انعدام البترول وانقطاع الكهرباء عن العاصمة صنعاء يبعثان على الألفة والحميمية بين فئات المجتمع، كادحيه وطبقات وسطى وبعض عيال الذوات. صباح الأمس مشيت مسافات شاسعة من شوارع العاصمة صنعاء وهي شبه مغلقة عن السيارات وخصوصاً باصات الأجرة.. بينما تمتلىء بالغادين والرائحين من كافة طبقات المجتمع مابين ذاهب لعمله وغادٍ منه.. تزفهم حرارة الشمس.. ويحوطهم ما تبقى من أردية الغبار .. والألحان البديعة في حناجر الكادحين.. والتزوير العلني للأغاني الشعبية لتتوافق مع هذا الواقع الذي لا ندري إلى أين سيصل بنا. لقد تحوّلت صنعاء إلى قرية كبيرة.. وباالمقابل إلى قرية أكبر تحت مسمى العاصمة.. لكن للأمانة التصويرية.. تبدو صنعاء في أتم استعدادها للعيش بعيداً عن التكنولوجيا والخدمات العصرية التي لا يحتاجها بدو القرى.. ولا بأس في أن تتوفر الحياة الكريمة وسبل الرفاهية في مجموعة بسيطة تعمل على نقل أخبار صنعاء للعالم.. ونقل أخبار الدنيا إلى من يريد هذه الخدمة المقلقة في هذه القرية البريئة من عصر النهضة الدنيوية.. نتيجة لقناعتها ببغاءات الأيدلوجيا المنبرية فيها.. ووقوفهم أمام أي طريق يمضي بها إلى المستقبل الجميل. [email protected]