قال وزراء الخارجية العرب يوم السبت إن بلدانهم تدعم المبادرة الفرنسية الرامية لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين; وطالبوا بوضع سقف زمني للمفاوضات. ومن المقرّر أن تستضيف العاصمة الفرنسية باريس مؤتمراً دولياً للسلام يوم الثالث من يونيو حزيران، وهو المؤتمر الذي رحّب به الفلسطينيون وعارضه الإسرائيليون. وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المبادرة قائلاً إن السبيل لإحراز تقدّم هو إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين دون شروط مسبقة. وأكد وزراء الخارجية العرب، في بيان صدر عقب اجتماع طارئ لهم بمقرّ الجامعة العربية في القاهرة، “على مواصلة دعم الجهود الفرنسية والعربية والدولية الهادفة لتوسيع المشاركة الدولية لحلّ القضية الفلسطينية ودعم المبادرة الفرنسية، بدءاً بعقد اجتماع مجموعة الدعم في الثالث من يونيو 2016، والإسراع بعقد المؤتمر الدولي للسلام”. ودعا الوزراء في بيانهم، الذي تلاه وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، إلى “خلق آلية متعددة الأطراف بهدف العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967… ووضع جدول زمني للمفاوضات لتنفيذ ما يتفق عليه ضمن إطار متابعة دولية جديدة”. وحدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شارك في الاجتماع لبعض الوقت، بعض الشروط الفلسطينية للمشاركة في المبادرة الفرنسية، ومن بينها أن يكون هدفها “تحقيق رؤية الدولتين على أساس (حدود الرابع من يونيو حزيران) 1967، وعاصمة دولة فلسطينالقدس الشرقية، لتعيش الدولتان جنباً إلى جنب بأمن واستقرار وسلام إذا أرادت إسرائيل أن تعيش بسلام”. وأضاف “لا بدّ أن يخرج المؤتمر بمفهوم أن المفاوضات لها سقف زمني، والتطبيق أيضاً له سقف زمني وآلية لمتابعة المفاوضات”. وشدّد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أيضاً على ضرورة وضع إطار زمني للمفاوضات ووضع آلية تنفيذية لها. وقال “لازم يكون الهدف في النهاية ليس مجرد جمع الطرفين مع بعض، وهذا ما حدث على مدى 25 عاماً بدون جدوى. المطلوب هو خلق آلية تنفيذية لهذه القرارات والإطار الزمني”. وأضاف العربي أن “الطرفين… لم توجّه لهم دعوة في هذه المرحلة. أظن سيكون (الحاضرون) أكثر من 20 دولة ومنظمات.. الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وحوالي 21 أو 22 دولة حتى يتفقوا على أن هذا هو المطلوب حلّ الدولتين عن طريق آلية لتنفيذه والإطار الزمني”. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده ستشارك في مؤتمر باريس، مضيفاً أن مصر “تأمل أن تدشّن المبادرة أولى خطوات إعادة مسار التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال، في وقت سابق هذا الشهر، إن بلاده مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية لإيجاد حلّ للصراع. وأضاف أن إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية سيجعل العلاقات بين مصر وإسرائيل “أكثر دفئاً”. وأيضاً دعا السيسي الفلسطينيين لإنهاء الانقسام القائم بين حركتي “فتح” التي يقودها عباس و”حركة المقاومة الإسلامية” “حماس″ التي تقود قطاع غزة منذ سنوات. وقال عباس اليوم السبت إنه مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها “حماس″. وأضاف أنه يؤيد إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة لإنهاء الانقسام.