غادر السفراء وأغلقت السفارات واصبح اليمنيون في مواجهة الحوثيين ولا يوجد من يناصرهم أو يقف على مأساتهم والإرهاب الذي يمارسه الحوثي عليهم ] بهذه العبارات يصف أحدهم حال اليمنيين بعد مغادرة السفراء غير أن الحقيقة تفيد أن ما حصل من إرهاب حوثي انما كان على مرأى ومسمع من العالم باسره والسفراء كانوا بين أظهرنا ، ألم يغزُ الحوثي صنعاء ويقود تلك الهجمة والحملة البربرية في 21 سبتمبر ولم تغلق سفارةٌ بابها بل أن أم السفارات الأمريكية وأبو السفراء السفير الأمريكي كان يجول في صنعاء يوم الغزو ويقطع صنعاء من شمالها إلى جنوبها لا يخشى أحد فهو في ( وجه الحوثي ) بل وحتى حين اسقاط دار الرئاسة والرئيس والسفير الأمريكي يمر في شوارع صنعاء والحوثي هو شرطي المرور الذي ينظم له حركة السير . المغادرة الديبلوماسية لليمن قد يكون بعضها وهو القليل لدواعي أمنية نتيجة الحالة الأمنية المأساوية والتي أوصل الحوثي اليمن اليها لكن الدول التي لها صلة مباشرة بالحالة السياسية ولها تدخلات عميقة فيها فإن خروجها من اليمن والتوقيت لذلك إنما يكون لأسباب أهمها هو أن الحوثي قد خرج عن النص الدرامي المسرحي المتفق عليه مع تلك الدول الراعية للحوار السياسي وقد مارست هذه الدول بخروجها ضغطا على الحوثي لعودته للنص والذي يقضي بتعميق حالة الارتهان للخارج وليس صحيحا أن خروج السفير الأمريكي وأمثاله كان لدواعي أمنية . الحوثي يظهر عنترية لا مثيل لها وأنه ليس آسفٌ لخروج السفراء وأن بمقدوره أن يبسط سلطانه وجبروته دونا عنهم بل إنهم يلمح إلى ابعد من ذلك وأنه قادر على مواجهة تلك الدول الكبيرة ومتحديا لها وله القدرة على أن يجعل اليمنيين يأكلون من فوقهم وعن أيمانهم وشمائلهم متوكلا على ايران وروسيا والصين والخُمس بينما الحقيقة بدأ يدركها أنه طائرة ورقية بيد تلك الدول وحلفائها في الجوار وفي الداخل وبدأ يتواصل مع تلك الدول في سره وأنه مستعد للعودة للنص الأممي وأن لا طاقة له بأي بند عقابي يصدره مجلس الأمن . لو أرادت أمريكا أن تخطف روح القيادة الحوثية لاختطفتها كما اختطفت أرواح قيادات القاعدة وآخرهم ( النضاري ) وليسوا عنها ببعيد وإنما يحتاجونه لقضاء وطرهم ولهم تفاهمات مع المصدر الفكري للحوثيين ( ايران ) بتبادل الأدوار وتقاسم المصالح وإلى اليوم وأمريكا ومجلس الأمم مازال ينظر بقلق للحالة اليمنية وهذا أقصى ما يقدمانه من تعاطف مع الشعب اليمني وإلى اليوم ومنظمات حقوق الإنسان الغربية لم تقم بدورها في اجرام وإرهاب الحوثي وقمعه للمظاهرات السلمية وتعذيبه الوحشي للمسالمين وآخرها انتهاكه لإنسانيتهم وضربه لمؤخراتهم حتى الموت . لن ينجو الحوثي من محنته ولن يخرج من تدبيره ومكره السيء إلا بالوسائل التي قادته لهذا التحكم وبالتفاف جميع فئات الشعب وأطيافه السياسية والتي باتت تدرك أن الحوثي إثمه أكبر من نفعه وأنه مخادع ماكر يستهوي الحرب على الحوار. ____________ ماجستير علم نفس