في اليمن باتت مواقع التواصل الاجتماعي ذو فاعلية كبيرة في مسيرة الحياة اليومية، وصارت منصات مواقع التواصل الاجتماعي تساهم مباشرة في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، سواء عبر إنشاء آلاف الصفحات والمجموعات أو إطلاق الوسوم. ويقضي اليمنيون أوقاتاً طويلة في تصفح ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وفق دراسة حديثة أكدت أن مواقع التواصل مصدر الأخبار ل95% من اليمنيين. أفادت دراسة أطلقتها مؤسسة “منصة” اليمنية غير الحكومية بأن 95% من اليمنيين يحصلون على المعلومات والأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. أفادت دراسة أطلقتها مؤسسة “منصة” اليمنية غير الحكومية بأن 95 في المائة من اليمنيين يحصلون على المعلومات والأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. تأثير الدراسة عنوانها “تأثير منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام اليمني“، وشارك فيها 300 شخص من مختلف الأعمار والتوجهات والمستوى العلمي، بينهم 257 ذكراً، أي 85.7 في المائة من إجمالي المشاركين، و43 امرأة، أي 14.3 في المائة من إجمالي المشاركين. وأشارت الدراسة إلى أن منصات مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت مباشرة في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، سواء عبر إنشاء آلاف الصفحات والمجموعات أو إطلاق الوسوم. وأوضحت أن اليمنيين يقضون أوقاتاً طويلة في تصفح ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، تتجاوز في ذروتها 6 ساعات في اليوم الواحد، على الرغم من معوقات الاستخدام، كبطء خدمة الإنترنت، وانعدام التيار الكهربائي فضلاً عن أسباب اقتصادية وقيود سياسية أخرى. ويرى الكثير من اليمنيين أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرا كبيرا في توجيه الرأي العام والتوجهات السياسية، ومنها ما وصل إلى ثني السلطات الحكومية عن إصدار قرارات أو إلغاء أخرى. وكشفت الدراسة التي أجريت خلال شهر كامل عن تصدر موقع “فيسبوك” المرتبة الأولى بالنسبة لاهتمامات واستخدام اليمنيين، بنسبة 98.7 في المائة، يليه تطبيق واتساب ب92.7 في المائة، ثم موقع “تويتر” ب59 في المائة، وبعده “تيليغرام” ب45.7 في المائة، و”يوتيوب” ب38.3 في المائة، و”إنستاغرام” ب34 في المائة، وأخيراً “المدونة” (بلوغ) ب15.3 في المائة. تغييرات وعلى الرغم من لجوء اليمنيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي في متابعة الأحداث المتلاحقة في البلاد، إلا أنها ظلت عرضة للحجب من قبل وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة مليشيا “الحوثيين” التي تحتكر خدمة الإنترنت في البلاد. وأشارت الدراسة إلى أن 67.7 في المائة من إجمالي المشاركين اعتبروا أن هذه الوسائل أحدثت تغييرات سياسية واجتماعية وثقافية، بينما رأى 88.7 في المائة أنها مثلت وسائل فاعلة في تناول القضايا الجريئة. كما أوضحت أن 79.4 في المائة من رواد المنصات الإلكترونية في اليمن يستخدمونها في التواصل مع القيادات السياسية والاجتماعية الرفيعة في البلاد. وحول مستوى الحريات على هذه المنصات، اعتبرها 59.3 في المائة “منصات حرية جديدة”، و35.7 في المائة وجدوا أنها تمثل منصات حرية “إلى حد ما”، و5 في المائة منهم لا تمثل منصات حرية لهم. وأشارت الدراسة إلى أن 97 في المائة من اليمنيين الذين يمتلكون حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي يرون أن هذه المنصات الجديدة تلعب دوراً في عملية الاستقطاب السياسي، ويؤمن 58.7 في المائة منهم بتأثير حملات الضغط الجماهيرية في وسائل التواصل الاجتماعي على أصحاب القرار بصورة مباشرة. ولفت المشاركون في الدراسة إلى أن أبرز معوقات استخدام الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي بطء خدمة الإنترنت، وانعدام الكهرباء، والأسباب الاقتصادية. كما أشار المشاركون إلى وجود قيود سياسية كأحد أبرز معوقات استخدام الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي في إشارة للحريات