لا يملك الوطن إلا انفعالات حامليه ومقدار ما يؤمنون به من وصالٍ واستئصال.. بعيداً عن الافتعالات الهوجاء، والخلط اللا مُجدٍ بين الحقيقة والوهم. هذا الوطن أو ذاك أو تلك الأوطان يخضعون جميعاً لمنطق القوة وفعل المال.. لكن أن يكونا القوة والمال بلا مشروعٍ حقيقيّ يُدرك ما له وما عليه فسيصبحان حدثاً عابراً مقترناً بالشروخ أكثر من كونه تحفة يحرص عليها التأريخ وينطلق من خلالها. لهذا تبقى المشاريع السياسية لوحة دعائيّة لمقهىً عابر ما لم تتدافع الرؤى إلى واحة التطبيق الإيجابي على الرغم من الوجع الكثير الذي سيرافق تثبيت رؤى الحق والعدل في أوطانٍ مثقلة بإرث الفساد الماليّ والإداريّ.. إضافة إلى الفساد الروحيّ العصيّ على التغيير كما يعتقده بعض منظّري الحروف ومؤرّخي الهواجس. إذن، ينبغي، والأجدر، والأسلم للمشاريع النخبوية أن تتحوّل إلى مشاريع جماهيرية عريضة تلقف أردية التخاذل وتقف إلى جوار أي مشروع ينتصر للمغيّبة أحلامهم رغم استحالة اليقين الكامل بمشاريع النخب بعد الفرز الرديء لما يُسمّى بالربيع العربي. [email protected]