• أن تقدم نفسك كواحد من أقطاب العمل والمثمر والجميل، وتكتب بحروف جلية “شهادة” إثبات نجاحك، وتمخر بسفينة عملك غير آبه بتيارات الهواء الشديدة، وتقف ثابتا صلدا أمام أعاصير الألم، وتتخطى بثقة متناهية مطبات الواقع “الحزين” وتنطلق في فضاءات التميز ومساحات التفرد بثقة متناهية، فأنت حينئذ ربان ماهر وقائد فذ ورجل حكيم وجدير أيضا بالموقع الذي تشغله والمكان الذي وضعت فيه. • “خالد محسن خليفي” شاب طموح ذو عقلية جميلة، كان يدرك وهو يتحمل مسئولية اتحاد السباحة أن الأماني في بلادنا تموت قبل أن تبدأ، لكنه قبل التحدي كعادة الرجل القبيلي الذي عركته حياة البدو، وصقلت عقليته على حب المواجهة وعدم التمترس خلف قضبان الأعذار الواهية، فجعل من إصراره وعزيمته طريقا نحو بلوغ الغايات وتحقيق الأهداف. • ليس من السهل أن تقف على رأس اتحاد ما، وأنت لا تمتلك أبسط أدوات العمل المو صلة إلى النجاح، وليس من المنطق أن تكون مطالبا بالفوز في معركتك وأنت تفتقد للأسلحة اللازمة المعينة على الانتصار، لكن ذلك كله لم يحل دون قبول “الخليفي“ بالمهمة ومواجهة الظروف القاهرة لإدراكه أن الصعاب في الحياة أمور نسبية وأنه بقليل من الجد والاجتهاد تتلاشى المعوقات وتختفي المثبطات. • اتحاد السباحة اليمني مثال حي لواقع أكثر إيلاما وصورة مصغرة لحال رياضتنا التعيسة، وإن حاول البعض إظهارها على غير حقيقتها، أو وضعها في برواز مخالف لواقعها المرير، ولعل عدم امتلاك الاتحاد ولو “مسبحا” أولمبيا وحيدا في طول البلاد وعرضها لدليل غير قابل للشك أننا في اليمن نمشي عكس التيار ونبني جدار رياضتنا على شفا جرف هار. • لا أظن أن اتحاداً رياضيا في أي بلد كان يتم إشهاره والإعلان عنه ويكون مطالبا بتنفيذ خطط وبرامج ومشاركات وهو يفتقد لأبسط مقومات العمل كالمبنى والمنشأة وأماكن التدريب والتأهيل والإعداد. • ليس من المنطق ولا المقبول أن يظل اتحاد السباحة يصارع طواحين الإمكانيات وحده ويستجدي مسبحا يقيم عليه تمارينه، ولا من الإنصاف أو العدل أن يظل الخليفي ورفاقه “يتسولون” مكانا يستطيعون فيه القيام بأنشطتهم أو يؤهلون به لاعبي المنتخب كما هو حاصل الآن. • من المعيب بل والمخزي أن تظل اليمن من شرقها إلى غربها وشمالها إلى جنوبها دون ملعب واحد للسباحة رغم المبالغ المهولة التي تصرف هنا وهناك من مخصصات صندوق النشء أو تلك التي يتم صرفها في وزارة الطوابق السبعة بطرق ملتوية، وهي كفيلة ببناء ليس ملعبا واحدا وإنما ملاعب عدة في محافظات مختلفة. • مؤلم أن بلدا مثل اليمن تمتلك شريطا ساحليا طويلا قادرة على إنجاب المواهب الكثيرة في مجال السباحة، لكن من يأخذ بيدهم ويهيئ لهم فرص التدريب الصحيح والإعداد السليم في ظل غياب المنشآت الحاضنة لتطلعاتهم وصعوبة استقدام المدربين المؤهلين والقادرين على التحليق برياضة السباحة في سماوات الألق الرحبة. • مقرف القول أن تكون محافظة عدن وحدها تمتلك أكثر من 10 ملاعب أولمبية قبل عشرات السنين، أضحت اليوم بفعل الكثير من الممارسات الخاطئة وسياسة التدمير الممنهجة في خبر كان!! • معيب في حق البلد ورياضة الوطن أن نتحدث عن ماضٍ جميل وتاريخ خالد تحفظه الكتب ودواوين الذاكرة، وسط حاضر “مؤلم” وواقع حزين ومستقبل أكثر قتامة. • لماذا لا تسارع وزارة الشباب والرياضة إلى إعادة تأهيل بعض من تلك الملاعب وبناء ملعب أولمبي في العاصمة والاستفادة من ولع وهيام شباب المحافظات بلعبة السباحة وبما يتلاءم وطموحات الكثيرين في تمثيل الوطن ورفع اسمه في المحافل العربية والدولية..؟ وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه الوزارة للعبة والتي بمقدورها زرع بذور النجاح في أرض تبدو جدباء حتى اللحظة..!!