الإعلامية والعامة التي قمعت خلال السنوات الثلاث الماضية، والتنكيل بالإعلاميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين على خلفية التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة نشر جماهيرية. غلاء القات يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالنكات باتت مواقع التواصل الاجتماعي لدى اليمنيين متنفسهم الأول وأداتهم الساخرة في التعبير على واقعهم بكل ما يجمعه من تناقضات كان آخرها تناولهم لقضية ارتفاع أسعار القات.. النبتة الأشهر في اليمن التي يتناولها ملايين اليمنيين في طول البلاد وعرضها. ومع الارتفاع الكبير في أسعار القات في مختلف المدن اليمنية خلال الأيام الماضية لجأ عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية والدعابة، وهي أسلحة اليمنيين التي احتموا بها، في مواجهة واقع مرير فرضته الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو ثلاثة أعوام. وفي الوقت الذي يواجه فيه اليمنيون موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بعد انهيار الريال اليمني أمام الدولار بالصمت والتكيف مع الأزمة الجديدة، صب ناشطون جام سخريتهم على ارتفاع أسعار القات الذي بات يطلق عليه الذهب الأخضر.. نظراً لارتفاع اسعارة في فصل الشتاء. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها “فيسبوك” و“تويتر” بآلاف التعليقات والمنشورات الساخرة التي تعبر عن احتجاج وسخط الآلاف من الموالعة اليمنيين بسبب غلاء القات، ولم لا والقات يمثل الصديق الوفي والأنيس والونيس لدى فئات مختلفة في المجتمع اليمني. إدانات متنفس الشباب اليمني تحول إلى كتلة إبداعية هائلة حيث انتشرت بيانات التنديد والتدوينات والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب غلاء القات وتداول البعض صورا وكاريكاتيرات تظهر أنواعاً من القات كتبت عليها التسعيرة بالدولار الأمريكي في إشارة إلى ارتفاع أسعاره بشكل خيالي. وفي بيان إدانة حمل الكثير من السخرية اللاذعة، دانت نقابة الموالعة اليمنيين (نقابة افتراضية على فيسبوك) مايتعرض له الموالعة من اعتداءات غاشمة تقودها قوى خفية ممثلة بالمقاوتة مدعومة من دول أجنبية بعد أن شهدت الأسواق اختفاء تاماً للشجرة المباركة. وأضاف البيان بأن الأسواق الخضراء (أسواق القات) شهدت وجود عدد من المقاوتة المدسوسين من دول ما أسماها بالعدوان يقومون بعرض بعض علاقيات القات بأسعار جنونية جدا وهي مخصصه لفئة معينة من الموالعة الهاي هاي (في إشارة إلى الأغنياء والميسورين) أما فئة الموالعة العاديين فغير مسموح لهم حتى بلمسها. ودعت نقابة الموالعة اليمنيين المقاوتة إلى فتح ممرات آمنة لخروج الموالعة من السوق والالتزام بمواثيق البيع والشراء، فيما دعت الموالعة إلى عدم الاقتراب من سوق حجر والخيمة والرشيد وحدة المدينةبصنعاء والبقاء في بيوتهم والخروج عصراً لشراء الشبس والزعقة بدلاً من القات. وقال البيان إن النقابة تواصلت مع إدارة ناديي الأهلي ووحدة صنعاء واتفقت معهم على توفير ألعاب شطرنج ودومينو كافية لاستيعاب جلسة الموالعة خلال هذه الفترة العصيبة التي يمرون بها بسبب الضريب (الصقيع) الذي سبب أزمة في أسعار القات. واستغرب البيان من الإدعاءات المغرضة التي انتشرت مؤخراً بشأن ما أسمته تخاذل قيادة النقابة وتهاونها في التعامل مع الأزمة الحالية، مشيراً إلى أن بعض الناس يشترون القات للنقيب المنتظر تقديراً لمنصبه كونه نقيباً للموالعة اليمنيين. وختم البيان دعوته للموالعة بأن يستر الله عليهم من الروازم والكوابيس التي تقض مضاجعهم ليلاً وهم نائمين، مشيرا بأنها شدة وتزول ما تضيق إلا وتفرج وما تحظى إلا وتبور ومؤكدا أن النقابة لاتملك الا أن تدين وتشجب وتستنكر وتحذر ولن ننجر وراء مخططات المقاوتة، وستعقد اجتماعاً عاجلاً لترى ما يمكن اتخاذه. سخرية وكتب ناشط على صفحته في فيسبوك، حواراً ساخراً متخيلاً بين بائع القات والمشتري، “بكم الحبة هذي يا عم؟”، فيرُد البائع “قبل السؤال أم بعده؟”