رحبت إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية اليوم بالنتائج التي توصلت إليها اجتماعات مؤتمر لندن الخاص بدعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية الفلسطينية والتي اختتمت مساء الثلاثاء. ففي تل أبيب وصف مكتب رئيس الوزراء أرييل شارون إدانة المؤتمر لما أسماه الإرهاب بأنه نتيجة إيجابية. وقال الناطق باسم الحكومة أفي بازنر إن إسرائيل تعتبر موقف اللجنة الرباعية من الإرهاب يتماشى مع ما تطلبه تل أبيب من السلطة الفلسطينية. جاء ذلك خلافا لما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من أن إسرائيل غير معنية بالمؤتمر لتناوله الإصلاحات الداخلية الفلسطينية، وعدم تركيزه على تفكيك ما أسماها البنى التحتية الإرهابية. ومن جانبه وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نتائج المؤتمر المساندة للسلطة الوطنية بأنها إيجابية للغاية ومثمرة. وقال في المؤتمر الصحفي الختامي المشترك مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير إن المؤتمر كان فرصة مهمة عرض خلالها الوفد الفلسطيني رؤيته وبرامجه لبناء مؤسسات قائمة على الديمقراطية وسيادة القانون وتوضيح وتأكيد تعهداتها في مجالات الأمن والإصلاح والتطوير الاقتصادي. كما أكد عباس ملاحقة منفذي العملية التي هزت تل أبيب يوم 25 فبراير/شباط لتقديمهم إلى العدالة, وقال إن السلطة الوطنية أدانت بشدة ما أسماها أعمال العنف التي تعرض لها مدنيون إسرائيليون معلنا عن بدء سلسلة إجراءات لمعرفة المدبرين والمخططين والممولين وملاحقاتهم وتقديمهم للعدالة. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي اختتم أعماله في العاصمة البريطانية مساء الثلاثاء أن الفلسطينيين سيحصلون على تطمينات بدعم المجتمع الدولي لخارطة الطريق, وعلى مساعدات لتمكين قواهم الأمنية من وقف الهجمات على الإسرائيليين. وجاء فيه أيضا أن المجتمع الدولي سيتعهد أيضا بتقديم المساعدة للانتخابات البرلمانية الفلسطينية, وسيعمل على ضمان النظام عندما تسحب إسرائيل المستوطنين من قطاع غزة المحتل. وحضر هذا المؤتمر أيضا كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزراء خارجية 20 دولة بالإضافة إلى ممثلين عن ست منظمات دولية بينها صندوق النقد والبنك الدوليان. وفي الختام أعلن وزير المالية الفلسطيني سلام فياض أن الدول المانحة وعدت بتقديم دعم للسلطة الوطنيه قدره 1.2 مليار دولار خلال العام الحالي. وأشار إلى أن المبلغ تجاوز الوعود التي قطعتها الدول المانحة من قبل, مبينا أن السلطة الفلسطينية تسلمت العام الماضي مساعدات قيمتها أقل من مليار دولار. وكانت الوزيرة الأميركية قد حذرت إسرائيل من اتخاذ تدابير تؤدي إلى تخريب جهود السلام، مشددة على عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية على ما وصفتها بأراض مبعثرة. ودعت رايس بالمقابل الدول العربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتفكيك المنظمات التي تستهدف إسرائيل وإنهاء العزلة الدبلوماسية للدولة العبرية. من جانبه قدم وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رايس اقتراحا بعقد مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط في النصف الثاني من العام الجاري، مضيفا أن الجميع شركاء في المسؤولية عن الدينامية التي أطلقها مؤتمر شرم الشيخ الشهر الماضي. وميدانيا فجّرت القوات الإسرائيلية سيارة مدنية فلسطينية بدعوى أنها كانت مفخخة قرب مستوطنة ومعسكر مبو دوتان عند مدخل بلدة عرابة جنوب جنين. وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات عسكرية كبيرة أغلقت المنطقة بالكامل وأقامت حواجز عسكرية على جميع الطرق والمداخل. أما في جنين فقد قال شهود إن أحد قادة كتائب شهداء الأقصى -وهو زكريا الزبيدي- أطلق النار مع مسلحين آخرين على سيارة وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف عندما كان يستعرض ثلة من حرس الأمن الوطني بساحة مقر الأجهزة الأمنية بالمدينة. على صعيد آخر توقع جوناثان باسي المسؤول عن تعويض 8500 مستوطن أن يرحل معظمهم بسلام عند تطبيق انسحاب مزمع من غزة، إلا أنه قال إن الحكومة قد تضطر إلى إجلاء ما يصل إلى 300 عائلة. ويختلف تقويم باسي للموقف بشدة عن توقعات زعماء المستوطنين الذين يقولون إن معظم السكان سيرفضون الرحيل، الأمر الذي يطرح احتمال حدوث مواجهات عنيفة عند بدء سحب المستوطنين يوم 20 يوليو/ تموز المقبل من 21 مستوطنة بغزة وأربع مستوطنات بالضفة الغربية. ووصف إيران ستيرنبرغ أحد المتحدثين باسم مستوطني غزة تقديرات باسي بأنها سخيفة، وقال إن الغالبية العظمى من سكان المنطقة ما زالت تقف كجدار صلب في مواجهة ما وصفه بحيل باسي النفسية الرخيصة. وفي سياق آخر أعلن ناطق باسم مصلحة السجون الإسرائيلية عن بناء جناح جديد قرب تل أبيب لاستقبال الإسرائيليين المعارضين للانسحاب المرتقب من قطاع غزة في يوليو/تموز المقبل. المصدر:ق.الجزيرة/وكالات: