف الإيراني، حيث حذر الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكين من أن أي هجوم على إيران سيدفعها إلى التعجيل في الوصول إلى القوة النووية. وقال عضو الليكود في البرلمان داني دانون إن نتنياهو سيبحث هذا الأسبوع مع شركائه في التحالف التواريخ المحتملة لعقد الانتخابات التي ربما تعقد مطلع أغسطس/ آب المقبل، وهو ما يقلل من الفرصة أمام المنافسين لإعادة تنظيم أنفسهم، وفق تعبيره. تخوف إخواني من الانغماس في السياسة كتب جيفري فلايشمان في مستهل مقالته بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية أن كثيرا من أفراد جماعة الإخوان المسلمين المصرية يخشون من أن تخسر الجماعة روحها بعد أن يصبح لها موطئ قدم في السلطة. وتحدث الكاتب عن دراسة حالة لأحد الشباب وهو أسامة عبد الهادي الذي نشأ وتربى في الجماعة وتشرب مبادئها إلى أن التحق بالجامعة لدراسة العلوم السياسية، وعندها بدأت تلك الروابط تتراخى. وأشار إلى أن ثورة يناير التي أطاحت العام الماضي بمبارك رحبت بهيمنة الإخوان السياسية وسيطرتها شبه الكاملة على البرلمان. لكن هذا التنظيم الإسلامي الكبير ممزق بالصراعات بين الدين والسياسة والدعوات من شبابه ليكون أكثر تعددية ويجدد صوته من أجل مصر جديدة. ويقول عبد الهادي «نريد الوحدة وليس جواً تكون فيه للجماعة الأغلبية وكل الآخرين ضدها، فهذا ليس بالأمر الجيد للأمة ويشكل ضغطا هائلا على الإخوان. وإذا أخفقت الدولة فكل اللوم سيقع عليهم». وأشار الكاتب إلى أن صعود الإخوان يعكس نمطا برز فيه الإسلام السياسي بأوضح صوره في تونس منذ ثورات الربيع العربي. وهذا الوصف يعيد تشكيل الشرق الأوسط لكنه يكشف عن احتكاك داخلي وعثرات سياسية وفشل في تقديم رؤية تتجاوز المقاصد الإسلامية وتخاطب المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين والليبراليين. وقال إن هذه التحديات تجسد حملة مرشح الرئاسة عن الجماعة محمد مرسي أحد المحافظين الداعين لتطبيق الشريعة المراد ترسيخها في دستور الدولة الجديد. ولكي يفوز بالمنصب في انتخابات الشهر القادم يجب على مرسي أن يغازل السلفيين بينما يبعد المعتدلين والليبراليين. وأضاف فلايشمان أن كثيرا من المصريين يتساءلون عما إذا كان باستطاعة مرسي أن يصوغ إسلاما سياسيا لحل المشاكل الاقتصادية العويصة، مضيفا أن الأمور تغيرت كثيرا والبعض يخشى الآن أن تنشغل الجماعة بالدين أكثر من السياسة. ورغم أن مرسي في مقدمة سباق الرئاسة فإن السباق يضيق وخاصة مع شعبية المرشح العلماني عمرو موسى. وأشار الكاتب إلى الحديث المتزايد داخل الجماعة لفصل أكثر وضوحا لجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة عن نشاطات الجماعة الدينية والمجتمعية حفاظا على برامجها الإسلامية والاجتماعية منذ تأسيسها عام 1928، والخوف بين كثير من أعضائها من أن تذوقها للسياسة يعرض روحها للخطر. ويشير عبد الهادي إلى أن قادة الإخوان حريصون على البقاء، وهذا الأمر استغرق فترة ليتعلموا الدرس بأنهم يجب أن يفرضوا قواعدهم إذا أرادوا أن تكون لهم اليد الطولى. وتعلموا هذا بعد الاكتواء بنار المجلس العسكري الذي كثيرا ما كان حجر عثرة أمام رغبات البرلمان في التغيير، ولهذا قرروا ترشيح رئيس منهم. ويعتقد أنه رغم انتكاسات جماعة الإخوان فإنها تمثل حراك الإسلام السياسي الذي سيكون له موطئ قدم في مصر وفي أنحاء المنطقة في نهاية المطاف. وقال إن هذه هي هوية البلد ولا ينبغي للغرب أن يتصادم مع هذا المفهوم لأن هذا الهدف سيتحقق وهؤلاء هم المصريون .