.. فيما كتب آخر “خزنوا بصمت.. فهناك موالعة يتألمون”. أما أحمد أمين فغرد على تويتر قائلاً: الارتفاع غير المتوقع في بورصة القات اليوم جعل الكثير من الموالعة يقفون في طوابير أمام محلات الزعقة والشبس فيما غرد هارون الزيادي بالقول “لاتبكي على من مات، ابكي على من تغدى ومعه زلط وما لقي قات”. ودعا البعض إلى ترشيد استهلاك القات والإكتفاء بثلاثة أغصان لتجنب الرازم وعبر البعض بطريقة ساخرة في فيسبوك قائلا، “ مسكين أبو يمن, من حظر إلى حظر، افتك حظر الإنترنت فتفاجئوا بحظر القات”.. في إشارة إلى الحظر الذي فرضته جماعة الحوثي على مواقع التواصل مطلع الشهر الحالي. من جهته قال عبدالله محمد ساخراً: “إن غلاء أسعار القات في هذه الأيام تسبب في الحاق الهزائم المتكررة بمسلحي الحوثيين في جبهات القتال المختلفة بعد أن شحة كمية القات الذي يعتبرونه ضرورة يومية ملحّة تساعدهم في تحقيق انتصارات مزعومة. حنين علي كتبت على صفحتها في موقع “فيسبوك” “واحد مولعي أحرق نفسه اليوم أمام سوق القات احتجاجاً على ارتفاع أسعاره” فيما كتب مختار علي “طوابير على الغاز والبترول قلنا بسيطة أما طوابير على القات فهذه مؤامرة دولية”. أما محمد سالم فبعث رسالة ساخرة لبائعي القات يذكرهم فيها بأيام مضت كانت فيها أسعار القات رخيصة قال فيها: عزيزي المقوت: تذكر لما كنت تلقاني في مدخل السوق وتتراجني وأنا أقولك ماعجبني أشتي قات ثاني, باقي معاك من هذاك القات اللي ماعجبني.. فيما بشر حسام علي الموالعة بوصول سفينة من الصين تحمل على متنها أطناناً من القات الصيني المعلب وفق أحدث المواصفات لتغطية العجز في السوق اليمنية. وآخر كتب ساخرا بعدما انعدم القات بسبب البرد انتم مَش. ملاحظين مابش ولاخبر عاجل عرفنا الآن من وين بيمتشع العاجل من وسط العلاقة من جبهة المدي. وعلق مغرد بنكته على غلاء أسعار القات قائلا مطلوب زوجة صالحة ويكون ابوها مقوت محترم فعلى من تجد فى نفسها الرغبة إرسال صورة ويكون ابوها مقوت محترم فعلى من تجد في نفسها الرغبة إرسال صورة ل نوعية القات “القطل والجمام “صورة العروسة مش ضروري أهم شي الأخلاق. غلاء فاحش يذكر أن موالعة القات يعانون منذ أكثر من شهر من ارتفاع كبير في أسعاره التي وصلت إلى مستويات خيالية في فصل الشتاء بعد أن نالت مزارع القات في عدد من المحافظات نصيب الأسد من موجة البرد القارس هذا العام. ويترك فصل الشتاء كل عام بصمات قاسية على الموالعة اليمنيين حيث تحطم أسعار القات فيه أرقاما قياسية حيث تصل قيمة تخزين نوع متوسط الجودة من القات إلى أكثر من ألفي ريال يمني في الوقت الذي كانت قبل موجة الصقيع لا تزيد قيمتها عن 700 ريال في الغالب في حين ترتفع قيمة الأنواع الممتازة الى ثلاثة أضعاف. وتسببت موجة الصقيع التي تتعرض لها بعض المحافظاتاليمنية منذ أواخر نوفمبر الماضي في رفع أسعار نبتة القات التي يتناولها اليمنيون في مقايلهم اليومية إلى مستويات خيالية. ويقدر مزارعو القات الخسائر التي الحقتها بهم موجة الصقيع بعدة مليارات وأدت إلى اتلاف مئات الآلاف من أشجار القات حيث تجمد ارتفاع درجة البرودة المياه داخل سيقان القات مايؤدي إلى انتفاخها وتسلخ اللحاء مما يفقدها أحد خواصها الهامة لاستمرار الحياة فيها ويجعلها غير قادرة علي الانتاج مرة أخرى الا بعد عام كامل. ويقول البنك الدولي إن شخصاً من كل 7 عاملين باليمن يعمل في إنتاج وتوزيع القات، ما يجعله أكبر مصدر للدخل في الريف، وثاني أكبر مجال للتوظيف في البلاد بعد قطاع الزراعة والرعي متفوقاً حتى على القطاع العام. وتزايدت معدلات الفقر والبطالة في البلاد، حيث توضح الإحصاءات زيادة مستوى الفقر من 35% في عام 2006 إلى 54.4% في عام 2014، كما ارتفعت نسبة بطالة الشباب فوق ال50%. وكشفت دراسة سابقة لوزارة الزراعة والري أن القات يساهم بنحو 33% من الناتج الزراعي، وبنحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي. وأفادت الدراسة نفسها بأن 72% من الرجال و33% من النساء فوق ال12 سنة معتادون على مضغ نبتة القات، و42% من المستهلكين الذكور معتادون على ذلك بمعدل 5 7 أيام أسبوعياً.