إلى كل مسلم ومسلمة: بداية نسأل أنفسنا: لماذا نأكل؟ لقد جعل الله الأكل للإنسان بمثابة الوقود للسيارة وحاجة بيولوجية طبيعية للبقاء على جسم الإنسان وحفظه من الهلاك. وليس معنى ذلك أن يكون الطعام في حد ذاته غاية وهدفاً أحيا من أجله؟ فالعقلاء يأكلون ليعيشوا من أجل تحقيق أهدافهم السامية، فالطعام لديهم وسيلة لا غاية، أما الشهوانيون فإنهم يعيشون ليأكلوا فقط، فكوني عاقلة ولاتكوني شهوانية، لاتأكلي إلا عند الاحساس بالجوع، فإدخال الطعام على الطعام والوصول إلى حد التخمة داء قاتل، فوق أنه يقعد الإنسان عن النشاط والاجتهاد، قال لقمان الحكيم: «إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وقعدت الاعضاء عن العبادة». الصوم صحة: كيف يكون الصوم صحة؟ يقول الدكتور/فاك فادون وهو من الاطباء العالميين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره:«إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً،لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله فيقل نشاطه، فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لاعهد له بها من قبل». ومن هنا يعتبر الصيام القاعدة الطبية الوحيدة التي لايمكن أن يشكك بضرورتها أحد، وقد استعان بها الاطباء منذ القدم في معالجة الكثير من الحالات، ولايزالون إلى يومنا هذا ينصحون به لتحقيق هدفين أساسيين: أولها: العمل على إزالة السموم من الجسم. وثانيهما: تحفيز حرق السعرات الحرارية. حيث يمكن لهذين الهدفين أن يعملا على إبقاء الجسم في حالة توازن غذائي وهضمي. وهذا مايؤكده حديث رسولنا الكريم منذ أكثر من 1400 سنة: «صوموا تصحوا». السحور بركة تكمن أهمية السحور في جعل الجسم يتجهز لتخزين الطاقة اللازمة لصيام النهار ومن هنا يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية السحور فيقول: «تسحروا فإن في السحور بركة». الصوم والصحة النفسية إن الصوم أفضل وسيلة لتخفيف القلق والتوتر والثورة النفسية وهنا الأثر يرجع لسببين: الأول: أنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة. والثاني: أنه يخفف ضغط الدم ويخفف اندفاع الإنسان نحو القلق والتوتر. كما أن الصوم هو رياضة الهدوء والاسترخاء والثورة النفسية لادواء لها إلا الرضا والاستسلام لمشيئة الله والتسامح مع الناس. الصوم والرشاقة لايوجد أفضل من الصيام كعلاج للسمنة إذا اتبعنا فيه السنة النبوية فافطرنا على تمرات وقليل من الماء وأخرنا الافطار بعد الصلاة، فالتمر كفيل باشعارنا بالشبع وتقليل كمية الطعام التي نأخذها، والصوم يخلص الجسم من كميات الشحوم المختزنة فتحافظي بذلك على رشاقتك. ولايفوتنا هنا ونحن بصدد الرشاقة الحديث عن الرياضة، فمن الأهمية بمكان ممارسة رياضة المشي لمدة ربع ساعة يومياً بعد الافطار بساعتين على الاقل، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد وهو الأمر الذي يفيد الجسم عامة والوجه بشكل خاص، والرياضة تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الوجه وتخلص من تراكم الدهون والاتربة مما يجعل البشرة أكثر جمالاً. تذكري دائماً أن رياضة المشي خصوصاً في رمضان سوف تحافظ على وزنك من الزيادة وهي وسيلة لحفظ الصحة وتقوية البدن.