قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن معتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا أكدوا لها وقوع بضع عمليات تدنيس للمصحف الشريف. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الصليب الأحمر فنسنت لوسر قوله إن المعتقلين قدموا للجنة الدولية معلومات عن عمليات تدنيس للمصحف, موضحا أن هذه المسألة أثيرت مع السلطات الأميركية. وأشار لوسر إلى أن مسألة احترام ديانة المعتقلين حساسة ومنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي, إذ "يحق للمعتقل ممارسة شعائره الدينة ومن واجب الآخرين احترام معتقداته". وفي واشنطن قال متحدث آخر باسم اللجنة سايمون سورونو إن الصليب الأحمر الذي يزور المعتقلين في غوانتانامو منذ يناير/كانون الثاني عام 2002 ناقش مع السلطات الأميركية هذه الاتهامات في مناسبات عدة بين مطلع عام 2002 ومنتصف عام 2003. وأضاف أن السلطات الأميركية اتخذت على ما يبدو تدابير لإصلاح الوضع لأنه لم تتوفر اتهامات أخرى تفيد بأن المصحف الشريف قد تعرض للتدنيس بعد منتصف عام 2003. وتأتي هذه التصريحات بعد أن تراجعت مجلة نيوزويك الأميركية الأسبوعية عن تحقيق صحفي نشرته مؤخرا أفاد بأن محققين أميركيين في غوانتانامو رموا نسخا من القرآن الكريم في مراحيض هذه القاعدة. كما تأتي هذه التطورات بعد انتهاء المهلة التي حددها رجال دين أفغان لتسليم المسؤولين عن هذه الفعلة إلى دولة إسلامية لمحاكمتهم. وقد أرجأت مجموعة من رجال الدين الأفغان دعوة للجهاد ضد الولاياتالمتحدة بسبب تقرير نيوزويك بعد تراجع المجلة عن التقرير. وشدد رجال الدين في إقليم بدخشان الأحد على ضرورة أن تسلم الولاياتالمتحدة المسؤولين عن تدنيس المصاحف إلى دولة إسلامية لمحاكمتهم خلال ثلاثة أيام, وإلا أعلنوا الجهاد ضد الولاياتالمتحدة. غير أن نيوزويك التي نشرت في التاسع من هذا الشهر موضوع التدنيس, تراجعت عن هذا التقرير يوم الاثنين الماضي. وأثار تقرير المجلة احتجاجات عنيفة في أفغانستان أسفرت عن مقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين بجروح. كما خرجت مظاهرات مماثلة في باكستان وإندونيسيا والسودان وغزة الأسبوع الماضي. ونددت مصر والمملكة العربية السعودية وبنغلاديش وماليزيا وجامعة الدول العربية بما ورد في التقرير. واعتبرت احتجاجات أفغانستان الأسوأ منذ الإطاحة بحركة طالبان أواخر عام 2001.