أما الجوهري فيقول إنهم من بادية الصحراء الشرقية بين النيل والبحر الأحمر وأنهم من بقايا الشعوب التي تألفت منها مملكة الحبشة القديمة وأنهم من سلالة غير السود كما أنهم من أقدم الشعوب التي هاجرة من آسيا إلى إفريقيا عن طريق البحر الأحمر منذ زمن بعيد, وهم في ملامحهم يشبهون عرب البادية, وكذلك في العادات إلا أنهم أشد سمرة ويعتقد أن لفظة البيجة محرفة من كلمة المجا, وهذه مشتقة من كلمة (الماجوي) التي تعني في الفرعونية (الحارس) (أوالمحارب) ولقد استخدمهم قدماء المصريين في أعمال الحرب وحراسة الصحراء وكان البجة عدة ممالك لكل منها ملك مستقل, وان أول هذه الممالك من جهة مصر تبدأ من أسوان إلى بركات وعاصمة هذه المملكة بلدة هجر ويتفرع قبائل البجة إلى عدة بطون منها أربعة رئيسية هي: البشاريون في الشمال يعيشون بين البحر الأحمروأسوان ويشتغلون في تجارة الإبل ومنا جم الذهب بوادي العلاقي. الأمرار وهم جنوب البشاريين ويشتغلون بالزراعة حيث أن منطقتهم أكثر امطاراً, ويمارسون أيضاً مهنة الرعي فهم يملكون مجموعات كبيرة من الإبل والأبقار. الهندوة: الشماليون منهم رعاة والجنوبيون يمارسون الزراعة في الأودية الواقعة غرب سنكات وفي دلتا القاش. البني عامر ثلثهم في السودان والثلثان في إريتريا وموطنهم السودان طوكروخور بركة في إرتيريا. ولبلاد البجة أهمية خاصة لما فيها من معادن ثمينة خاصة معدن الذهب والأحجار الكريمة والزمرد. أما سكان ارتيريا فينتمون لأصول مختلفة وجماعات متباينة وقبائل متعددة ويعتقد أن سكان اريتريا الأوائل من الشعوب النيلية التي انتقلت من اوطانها من الغابات الكثيفة من جنوب شرق السودان إلى الأراضي المنخفضة في حوض القاش وسيتيت ثم الهضبة الإرتيرية. غزت بعض القبائل الحامية الرعوية التي نزحت من صحارى السودان منطقة إريتريا واحتلت منخفضات (البركة) والمرتفعات الشمالية ثم انتشرت على الشريط الساحلي لإريتريا. ثم تبعهم السبئيون وهم ساميون عبر البحر الاحمر من اليمن وكان لديهم بعض المعرفة بالتنظيم السياسي وفنون الزراعة وخبرة في التجارة, ونتيجة لزيادة القادمين من الجزيرة العربية أقام الحميريون ثقافة سامية بين سكان المرتفعات ونشروا لغتهم (الجعزية) التي اشتقت منها لغتا التغري والتغرينية ولقد استمرت عملية امتزاج الدم والانصهار بين سكان ساحلي البحر الأحمر دونما عائق ومما ساعد على ذلك قيام المراكز التجارية وأهمها عدو ليس التي لمع اسمها وقد أنشئت في عهد البطالمة, وحصيلة هذا الاختلاط ملاحظة واضحة في معظم القبائل. ومن أشهر القبائل العربية التي نزحت إلى أرتيريا قبيلة بلى أوبلو اليمنية, ويذكر أن هذه القبيلة وقبيلة جهينة هما القسم العربي من بطون قضاعة اجتازوا البحر الأحمر و سكنوا المنطقة في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي استقرت القبائل العربية المختلفة على طول الساحل الاريتيري ولعل قبيلة الشايد هي آخر القبائل العربية التي نزحت إلى الأراضي الإرتيرية, ولقد تأثرت هذه القبيلة بطابع السائد وأخذت تتحدث اللغة التجرية. هذا ولقد ساعد قرب الساحل الآسيوي من الساحل الإفريقي في تسهيل هجرة هذه القبائل العربية إلى المنطقة إذ أن عرض البحر في تلك المنطقة لا يزيد في أوسع نقاطه عن 150كم بينما يضيق في الجنوب بحيث لا يتجاوز ال15كم. ومن القبائل الرئيسية التي تعيش في هذه المنطقة هي قبيلة البني عامر وتتفرع من 27-33 بطناً ومن المجموعات الأخرى التي تتحدث اللغة التغرية قبيلة الحماسيين وهي ذات اصول عربية وتسكن محافظة البحر الأحمر. أما قبائل الدناكل التي اشتهر الساحل باسمها فهي خليط من العرب والنوبة والإغريق, والإغريق وينقسمون إلى عدة بطون وينتشر الدنا كل على طول الساحل, والصحراء الواسعة حول نجد.. الدناكل من محافظات الساحل والبحر الأحمر ودنكاليا وعلى المنطقة الممتدة من مصوع إلى عصب وهم مسلمون يشتغلون بالرعي ويتكلمون اللغة الد نكلية وهي معروفة بلغة العفر ورغم اختلاف الأصول التي تنتمي اليها القبائل القاطنة حول المنطقة وتعددها فإن القبائل ذات الأصول العربية تشكل الغالبية العظمى منها. أما فيما يتعلق بسكان جيبوتي فيتألف مجموع السكان من حوالي 50% من قبائل العيسي الذين تربطهم صلات القربى والمصاهرة مع الصوماليين و40% من قبائل العفر الذين يطلق عليهم أيضاً الدناكل ونجد أن بين 60-80 % من السكان تعيش حياة البداوة, وتتحرك بحرية عابرة للحدود إلى إثيوبيا والصومال وتنقسم قبائل العفر إلى جماعتين هما الأدوبامرة أي سكان الساحل والأسايمره وهم سكان المناطق الداخلية كما تنقسم قبيلة العيسي إلى أربعة بطون هي الأبسالك والدرادو, والعيسي, والفارا بورس ويقال إن العفر من العرب اليمنيين الذين أقاموا بهذه المنطقة في القرن السادس قبل الميلاد, واختلطوا مع القبائل في المنطقة ونتج ما يعرف بالعفريين (الدناكل).