بُحت أصواتنا، وجفت أقلامنا،وطويت صُحفنا ونحن نكتب عن وضع كهرباء لودر،وعن مشاكلها وعنصرية بعض منتسبيها وسياستهم الرعناء،وظننا أننا سنجد قلوب (تعقل) وآذان (تسمع)، وسنجد من ينتفض ويثور وتتحرك بداخلة الآدمية، ويصحوا ضميره المحنط،ولكن لاحياة لمن تنادي،أكتفى الأسيادة ببعض (التمييز)، ورضي العبيد بأقل القليل، ووقف المعنيون دون حِراك وكأن الطير فوق رؤوسهم.. وبما أن الجميع وضعوا في إحدى آذانهم (طين) والأخرى (عجين)،فقد قررت أن أوجّه مقالي هذا إلى سيادة المدير (الغائب)، وسيادة نائبه (المغلوب) على أمره لعل وعسى أن أنتزع من أفواههم إجابات شافية كافية لحال الكهرباء الذي بات في أسوأ حالاته منذ أن تقلد المدير القديم المتجدد ونائبه المتجدد زمام الأمور،رغم أنني سمعت منهم الكثير،ولكني أسمع (جعجعة) ولا أرى (طحيناً).. لا أظن أن سيادة المدير الذي يدير شؤون كهرباء لودر من العاصمة (عدن) منذ توليه الإدارة ونائبة لايعلمان بما يعانية المواطن من الكهرباء لاسيما في المناطق الخارج عن إطار الأسياد وأصحاب النفوذ،ولايعلمان بالوضع المزري الذي وصلت إليه الكهرباء في هذه المناطق التي لم تعد تعرف من الكهرباء غير أسمها بعد أن أحالها بعض المحسوبين على إدارتكما إلى ملكية خاصة يوزعونها على من تهوى أنفسهم وتنتمي دماؤهم وأصولهم.. لا أظن تلك المناشدت التي ملئت الدنيا والكتابات التي أكتظت بها الصحف لم تصلهما،ولا أظن أنهما لم يسمعا أو يقراؤا ماكتبنا عن ذلك التعسف والظلم والمعاملة التي لاتطاق من بعض عمال الكهرباء، وكيف أن هذه المنظمومة قد تغدوا في (غمضة) عين أثراً بعد عين إن لم يتم تداركها والحفاظ على ماتبقى منها وإقتلاع الفاسدين من جذورهم، إن كان يعنيهم حالها ووضعها ويهمهم أمرها، وإن كان غير ذلك فهذه مصيبة.. هنا اليوم سأضع على (طاولتيكما) المتنقلة حال الكهرباء الذي تعلمونه جيداً، عليّ وعلّ المواطن المغلوب على أمره في المناطق المحرومة ينتزعكم منكما إجابة شافية كافية ولعلنا نجد لكما عذراً لما آل إليه حال الكهرباء ووضعها،بل ربما نكون لكما عوناً وسند فيما تعانون، إما حالة (الصمت) التي تعيشونها وتردون بها على كل من يبحث عن إجابة فهو مخالف لحكمة أن الصمت من (ذهب).. لا نريد منكما عصا موسى (السحرية)، ولانريد منكما قدرات (سوبرمان) الخارقة، ولا نريد منكما (لبن) العصفور، كل ما نريده منكما هو أن نعرف السبب الذي أوصل محطة كهرباء لودر إلى هذا الحال المزري، وادخلها في مرحلة الموت السريري إن لم تكن قد (ماتت).. إن كان هناك ماتعانون منه فليكن أمام الملاء وعلى طاولة الجميع ليجد الكل لكما عذراً مقنع،وإن كان الأمر مجرد (تخدير) المواطنين بكلمات معسولة ووعود عرقوبية فالأفضل أن تنسحبا بماء (الوجه) قبل أن (ينسكب) على الأرض.. سننتظر ما تحملان في (جعبتيكما) ونلتمس العذر لحين خروجكما من مرحلة (السبات) الصيفي،وحالة الصمت الذي تمارسان طقوسه..