تجددت اليوم"الجمعة" بالأردن المسيرات الحاشدة احتجاجا على قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، والمطالبة برحيل الحكومة الأردنية الحالية برئاسة الدكتور عبد الله النسور في "جمعة الغضب الثانية"، وشهدت العاصمة عمان ومعظم المحافظات في شمال وجنوب الأردن اليوم مسيرات حاشدة نظمتها الحركة الإسلامية والقوى الحزبية والفعاليات الشبابية والشعبية والعشائرية رغم حالة عدم استقرار الطقس التي تشهدها المملكة حالية والمصحوبة بالأمطار الغزيرة والرعدية. وتواصلت الهتافات العالية السقوف، والتي تجاوزت الخطوط الحمراء في بعض المسيرات خاصة تلك التي شهدتها منطقة وسط العاصمة عمان ومحافظتي إربد ومعان والمطالبات برحيل الحكومة الحالية والتراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية الصادر في الثالث عشر من الشهر الجاري والذي تبعه موجات متتالية من الاحتجاجات الغاضبة التي عمت كافة أرجاء الأردن وخلفت حتى الآن قتيلا واحدا و71 مصابا من بينهم 54 من قوات الأمن العام والدرك الأردنية ، فيما جرى اعتقال 158 شخصا تم إطلاق سراح العديد منهم ممن لم يثبت ضلوعهم في أعمال الشغب وإحراق العديد من المباني الحكومية والخاصة. ويطالب المحتجون الحكومة الأردنية بالاعتماد على مقدرات الوطن من شركات الفوسفات والبوتاس والاسمنت بدلا من اللجوء إلى جيب المواطن وإثقال كاهله بأعباء حياتية لم يعد يقوى على حملها ، فيما حذر خبراء ومراقبون من أن استمرار التوترات التي تحدث في المملكة والشعارات التي تطلق من قبل المتظاهرين يجعل الأردن يفقد الأداة الأساسية التي تجذب الاستثمارات وهي الأمن والأمان. وكانت الاحتجاجات الشعبية الواسعة قد اندلعت في كافة أرجاء الأردن منذ إعلان قرار الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تتراوح بين 10% و53% رفضا للقرار وسط إصرار حكومي على عدم العودة عنه والمضي في تطبيقه. وتأتي تلك الاحتجاجات في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور أن تأخير اتخاذ قرار رفع أسعار المشتقات النفطية "خطأ يرقى إلى مستوى الجريمة" نظرا لخطورة الوضع الاقتصادي في الأردن ما تطلب إجراءات وقرارات لا تحتمل التأخير" على حد قوله". وخرجت مسيرة احتجاجية نظمتها الفعاليات الشبابية والشعبية والقوى الحزبية بعد صلاة "الجمعة" اليوم "من أمام المسجد الحسيني في وسط عمان ، حيث طالب المشاركون فيها برحيل الحكومة الأردنية ، كما قاموا بإحراق بطاقات انتخابية وأعلنوا عدم مشاركتهم بالانتخابات المقبلة المقررة في الثالث والعشرين من شهر يناير المقبل احتجاجا على قرار الحكومة الأخيرة برفع الدعم عن المشتقات النفطية وسط تواجد أمني كثيف. ورفع المشاركون - في المسيرة التي نظموها تحت شعار "جمعة الغضب الثانية " - شعارات طالبت بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل في الأردن وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وسط هتافات عالية السقوف. وقامت قوات الدرك والأمن العام الأردني بفصل تلك المسيرة عن مسيرة "تأييد وولاء" دعما للحكومة، رافعين شعارات وطنية ومطالبين بعدم تخريب منجزات الوطن والمحافظة على أمن الوطن والالتفاف حول الراية الهاشمية. وفرضت الأجهزة الأمنية الأردنية طوقا أمنيا واسعا امتد من منطقة " دوار المدينة الرياضية " إلى "دوار الداخلية" ، فيما عززت من تواجدها في مكان الفعالية. وخرجت مسيرة احتجاجية من مسجد نوح القضاة بمحافظة إربد (95 كم شمال عمان) بمشاركة أطياف إسلامية وحراكات نددت بسياسة رفع الأسعار ودعت الحكومة إلى التراجع عن قرارها برفع الدعم عن المشتقات النفطية، مطالبة بسياسات اقتصادية أكثر توازنا تعالج الأزمات بعيدا عن جيوب المواطنين. واعتبر المشاركون في المسيرة التي شهدت إجراءات أمنية مشددة أن قيمة الدعم الذي سيحصل عليه المواطن من ذوي الدخل المحدود والشرائح الفقيرة غير كاف لتحقيق التوازن بين آثار تحرير الأسعار ودخل الفرد. وطالبوا بالإفراج عن معتقلي الحراك وحييت صمود أهل غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي ودعت إلى دعم صمودهم في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية . كما شهدت مدينة إربد مسيرة أخرى حاشدة بمشاركة الفعاليات العشائرية والشبابية والحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني جابت شوارع المدينة واستقرت عند ميدان الشهيد "وصفي التل" رفع المشاركون فيها صور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والأعلام الأردنية وهتف المشاركون فيها بعبارات الانتماء والولاء مؤكدين التفافهم حول الوطن وقيادته ومنجزاته. أ ش أ